الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

أمريكا تستدعى مصر لحرب “داعش” بالوكالة 

أمريكا تستدعى مصر لحرب “داعش” بالوكالة 

بقلم : حسنى الجندى 
مازالت الولايات المتحدة الامريكية تتصور بانها تملك القرار وتتحكم فى مصائر الشعوب والامم ولها اليد الطولى فى املاء قراراتها وتوصياتها وتعليماتها على كل دول العالم وعلى وجة الخصوص مصر وقد اتخذت شتى انواع الوسائل للضغط على الدولة المصرية والحكومة عن طريق ادعاء تدهور الوضع الامنى والسياسى الداخلى بالبلاد والتلويح بايقاف المعونات العسكرية التى تقدمها لمصر مستخدمة اياها سلاحا للتهديد والترهيب كما دفعت ببعض عناصرها الماجورة من تنظيم القاعدة و الوية الناصر وجبهة النصرة والعديد من الحركات والتنظيمات الارهابية التى تحمل اسماء مختلفة وتدعى بانها راعية وحامية الاسلام والمسلمين و كلفتها الولايات المتحدة الامريكية بمحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد بالاضافة الى احداث فتنة داخلية فى صفوف الشعب المصرى الذى روجت لة بحلم الديمقراطية الزائفة والكاذبة التى تعمل عليها منذ سنوات وقد اتبعت الولايات المتحدة الامريكية كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة لكى تدفع مصر الى مستنقع الهلاك وتطيح بها لتكون هى نهاية المطاف فى مخططها لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد و تدعيم اواصرالديمقراطية فى حكم الشعوب العربية التى عانت طويلا من الحكم الاستبدادى السلطوى حسب ما روجت لة واعدتة بالتنسيق مع حليفتها اسرائيل لتفتيت الدول العربية وشرزمتها والقضاء المباشر على الهوية الاسلامية ومحوها من على وجة البسيطة وكل ذو عقل يعلم تماما بان الولايات المتحدة واسرائيل واوربا لا يشغلهم سوى تنفيذ احلامهم الاستعمارية باستغلال ثروات وخيرات البلاد العربية والسيطرة على مقدرات وشعوب تلك الدول حتى لا تقوم لها قائمة وقد كانت معاهدة كامب ديفيد بمثابة القيد الذى وضعتة الولايات المتحدة الامريكية بمعصم القيادات المصرية كما ان سياسة التطبيع المنبثقة من تلك الاتفاقية يعتبر تدخلا سافرا فى الشئون المصرية لفرض السيطرة والهيمنة على تلك الدولة التى فتحت زراعيها للسلام ومن اجل السلام لاعداء السلام واعداء الوطن وبرغم ذلك فان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والدول الغربية مازال لديهم الاصرار على تفتيت الدولة المصرية والتدخل فى شئونها وتعد المطالبات المستمرة بضرورة مشاركة الجيش المصرى فى الحرب على تنظيم داعش بالعراق وسوريا والدفع بالقوات المصرية البرية والجوية لكى تخوض حربا بالوكالة عن الولايات المتحدة الامريكية الهدف منها جر مصر والجيش المصرى الى مستنقع من الحروب فى سوريا والعراق وليبيا لانهاك قوى هذا الجيش الذى تعتبرة القوى المعادية تهديدا لامنها كما اعتبرت الجيش العراقى تهديدا لامنها خلال حكم الراحل صدام حسين وادخلت الجيش العراقى فى سلسة من الحروب مع كل الدول المجاورة لانهاك هذا الجيش والقضاء علية وعندما فشلت تلك الخطط تم اغراؤة باحتلال دولة الكويت لتكون هى المبرر للقضاء علية وتدميرة ولذا فان المحاولات الامريكية فى استخدام الجيش المصرى للحرب على تنظيم داعش او غيرة من التنظيمات الارهابية هى احدى المحاولات الامريكية لجر الجيش المصرى الى مستنقع دموى لاجهاضة اولا ثم الانقلاب علية ودحرة وتحطيمة بعد ايجاد المبررات التى يمكن استخدامها كزريعة لتشكيل تحالف والقضاء على الجيش المصرى ولن اكون مبالغا اذا اكدت بان هذا هو الهدف المباشر لكل القوى المحيطة بنا وعلى كل القيادات المصرية المدنية والعسكرية والسياسية ان تعى ابعاد المخططات الغربية التى