إبراهيم فياض
إن مولد خير البرية يحتاج فلسفة فكرية للتخاطب الروح العالية حتي تحاكي النفوس البشرية بكيفية إحياء سنة الحبيب في مولده ولكن ترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى، ويقال إن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى، ولذلك ابدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.
ويشير أحد المؤرخون أيضًا إلى أن الحاكم بأمر الله قرر منع إقامة الزينات واحتفالات الزواج إلا فى المولد النبوى، لذلك حرص كثير من الشباب وعامة الناس على اتمام زواجهم فى أيام المولد، وفى تلك الفترة ظهرت العروسة المصنوعة من الحلوى لأنها كانت تعد بمثابة إعلان عن قرب موسم الزواج، وكان أهل العروسين يبدعون فى صناعة الحلوى فى أشكال جديدة للعروسة تيمنا بالزفاف القريب، وكانت عروسة المولد هى هدية أهل العريس للعروسة.
وقد أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبي،
وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة، وهناك عدة روايات حول تاريخها تفيد أن الخليفة الفاطمي، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، وأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال.
وهناك رواية أخرى تقول، إن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه في يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوي برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوي علي هيئة عروس.وللحديث بقية في حضرة رسول الإنسانية ومعلم البشرية بأن الحب موهبة فطرية من عند رب البرية وكل عام والأمة الإسلامية بخير
التعليقات