إيمان فوزى
سمعت صوت أحدهم الخافت يناديني خلسه وأنا أستقل إحدي المواصلات،نظرت فإذا برجل خمسيني يرتدي بالطو كبير وقبعه قد غطت نصف وجهه حتي إنني لم أتبين ملامحه وأشار الي ورقه كان يحملها بيده ثم سالني بصوت متقطع في محاوله منه لتقليد اللغه السوريه عن العنوان الذي تحمله الورقه فأخبرته سريعا وانا أدير وجهي عنه ثم سالني هل ستذهبين قريبا من ذلك العنوان فأجبت بالنفي وقد بدأ الشك يتسلل إلي قلبي،فاذا به وقد تبين له أنني طبيبه يسالني عن بعض الأدويه التي كانت تحملها نفس الورقه،حينها علمت انه ربما مجرم يحاول الأيقاع بأحدي الضحايا حتي لا يعود اليوم صفر اليدين،فعلا صوتي أني لا أدري شيئا فشعر ان امره بدأ يفتضح وان البعض قد وجه الأنتباه إليه فأخفي الورقه واحني رأسه محاولا إخفاء ما تبقي من ملامحه،ثم غادرت السياره مسرعه وانا ارتجف.
لم يفارق ذلك الموقف تفكيري حتي عدت إلى منزلي ،وراودتني اسئله كثيره ،ماذا كان يريد حقا، هل بهذه السهوله كان من الممكن الإيقاع بأحدي الضحايا؟ هل كنت قريبه إلي ذلك الحد من هذا المصير؟ ثم ماذا بعد الإيقاع بالضحيه؟ هل بهذه السذاجه تزهق روحا وتدمر أسره وتعج صفحات الفيس بوك بأن ضموا الأنسه فلانه إلي قائمة خرج ولم يعد. وهل أضحي الإتجار بالبشر مشروعا مربحا في مجتمعاتنا؟ اذن لماذا يرتع هؤلاء في شوارعنا بدون رقابه ويمارسون الجرم ضد أولئك الذين لاذنب لهم؟
وإنني لتمر امام عيني كوميديا الزمن الجميل واري إسماعيل يس يقف في منتصف الشارع يردد ياشاويييييييش يا بولييييييس .حين كان كل شارع يقف فيه عسكري وتمر منه دوريات متتاليه،إلي متي سيظل خطر الأتفاء يهدد كل بيت مصري ؟، نحن أيضا نريد وضع عسكري في كل شارع ليس من اجل المرور ولكن من اجل تامين اولئك المدنيين العزل، حتي لا تظل الانسه س متغيبه .، والطفل فلان مفقود .،وامراءه خرجت ولم تعد ..هي اشهر العناوين التي تتصدر جرائدنا اليوميه.
وحتي نحقق قول الله تعالي( ادخلوا مصر ان شاء الله امنين)
التعليقات