ترمى للقضاء على الدولة المصرية بعد فشل المخطط الذى تم وضعة خلال احداث ثورة 25 يناير بدخول مصر الى عالم الحروب الاهلية والصراعات الدموية الداخلية كما حدث فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن وباقى البلدان العربية ومن هنا فان استخدام مصر للحرب بالوكالة هو امتداد للمخطط السابق والذى منى بالفشل ولن تكتفى الولايات المتحدة بذلك فاذا فشلت فى اقناع مصر بالحرب بالوكالة فى ليبيا او العراق او سوريا فهناك البدائل التى سيتم استخدامها فى القريب لان الدولة المصرية المتماسكة تشكل هاجس مرعب للقوى الدولية والغربية واكون منصفا اذا اكدت للراى العام المحلى والدولى بان النزاعات الحدودية مع غزة واسرائيل والسودان وليبيا هى جزى ء لا يتجزا من تلك المخططات كما ان ازمة بناء سد النهضة فى اثيوبيا هى ايضا جزى مكمل لكل تلك المخططات لاستخدام ا فضلها للتنفيذ الا ان مشروع سد النهضة الذى يستهدف ضرب الاقتصاد المصرى فى مقتل والقضاء على ثروة مصر المائية والزراعية والقضاء على المصدر الرئيسى للطاقة فى مصر يعتبر احد المخططات الحيوية الجارى تنفيذة بكل دقة وهذة الخطة جارى العمل بها منذ الخمسينات ولكن تحدى الرؤساء السابقين للمسئولين باثيوبيا ادى لوقف تفكيرهم فى تنفيذ هذا المشروع تماما وقد اتخذ جمال عبد الناصر موقفا متشددا ادى لتراجع اثيوبيا عن حلمها المدعوم من القوى الاستعمارية كما ان الرئيس السادات كان لايحب الفكاهة فى اى عمل ينطوى على تهديد امن ومصالح الدولة المصرية وكشر عن انيابة لتلك الدولة المنفذة للاجندات الغربية والاسرائيلة فتراجعت عن مخططاتها كما ان حسنى مبارك لم يكن لدية وقت للاصغاء للتفاهات الصادرة من اثيوبيا التى استشعرت بانة لن يسمح لهم بمجرد التفكير فى الاعلان عن تنفيذ تلك الفكرة ومع احداث 25 يناير 2011 تم استغلال هذا المخطط للتنفيذ من ضمن باقى المخططات المعلنة والغير معلنة والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والدول الغربية لم ولن يعملوا من اجل مصر ومصالح الشعب المصرى وانما هدفهم الذى لا يقبل الشك هو القضاء على تلك الدولة مهما كلفتهم التضحيات لان استمرار وجود دولة قوية فى منطقة الشرق الاوسط مثل مصر يعتبر تهديدا لامن القوى الصهيونية والاستعمارية وتفويت الفرص على تلك المخططات الغربية يستدعى الحكمة فى التعامل معها فان دخول مصر فى اى حروب بالوكالة عن تلك الدول هو ضرب من ضروب الجنون لانة سيثير الفتن الداخلية والقلاقل التى لا يمكن السيطرة عليها بالاضافة الى اهدار قوة الجيش المصرى وا ستنذاف قوتة وقدراتة لا ضعافة كما ان التنظيمات المسلحة المتواجدة فى كل من ليبيا او سوريا او العراق او اى من الدول العربية والاسلامية هى تنظيمات تعمل لحساب الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتنفذ مخططاتهما كما ان هذة التنظيمات لا يمكن ان تكون تنظيمات اسلامية او جماعات جهادية كما يطلق عليها وانما هى مليشيات غربية تم تدريبها بعناية فائقة للدفع بها فى اتون الاحداث الجارية لتحقيق اهاف حالية ومستقبلية ولزعزعة الامن والاستقرار بدول المنطقة والعالم لصالح الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والغرب واذا كانت الولايات المتحدة الامريكية تخشى على نفسها من تنظيم داعش او من غيرة من التنظيمات الارهابية فلتتقدم بقواتها وبجيشها لمواجهتة بدلا من استدعاء الاخرين ليكونوا وكلاء عنها فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وانما لدى الامريكان والغرب خططهم لاحكام السيطرة على دول المنطقة واستغلال خيراتها وثرواتها

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79603644
تصميم وتطوير