البيان
خلال مؤتمر دولي بعنوان “السياسات الجديدة تجاه إيران” عقد في باريس في يناير 2025، ألقى السيد أولار إسترون، وزير المناخ والبيئة السابق في النرويج، خطابًا مؤثرًا دعم فيه المقاومة الإيرانية، مشددًا على أن الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة يمثلان الأمل الحقيقي لتحقيق الديمقراطية والسلام في إيران والمنطقة.
عام 2024: عام الأزمات للنظام الإيراني
استهل السيد إسترون كلمته بالإشارة إلى التحديات الكبيرة التي واجهها النظام الإيراني في عام 2024. “النظام الإيراني يعاني من أزمات غير مسبوقة. تعرضت طموحاته الإقليمية لضربات مدمرة، حيث فقد السيطرة على سوريا مع سقوط بشار الأسد. هذه الضربات ليست مجرد نكسات عابرة؛ إنها مؤشرات على نظام ينهار.”
وأشار إلى أن هذه الهزائم ليست فقط في الخارج، بل إن الداخل الإيراني يعاني أيضًا من انهيار اقتصادي حاد وأزمات اجتماعية متفاقمة. “الاقتصاد الإيراني في حالة سقوط حر، ونقص الطاقة الحاد جعل الحياة لا تطاق للمواطنين، خاصة في الشتاء القارس. الشعب الإيراني يواجه معاناة هائلة، ومع ذلك، فإن روح المقاومة تزداد قوة.”
دور النساء والشباب في المقاومة
وأشاد السيد إسترون بالدور البارز الذي تلعبه النساء والشباب في الانتفاضات الأخيرة داخل إيران. “شعار ‘المرأة، المقاومة، الحرية’ الذي أطلقته الانتفاضات قبل ثلاث سنوات لم يكن مجرد كلمات؛ بل كان بداية ثورة حقيقية. النساء في إيران اليوم يقفن في طليعة النضال، وهذا هو المفتاح لتحقيق التغيير.”
وأكد أن هذه الانتفاضات ليست حوادث منعزلة، بل تعبير عن رفض شعبي عميق للنظام وسياساته القمعية. “الشعب الإيراني يرسل رسالة واضحة: لن نتراجع حتى نحصل على الحرية.”
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: البديل الديمقراطي
وأشاد السيد إسترون بخطة النقاط العشر التي طرحتها السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، معتبرًا أنها تعكس القيم الديمقراطية والإنسانية التي يتفق عليها الجميع. “هذه الخطة تقدم رؤية شاملة لإيران حرة وديمقراطية. إنها تدعو إلى حرية التعبير، المساواة بين الجنسين، احترام حقوق الإنسان، وإلغاء حكم الإعدام وقانون الشريعة. إنها رؤية لإيران متوافقة مع السلام والاستقرار الدوليين.”
وأضاف: “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يمثل البديل الحقيقي والمنظم للنظام الحالي. النظام في طهران يدرك ذلك جيدًا، ولهذا يشن حملات مستمرة لتشويه صورة المقاومة. لكن هذه المحاولات لن تنجح، لأن الحقيقة واضحة: المقاومة الإيرانية هي الأمل الوحيد لإيران حرة.”
العقوبات وحدها لا تكفي
شدد السيد إسترون على أهمية اتخاذ خطوات عملية لدعم المقاومة الإيرانية. “العقوبات المفروضة على النظام الإيراني يجب أن تكون صارمة وشاملة. يجب أن نقطع كل مصادر التمويل التي يعتمد عليها النظام، بما في ذلك صادرات النفط. ولكن العقوبات وحدها ليست كافية. يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بالمقاومة الإيرانية كشريك شرعي للتغيير.”
وأضاف: “لقد فشلت السياسات التي كانت تأمل في تحقيق التغيير من داخل النظام. لا يوجد شيء اسمه عناصر معتدلة داخل هذا النظام. الحل الوحيد هو دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لتحقيق التحول الديمقراطي.”
إيران الديمقراطية: مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط
وأكد السيد إسترون أن تحقيق الديمقراطية في إيران سيكون له تأثير إيجابي كبير على المنطقة بأسرها. “إيران حرة وديمقراطية تعني نهاية دعم الإرهاب الذي يموله النظام الحالي. تعني عودة الاستقرار إلى دول مثل العراق ولبنان وسوريا. هذا التغيير لن يكون مجرد إنجاز للشعب الإيراني؛ سيكون إنجازًا عالميًا.”
وأشار إلى أن التغيير في سوريا هو دليل على أن التحولات الكبرى ممكنة. “ما حدث في سوريا يظهر أن الأنظمة الاستبدادية ليست أبدية. التغيير يمكن أن يأتي بسرعة، ونحن نرى علامات واضحة على أن النظام الإيراني يقترب من نهايته.”
ضرورة التضامن الدولي
دعا السيد إسترون إلى بناء تحالفات دولية لدعم المقاومة الإيرانية. “يجب أن تعمل الديمقراطيات معًا لدعم إيران حرة. النظام الحالي يتعاون مع الأنظمة الدكتاتورية الأخرى، ولهذا علينا أن نوحد جهودنا كدول تؤمن بالحرية والديمقراطية. دعم المقاومة الإيرانية هو جزء من معركتنا العالمية ضد الاستبداد.”
ختامًا: رؤية لإيران المستقبل
اختتم السيد إسترون خطابه برؤية ملهمة لمستقبل إيران. “أنا متأكد أن اليوم الذي نجتمع فيه لدعم إيران الحرة لن يكون بعيدًا. ولكن الهدف الأسمى هو أن نعقد اجتماعات مثل هذه، ليس لمناقشة النضال من أجل الحرية، بل للاحتفال بتحقيقها، وأن تكون هذه الاجتماعات في إيران الديمقراطية نفسها.”
وأضاف: “إيران الحرة والديمقراطية ليست فقط حلمًا للإيرانيين، بل هي أمل للعالم بأسره. دعونا لا نتوقف عن العمل حتى يتحقق هذا الحلم. معًا، يمكننا أن نجعل إيران الحرة حقيقة واقعة.”
التعليقات