بقلم / إبراهيم فايد
عندما أرى مثل تلك الصور لعشرات الآلاف قد تنقَّلوا من أقاليم عدة ليجتمعوا بضع ساعات فى حب فنان أو غناء أوسهرة لحفلة أقل ما توصف به أنها داعرة فى نظرى ، وأقارنها بصور لضيوف الرحمن حجاج بيت الله الذين أتوا من كل فجٍ عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات .. حينها فقط أعلم جيدًا لماذا آل بنا الحال فى مصر ومعظم دول العرب والمسلمين لما نحن عليه اليوم من تخلُّف ورجعية .
ومن ناحية أخرى أرى مسئولينا قد سعدوا بمثل تلك المناظر المستفزة والتَّوجُّهات الشبابية عديمة القيمة وإن شئت فقل التافهة ، فقد تيقَّنت أن رضى القائمين على شئون البلاد عن تلك المهازل غالبًا يعود لأسباب بالية كالعوائد المادية للدولة والأهم من ذلك هو إلهاء الشباب عن متابعة مجريات الأمور فى بلادنا ومراقبة الحكومة والمؤسسات حتى أصبح من النادر أن تجد شابًا يناقش الحال السياسية والأمنية والاقتصادية وإذا حدث قد يُتَّهَم بالتمويل المالى والميول الفكرى والاجندات الخارجية ووو … الخ ويُتَّهم بأنه ناشط سياسى !! نعم النشاط السياسى أصبح جريمة لا تُغْتَفَر فى حضرة نظام لا يعرف سوى الـ (( الديمقراطية )) .
أتساءل دومًا أين دور المؤسسات المنوط بها تشكيل وعى الشباب وتطهيره من الدنس الفكرى ؟!! فهذا فى رأيى إرهاب ما عداه إرهاب ؛ إنه إرهاب مجتمعى ، إرهاب أخلاقى ، إرهاب من مستقبل تُقْبِل عليه مصر بكل قوتها فلا تكاد ترى فى أفق ذاك المستقبل إلا سوادًا تتشح به كافة جنبات الدولة بمؤسساتها العامة والخاصة وشوارعها ومواطنيها ؛ فلم يعد هناك ضمانًا بعد على عقول جيل يُفْتَرَض أنه سيقود الأمة فى عقودها القادمة ، إرهاب وإن خلى من السلاح والدمار المادى إلا أنه لم يخلو من دمار العقول وتشتُّت القلوب .
أين قصور الثقافة ودورها فى مصر ؟؟ أين وزارة الشباب من ذلك الانحلال الشبابى ؟؟ أين الأزهر وأين الكنيسة وأين الأوقاف ؟؟ أين مؤسسات المجتمع المدنى التى خصَّصت جلَّ اهتمامها على جمع التَّبرُّعات التى لا تعرف لها سبيلًا ؟!!!!
أين الحضارة أين الأصالة أين التاريخ أين هبة النيل ؟؟؟؟
أين أم الدنيا؟؟
أين مصر ؟!
فرقٌ شااااااااااااااااااااااسع
التعليقات