الأحد الموافق 15 - ديسمبر - 2024م

أين نحن الآن من رمضان الذي كان ؟

أين نحن الآن من رمضان الذي كان ؟

بقلم الشيخ / محمد الفخراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

فمنذ أن فرض الله الصوم في السنة الثانية من الهجرة علي كل من شهد هلال رمضان بوصفه الميقات الزماني لنزول الوحي الخالد علي النبي الخاتم هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان وكان ذلك تكريما وإشادة وتنبيها علي فضل هذا الشهر المبارك الذي خصه الله بليلة هي خير من ألف شهر وفي كل ليلة منه عتق من النيران وتنزلات الرحمات والبركات على من شغل نفسه فيه بصلاة القيام وتلاوة القرآن والحفاظ على آداب الصيام

 

فمنذ هذا الزمان والأمة المسلمة تحيط هذا الشهر بما يجب له من التقدير والتعظيم وتترقب وصوله بالبهجة والانشراح والترحيب إذ كان إحياء لإشراقات النفس التي أظلمت باستغراقها في المرض المنتشر الكورونا وغلق المساجد وعدم إذاعة قرآن المغرب في المساجد وعدم إقامة موائد الرحمن وعدم صلاة التراويح لقد محوا كل مايدل علي وجود رمضان المبارك هذا العام

اما مظاهر الفساد في وسائل الإعلام المختلفة وكنا نريد أن يكون رمضان هذا العام مثل الذي قبله لكي يكون إحياء لإشراقات النفس التي أظلمت باستغراقها في متع الحياة ومشاغلها طوال العام كان فرصة لتحصيل زاد ينفع المرء يوم المعاد كان أملا في تكفير الذنوب والآثام وإرضاء الملك العلام كان تواصلا بين العائلات والأرحام كان مودة بين الأغنياء والفقراء كان فرحة غامرة للكبار والصغار كانت الأطفال تبتهج بالفوانيس

وفي هذا الجو الروحانى تتماحي الخلافات وتنمو العلاقات والمودات وفي وقت الإفطار تدلف خيرات الله إلى بيوت الفقراء رغبة في ثواب إفطار الصائمين وأستمر ذلك حتي فكر بعض الشياطين الإنس بوحي من شياطين الجن أن يحرموا الأمة من هذا الخير الذي يحفظ عليهم دينهم ويؤكد أخوتهم ويحفزهم ويربي فيهم فضيلة الصبر والتقوى ويشعرهم بمعية الله القادر الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء فلا أحد منهم بخوف من أي قوي في الكون مادام الله معه وبالرغم من أن مردة الشياطين.

تكون مصفدة مسلسلة في هذا الشهر تمكن صغارهم من أن يحشدوا من وسائل الإعلام والإغراء ما يقضي علي كل هذه المنح الرمضانية وواتتهم الفرصة عندما تطورت أدوات الاتصال باكتشاف بعض سنن الله الكونية التي بنوا عليها صنع آلات مبهرة توصل مايراد بثه إلى كل بيت في أي وقت من ليل أو نهار فتفننوا في حشد كل مايثير الغرائز من مسلسلات لا هدف لها سوي نشر ثقافة العري وقتل الحياء وصرف طاقات الشعب المسلم في البحث عن اللذة والمتعة الحرام

بما يؤدي إليه ذلك من العدوان على الحرمات وتأجيج العدوات واستغلوا طبيعة الإنسان في رغبته العارمة وحبة للاستطلاع فجزأوا المسلسلات إلي حلقات تنتهى كل حلقة بما يشوق إلى مابعدها وانتقوا أشد هذه المسلسلات جذبا ليذاع في رمضان ولم يبخلوا عليها في الإنفاق مهما بلغت تكلفتها المادية واستعدوا لها قبل هذا الموسم بشهور وعند كل انتهاء كل مرحلة من التصوير والتسجيل تنطلق الإعلانات مبشرة بقرب الإنجاز ولم يكتفوا بالإذاعات المسموعة والمرئية في الوطن الإسلامي بل انطلقت الفضائيات الداعرة تخترق كل حجب والقارات وانتشرت شبكة المعلومات الدولية تضع السم في العسل فاستهوت الشباب والفتيات حتى صارت لديهم أهم من المعلومات بل تحولت عند بعضهم إلى إدمان يقتل الأعمار والطاقات بما تحمله من أعمال ومشاهدات تتخذ من العري والإيحاءات ما يطفي أنوار الإيمان ويشعل نيران الشهوات والنزوات ويحول المنكر إلى معروف ويغير القيم والموازين ومع الأفلام والمسلسلات تتعاون الأغاني والرقصات وبين الأغاني مناقشات تشكك في الثوابت والمسلمات وتمجد في الغرب وسلوكياته وسوف نشرح ذلك في المحاضرة الثانية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

أين نحن الآن من رمضان الذي كان ؟

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78515821
تصميم وتطوير