بقلم/ محمد حسان
نشأنا على ان الحياة مليئة بالعلوم التي تنتجها العقول البشرية ، والتي وهبها الله من إلهامات وعلوم وحكم، فقد انبرت أيادي العلماء تكتب وتبحث في كتب الأولين، ومنهم من يترجم علوم الامبراطوريات الإغريقية والفارسية وغيرها من الحضارات الغابرة. وعندما فقدت نفوسنا التعلق بالله ، وفهمت الدين فهماً خاطئاً، أُرسلت الحملات تلو الأخرى على المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها طمعاً في خيرات المساكين، والفلاحين ، فتحرق مزارعهم وتسرق خيراتهم، وتبعد الناس عن التعليم لأنهم يعرفون أن العلم أمر ضروري فبدونه ترتع البشرية في مهاوي الردى، ومثالب الشرك والبدع، ولا تعرف الطريق إلى من فطرها وخلقها . فالعلم هو أساس التمدن ، وهو أساس الرقي بالأمم، وليس صحيحاً أن التخلي عن الدين يؤدي إلى التطور، فديننا الإسلام يحث الناس على العلم حيث قال تعالى (أفلا يتفكرون) وقال سبحانه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال سبحانه (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) فالعلم في الإسلام غير محرم، فلم نسمع يوما في تاريخ الإسلام أن ذي سلطان منع عالماً من علمه ،ولو تأملنا في التاريخ لوجدنا أن أوروبا قتلت بتشددها الثيوقراطي، وتسلط الكنيسة على رقاب العباد، فقد قتلواجليليو حرقاً بالنار وهو حي لأنه تكلم في كروية الأرض، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين . والعلم نورُُ ينير الطريق، ويبدد ظلمات الجهل والتخلف، به تستنير العقول فيرسم لنا معالم الطريق ويحدد طريق الحق من طريق الضلال ، بالعلم تتقدم الأمم في أخلاقها وفي شئون حياتها وأبناؤنا هم أمل الأمة وبناة حضارتها بهمتهم وبعزيمتهم ترتفع الراية وعلى سواعدهم يعلو البناء على أسس قوية وحقيقية فالشباب المسلم يستطيع بالعلم والإيمان أن ينشئ حضارة ويبني مجداً ويحقق نصراً في مختلف المجالات. ولا ننسى أن نتكلم عن المعلم الركن الأساسي في التعليم فللمعلم قدر كبير فهو الذي يقوم بتعليم وتنظيم الحياة لنا، فلذلك فعلينا احترامه وتقديره ، حيث قال فيه شاعرنا الأمير أحمد شوقي “قم للمعلم وفه التبجيلاً كاد المعلم أن يكون رسولاً”.. أعرف أن بلدنا بالفعل لا يقدر المعلم تقديرا حقيقيا قد يكون ذلك ناتج عن الفهم الخاطيء عنه بأن المعلم ذو دخل جيد من الدروس الخصوصية، ولكني أؤكد لكم أن المعلم مهموم و موجوع ولا يجد من يزيح همه أو يرفع شانه من البشر فحتى من يعطي دروسا يقع تحت عبء وضغط نفسي هائل ، فلا وقت لديه لأولاده ولا لراحته الجسدية ، والمعلم الذي لا يعطي الدروس فحالته حالة مستعصية فهو إما يعمل بعد الظهر سائق تاكسي أو عامل دش أو في مكتب أو بياع ملابس ..أو أو إلخ ، كي يكفي قوت أولاده ويعيش عيشا كريما ، والكل يعلم مدى معاناته ولكن الدولة ” لا أسمع لا أرى لا اتكلم “أعرف أن كلماتي قد لا تصل الكثير من المسئولين ولكن بلدنا ومسئولينا يعرفون أين الحل ولكنهم يدورون حوله ثم يهرولون مسرعين بعيدا عنه ، يا جماعة المعلم بالبلدي كده ” مهروس مطحون ” نظرة له علشان يعيش إنسان ، وبعد كده حاسبوه ، رجعوه مدرسته أجبروه على عدم إعطاء الدروس ” بس قبل ما تقطعوا إيده شوفوه جعان ولا مش جعان ، محتاج ولا شبعان ” . وعلى رأي عمنا صلاح جاهين لما قال : في يوم صحيت شاعر براحة وصفــــا ….. الهم زال والحزن راح واختفى خدني العجب وسألت روحي ســؤال ….. أنا مُت !! ولا دي فلسفـــــــــة أتمنى يجي يوم أصحى فيه وأكون حاسس براحة وصفا.
التعليقات