الإثنين الموافق 06 - يناير - 2025م

إجتماع جدة مثال حي لعزلة نظام الملالي

إجتماع جدة مثال حي لعزلة نظام الملالي

زينب وهبة 

الإجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، يشكل مثالاً حياً آخر لعزلة وطرد نظام الملالي والترتيب السياسي الجديد بعد التحولات الأخيرة السورية وإحتلال عسكرية لحلب المدمرة من قبل النظام والمتعاونين معه. فهذا المؤتمر كان في الوهلة الأولى رد دول المنطقة والدول الاسلامية على المشاعر المضروبة لشعوب العالم لاسيما الشعوب المسلمة وشعوب المنطقة تجاه كوارث حلب. ولذلك كان الهدف القريب منه دعم الشعب السوري على الخصوص المشردين الذين ترفع تقارير مؤلمة يوميا عن معاناتهم في وسائل الاعلام. وجاء في البيان الختامي للإجتماع الطارئ لوزراء خارجية 53 بلداً إسلامياً في إطار التعاون الإسلامي إدانة « بشكل قاطع كل السياسات القسرية التي ينتهجها النظام السوري لتركيع شعبه عبر الحصار والتجويع والترهيب في حلب وبقية المناطق المحاصرة، باعتبار هذه الجرائم والمجازر «جرائم حرب»، و«جرائم ضد الإنسانية»، وانتهاكات خطيرة للمواثيق والأحكام الدولية الخاصة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهو ما يستوجب معاقبة مرتكبيها وإقرار محاكمتهم» « مع التشديد على الرفض الكامل لأي إجراءات ينتهجها النظام السوري وحلفاؤه تهدف إلى إحداث تغييرات في التركيبة السكانية». وبذلك كانت غيبة نظام الملالي في اجتماع جدة مثالا سافرا على عزلته. إلى جانب أن نظام الديكتاتور بشار الأسد وقع في مركز الكراهية والإدانات من قبل الدول الإسلامية. وكان نظام الملالي يحاول في أوقات سابقة أن يصور نفسه قيّماً للدول الإسلامية ومنظمة التعاون الاسلامية ولكن الآن تم طرده من المؤتمر وهناك الحديث عن إخراجه من المنظمة. وحاول النظام من خلال التزام الصمت حيال المؤتمر ومواقفه للإلتفاف حوله. ولم تبث الاذاعة والتلفزيون التابعة لنظام الملالي أي خبر حول ذلك واتخذت وسائل الإعلام الحكومية الصمت المتعمد ولكن في ردود الأفعال المحدودة التي تسربت يمكن مشاهدة خوف النظام من هذا المؤتمر وتداعياته بوضوح. منها ما أثار القلق وهاجس النظام هو الدعوة التي وجهتها تركيا لإيجاد مناطق آمنة في سوريا للحؤول دون هجمات النظام الأسدي وحلفائه. ولكن بما أن هذه السياسات تتطابق مع سياسة ترامب الذي هو الآخر تحدث عن ضرورة إيجاد مناطق آمنة في سوريا، فإنها قد أثارت الخوف والهلع لدى النظام. وهذا ما انعكس في مقال صحيفة ابتكار 25 ديسمبر: «قد تكون التيارات المعارضة لبروز الدور الايراني في المنطقة معلقة آمالها على السياسات التي وعدت حكومة دونالد ترامب بها». من جهة أخرى وكما قال وزير الخارجية التركي حسب وكالة أنباء الاناضول يوم 22 ديسمبر فيجب اعتبار مؤتمر جدة تعاقبا لمؤتمر موسكو لتوجيه ضربة سياسية موجعة أخرى للنظام وسياساته الإقليمية. وفي مؤتمر موسكو الثلاثي ورغم حضور النظام إلا أن النظام الأسدي كان الخاسر الرئيسي لكونه قد تلقى صفعة قوية حسب اللوموند في 22 ديسمبر. وفي مؤتمر جدة قد تضاعف وجع هذه الصفعة لأن النظام كان غائبا وكما لاحظنا إضافة إلى تحمل العزلة المؤلمة أنه وضع على كرسي المتهم والمجرم الرئيسي بصفته العامل الرئيسي لكوارث سوريا. وبذلك اذا ألقينا الضوء على أحداث والتحولات ما بعد احتلال حلب، فنستطيع أن نلاحظ بشكل أوضح وتيرة تعكس حقائق أخرى خلافا لما كان يتوقع منه عناصر ورموز النظام بهذا الصدد وكانوا يتبادلون التهاني والتبريكات بذلك. وأهمها كانت: صدور قرار 2328 لمجلس الأمن يوم 19 ديسمبر بالإجماع مع صوت إيجابي لروسيا لنشر مراقبين في حلب الشرقية للإشراف على عملية اجلاء آمن للمدنيين والمقاتلين المحاصرين. وتم خروجهم حتى آخر نفر. بينما كان النظام يطالب بالقضاء على الإرهابيين أي القضاء عليهم أو تسليمهم والناس المؤيدين لهم. ثم وفي يوم 22 ديسمبر جاء المؤتمر الإستثنائي لوزراء خارجية الدول الاسلامية ليكون الحلقة الرابعة من سلسلة الضربات السياسية التي لحقت بالنظام خلال 4 أيام متتالية. وجاء ذلك ليثبت حقيقة سياسية بأن إحتلال حلب وخلافاً لما كان يعده النظام في البداية فإنه قد حرّك دوران عجلة سياسية بالضد لمصالح النظام ولصالح الشعب والمقاومة السورية المدرجة بالدم.

  •  
     

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78984449
تصميم وتطوير