ألغام وحوائط خرسانية تحصينات داعش أمام القوات العراقية
إيمان البدوى
العراق _مع قرب معركة الموصل يتحصن تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) خلف ألغام وحوائط خرسانية كشراك خداعية لمنع تقدم القوات العراقية .
وذلك حسبما أعلن مسؤولون عراقيون وأميركيون إن مقاتلى تنظيم داعش نشروا الشراك الخداعية في مختلف أنحاء مدينة الموصل وحفروا خنادق وجندوا الأطفال لأداء أدوار الجواسيس تحسبا لهجوم مرتقب لإخراج الجهاديين من معقلهم في العراق وخاصة الموصل .
التي يبلغ عدد سكانها ما يصل إلى 1.5 مليون نسمة هي مقر دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في شمال العراق منذ عام 2014 ويجري المقاتلون استعدادات مكثفة لصد قوات الأمن العراقية التي يدعمها تحالف تقوده الولايات المتحدة ومنعه من استعادة المدينة.
وقال سكان يعيشون فى الموصل في مكالمات هاتفية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى لوكالة رويترز إن الجهاديين الذين اجتاحوا الموصل دون مقاومة قبل عامين قاموا بتلغيم جسورها الخمسة بالمتفجرات وأعدوا سيارات ملغومة ومهاجمين انتحاريين وكثفوا عمليات الرصد والمراقبة.
وقال هوشيار زيباري الذي كان وزيرا للمالية وقبلها وزيرا للخارجية في حديثه لوكالة رويترز إن الجهاديين “يتحصنون للقتال من أجل الموصل. وهم أكثر حذرا وقد حلقوا لحاهم للاختلاط بالسكان وينقلون مقارهم الرئيسية باستمرار”.
وقال زبياري أحد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني والمطلع على الاستخبارات الخاصة بتحركات رجال داعش في الموصل وكذلك الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن التنظيم يعمد إلى نقل رجاله وعتاده عبر أنفاق تحت الأرض.
وقال دوريان “ترى مقاتلا يدخل من مكان ويخرج من مكان آخر. وهذه المداخل مكشوفة على الدوام وهي هدف له الأولوية”.
وأضاف أن مقاتلي داعش أقاموا تحصينات خرسانية ويستخدمون الكتل الخرسانية في إقامة جدران لسد المداخل أمام القوة المهاجمة. وقال سكان في الموصل إن المتشددين حفروا خندقا عرضه متران وعمقه متران حول المدينة لملئه بالنفط المشتعل لزيادة صعوبة توجيه الضربات الجوية.
وقال أحد سكان المدينة إنه تم نشر أطفال في سن صغيرة بعضهم في الثامنة في مختلف أرجاء المدينة للقيام بعمليات المراقبةوالتجسس والإبلاغ عن السكان وفي بعض الأحيان يكون هؤلاء الأطفال مسلحين بمسدسات وسكاكين. ويتولى الأطفال تجنيد أطفال آخرين للقيام بالمهمة نفسها.
وأضاف عن طريق تطبيق الواتس آب مستخدما اسما شائعا للتنظيم “مشهد تنفطر له القلوب أن نرى أطفال الموصل يتحولون إلى إرهابيي المستقبل. أنا علمت ابني ابن السبع سنوات كل شيء عن مرض التوحد للتظاهر بأنه مريض نفسي لتفادي تجنيده من قبل داعش”.
وتابع “هم يائسون وربما يجبرون الأطفال على القتال ما إن تصل القوات الحكومية إلى أبواب الموصل”.
وقال سكان آخرون إنهم بدأوا يستخدمون هواتف محمولة أقدم لا يمكن تحميل تطبيقات مثل فايبر وواتس آب أو برنامج فيسبوك ماسنجر عليها لأن مقاتلي التنظيم لديهم حساسية شديدة تجاه استخدام الهواتف الذكية التي يمكن من خلالها نقل المعلومات إلى قوات الأمن.
وقال أحد السكان “إذا وضعوا القنابل في كل حفرة فسيصبح المكان أشبه بالجحيم”.
ويقول مسؤولون عراقيون إن من الممكن أن تؤدي الحملة على الدولة الإسلامية إلى زيادة فرص توحيد العراق أو تفتيته إذا ما نشبت اشتباكات طائفية بعدها وسط تنافس طوائف مختلفة على النفوذ في ثاني أكبر مدن العراق.
وقال دبلوماسي غربي إنه حتى قبل انطلاق رصاصة واحدة عملت قوى الأمن العراقية في الموصل لاستمالة القيادات المحلية.
وقال زيباري إن بوادر حركة مقاومة ناشئة ظهرت في المدينة حيث كتب بعض السكان كلمة “مطلوب” على بيوت مقاتلي داعش وقادتها.
وقال ساكن في الموصل لرويترز عبر وسائل التواصل الاجتماعي “هم يائسون ويبدو أنهم خائفون ويستخدمون نساءهم في تفتيش البيوت”.
وأضاف “قبل يومين أسرعت إلى باب بيتي بعد أن سمعت طرقا متكررا وعندما فتحت الباب شاهدث ثلاث نساء يرتدين النقاب الذي لا تظهر منه سوى عيونهن مع ثلاثة من مقاتلي داعش وراءهم”.
وقال جميع السكان الذين تحدثوا إن التنظيم يستخدم رافعات في إنزال مقاتلين تحت الجسور في المدينة لوضع المتفجرات.
وقال أحدهم “ينفذون تلغيم الجسور خلال الليل لتجنب الضربات الجوية”.
وقال مسؤولون أميركيون إن بعض قيادات داعش ومقاتليها ينتقلون إلى مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة التنظيم أو يعبرون الحدود إلى سوريا أو تركيا .
وقال مسؤولون عراقيون إن قوات الأمن دعمتها الانتصارات التي تحققت على التنظيم في الفلوجة والرمادي غير أنها تواجه تحديا إضافيا إذ يختلف المسؤولون العراقيون على تشكيل القوة التي ستخوض معركة الموصل
التعليقات