الثلاثاء الموافق 17 - ديسمبر - 2024م

أوقفوا الفساد في ملاعب ومسرح مدرسة السعيدية

أوقفوا الفساد في ملاعب ومسرح مدرسة السعيدية

بقلم / جرجس بشرى

 


تعد ملاعب السعيدية من أعرق بل واهم الملاعب في مصر على الإطلاق ليس لكونها خرجت كوادر رياضية مهمة فحسب ، ولكن لأنها تستمد عراقتها من تاريخها الممتد ،حيث تنسب هذه الملاعب للمدرسة السعيدية بالجيزة ، وهي مدرسة حكومية عريقة أنشأت في عهد الخديوي سعيد باشا ابن محمد علي عام ١٩٠٨ ، وتبرعت أسرة محمد علي بالأرض لإنشاء هذه المدرسة عليها ، وهذه المدرسة وفقا للمراجع التاريخية كانت قد تحولت لمستشفى لمدة اربعة سنوات وقت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وخلال هذه الفترة انتقلت الدراسة بها للجامعة الأمريكية ، ثم بعدها انتقلت لمقرها الحالي بالجيزة في شارع الجامعة ، كما أن مسرح السعيدية يعتبر من أهم مسارح وزارة التربية والتعليم على الإطلاق ، وقد تخرج من مدرسة السعيدية كثير من العلماء والنابغين والرواد والفنانين وقادة الفكر والسياسة في كل المجالات بلا استثناء ، كما يوثق التاريخ الدور الوطني لهذه المدرسة في الوقوف ضد الإستعمار ، ودعم أهم ركائز الدولة المصرية الوطنية وهي الوحدة الوطنية ، حيث كانت هذه المدرسة العريقة مفرخة للوطنية ومنصة لإنطلاق شرارة الإنتفاضات ،وقدمت للوطن شهداء كثيرين ، حيث استشهد منها مصطفى ماهر وهو يحمل علم مصر في إبان ثورة ١٩١٩ ، وكان وقتها طالبا بالصف الثالث الثانوي ، كما كانت هذه المدرسة داعما لغالبية الثورات والحركات المطالبة بالتحرر من الإستعمار والوصاية الأجنبية على الدولة المصرية ، بل وكان طلابها من المدافعين عن القوات المسلحة المصرية والداعمين لها بقوة عندما خرج الكثيرين منهم في مظاهرات ومسيرات امام جامعة القاهرة للمطالبة بعزل الرئيس محمد مرسي في ثورة 30 يونيو 2013 وما بعدها ، وهو ما يؤكد أن هذه المدرسة كانت ولا تزال تلعب دورا وطنيا بجانب دورها التعليمي ودورها في تخريج كثير من رموز السياسة والفن والرياضة والعسكرية ، ولكن ربما لا يعلم البعض أن هناك محاولات قد تمت للتربص بهذه المدرسة والمؤسسة العريقة وطمس هويتها ، وقد لا يعلم الكثيرين أن هذه المؤسسة والصرح التعليمي والوطني والتراث المصري الأصيل طالتها يد الإهمال والعبث عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد ، حيث كانت هناك محاولات ايام تولي بثينة كشك عندما كانت وكيلا لوزارة التعليم بالجيزة لطمس اسم مسرح السعيدية ليكون تابعا للمديرية باسم مسرح مديرية التربية والتعليم بالجيزة لولا تصدي الاستاذ ناصر شعبان لهذه المحاولة بقوة وتهديده بأنها لو فعلت ذلك وغيرت اسم المسرح سيخرج طلاب للتظاهر لاجل عودته ، حفاظا على هوية هذا المسرح العريق، وربما لا يعلم الرأي العام والشعب المصري أيضا كيف كان يدار المسرح وما هي إيراداته ، وكيف كانت تدار الفعاليات والحفلات فيه ، وإيراد هذه الندوات طيلة اربعة عشرة شهرا ، حيث يتساءل البعض : أين إيرادات إيجار المسرح ، حيث كان يتم تأجيره في اليوم بمبلغ 6000 جنيه ( إيجار العرض 4000 جنيها وإيجار الندوة 2000 جنيها ) ، بجانب بعض العروض الاخرى التي لم يكن يعلم أحد عن إيجارها شيئا ، وأين رصيد هذه الإيرادات خاصة وأنه عندما بحث أحد القيادات السابقين في المديريه وجدوا الرصيد صفــــــــر .. تخيلوا .. !!! وهو ما يستوجب من القيادات المسئولة في الوزارة والمديرية والجهات الرقابية وقفة جادة لوقف هذا العبث والفساد ، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة لمسرح السعيدية ؛ فقد تم تظبيط موجهين للمسرح بالمخالفة للقانون عبر مسابقات غير قانونية أدانت فيها النيابة الإدارية مديرة الشئون التنفيذية بالجيزة سلوى أبو غزال وتم مجازاة موجه عام المسرح الذي عين بالمخالفة للقانون ، وهو ما يستوجب بضرورة محاسبة مديرة الشئون التنفيذية بالجيزة عن كل هذه المخالفات لغض البصر عنها خاصة وأنها المسئولة عن الأنشطة في المديرية كلها ، كما يجب فتح تحقيق موسع واتخاذ إجراءات سريعة وشفافة لطمأنة الرأي مع المسئولين عن المسرح سواء موجهين وغيرهم من وقت تولي بثينة كشك وسلوى غزال المسئولية حتى يومنا هذا ؟ واستدعاء السيدة الفاضلة ميرفت موجه عام المسرح السابقة والإستفادة من رؤيتها في كشف هذه المخالفات ، مع التأكيد أن معظم هذه الجرائم توقفت وقت أن كانت الدكتورة إلهام أحمد إبراهيم مديرا للمديرية ولكن بعد رحيلها من الجيزة وترقيتها لمنصب أعلى عادت المخالفات ، ولكن هل توقف الإهمال والفساد في المدرسة السعيدية عند حد المسرح فقط ؟ بالطبع لا ، فهناك ما هو أفظع من ذلك و ما تشيب له الرؤوس ، ويستلزم وقفة حازمة وصارمة من وزارة التربية والتعليم والجهات الرقابية المصرية كالجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية والنيابة الإدارية، والأستاذ خالد حجازي ، مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة ، فقد طال الفساد والإهمال والفوضى أيضا ً ملاعب السعيدية ، حيث وصلت ملاعب السعيدية لمستوى غير مسبوق من الإهمال وطال الفساد أعرق ملاعب رياضية في مصر على مرآى ومسمع من المسئولين دون اتخاذ إجراءات جادة وصارمة لوقف هذه المهزلة ، بل ووصف البعض الملاعب بأنها ” سداح مداح وعزبة وبلا صاحب !!! .. هذه الملاعب العريقة التي خرجت رموزا عظيمة في الرياضة مثل حسين حجازي ، أبو الكرة المصرية و عادل هيكل وصالح سليم وغيرهم ، لم بحدث لها صيانة منذ قرابة الخمس سنوات ، مع أنه من المفترض أن يصرف ٤٠ ٪ من إيرادات الملاعب على صيانة الوحدات والمباني والكشافات والحمامات وغيرها من الوحدات ، وهو ما يدعونا للتساؤل :كم كانت إيرادات هذه الملاعب وأصبحت كم الآن واين انفقت هذه الأموال ؟ وهو نفس السؤال الذي سألنه بخصوص المسرح ؟ .. فبعض المصادر أكدت لي أن وكيلة وزارة التربية والتعليم السابقة الدكتورة إلهام احمد إبراهيم كانت قد شكلت لجنة لبحث المخالفات في الملاعب وأقرت اللجنة بوجود مخالفات اقصي بسببها مدير الملاعب السابق من منصبه ،إلا أن السؤال الجوهري هنا خاصة بعد رحيل الدكتورة إلهام احمد ابراهيم وترقيتها لمنصب مدير الإدارة المركزية للمتابعة وتقويم الآداء بالوزارة هو: هل عادت المخالفات بعد رحيلها ؟ والإجابة على هذا السؤال :نعم .. فقد ضرب الإهمال الملاعب. وبدأ شبح الفساد يسيطر ، فما زالت المباني والوحدات والحمامات والكشافات بلا صيانة وهوما يعد اهدارا صارخا للمال العام ، كما أن سؤالا بل وأسئلة آخرى مهمة وجوهرية باتت تطرح نفسها بقوة الآن على الساحة وهي :هل تأجير الوحدات يتم بشكل قانوني وواقعي في دفتر الصادر والوارد عن كل عملية ؟ ومن القائم على هذا الدفتر حاليا ؟ وهل هناك عقودا تتم للوحدات المؤجرة بشكل طويل الأجل ؟ واين هي ؟وهل قانونا يجب أن يكون المكلف بإدارة الملاعب لا علاقة له بالملاعب والرياضة ليست من تخصصه ؟وهل قانونا من حقه الجمع بين وظيفتين في آن واحد ،وهي كلها اسئلة حائرة ومشروعة وينتظر الرأي العام الإجابة عليها و هدفها الصالح العام والحفاظ على هيبة الدولة المصرية والمنظومة التعليمية وسيادة القانون في وقت تنتفض فيه الدولة المصرية والرئيس السيسي والجهات الرقابية الوطنية والوزارة. والمديرية حاليا ضد كافة أوجه الفساد المالي والإداري والمجاملات في التعيينات والوقوف بقوة ضد أي مسئول فاسد ومن يدعموه أيا كانت مناصبهم ، كما يجب أن يعود المسرح والملاعب لإدارة المدرسة كما كان يحدث هذا من قبل ، فليس معقولا أن يكون القائمين على المدرسة وطلابها في انتظار موافقة المديرية على حفل أو مسابقة أو حصة تربية رياضية ، ويجب اعادة تشكيل مجلس إدارة جديد وتغيير اللائحة للملاعب والمسرح بشكل يسمح بالرقابة المالية والإدارية عليهما بكل شفافية ، وهنا لا يجب أن نغفل الدور الإيجابي والقرارات الجريئة التي اتخذها الأستاذ خالد حجازي مدير المديرية الجديد هو وفريقه المعاون ، وهي قرارات سريعةووعادلة وحاسمة في مسار مقاومة الفساد المالي والإداري بالمديرية والإدارات التعليمية والرأي العام يطالبه بالمزيد من القرارات الجريئة خاصة في الملاعب والمسرح والمسابقة التي أعلنت عنها المديرية في يوليو الماضي دون تردد وسيكون الشعب الذي هو مصدر السلطات أكبر داعم له في اتخاذ القرارات التي تصب في مسار تصويب الأخطاء والثورة على البؤر الفاسدة والتحالفات والتربيطات التي هي أشبه بالشبكة في المديرية

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78548191
تصميم وتطوير