Site icon جريدة البيان

أكتوبر في عيون الوثائق الأمريكية !!

 

كتب / ريهام الزيني  

 

قليلة هي الكتابات التي تعرضت لحقيقة الدور الأمريكي في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، بالرغم من التأثير الهائل لهذا الدور ليس علي مجريات العمليات الحربية فحسب،وإنما علي نتيجة الحرب،وما تلاها من تسويات سياسية لا تزال أصداؤها ممتدة الي يومنا هذا.

 

فعندما أخذ الرئيس السادات قرار حرب أكتوبر إختلفت الرؤية الأمريكية إتجاه الصراع العربى مع الكيان الصهيوني، وإنقطعت كل العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وكل من القاهرة ودمشق،حيث أن العلاقات قد قطعت فى أعقاب نكسة 1967 .

 

ولعلنا لا نبالغ إذا ما قولنا بأن الدور الأمريكي في تلك الحرب قد بلغ مبلغا يدنو من مستوي المشاركة الفعلية في الحرب لمصلحة الجانب الصهيوني المحتل الذي تربطه بالأمريكيين علاقات تحالف إستراتيجي وثيقة.

 

ولاسيما وأن المحطات التي برز خلالها الحضور الأمريكي إبان الحرب كانت الي جانب كونها إستراتيجية الطابع،مفصلية وذات تأثير بالغ علي فعاليات المعارك وما تمخض عنها من نتائج وتداعيات سياسية لاحقا .

 

والسؤال متي بدأت أمريكا بدعم الكيان الصهيوني في الحرب أكتوبر :-

 

يمكن القول أن الدور الأمريكي في حرب أكتوبر قد بدأ مبكرا،منذ إعداد الكيان الصهيوني للحرب، عبر الدعم الإستخباراتي والفني،بغية تعضيد الإستعدادات الصهيونية لحرب وشيكة،لم يكن بخاف علي واشنطن وتل أبيب أن المصريين والسوريين بصدد التحضير لها .

 

و مع إندلاع الحرب،إتخذ الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني عبر إشتراكها في الأعمال الحربية علي نحو غير مباشر،صورا شتي ما بين الدبلوماسي والعسكري .

 

فبمجرد عبور المصريين للقناة علي نحو أربك صفوف الكيان الصهيوني وأدهش الأمريكيين،بدأ هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي واليهودي المعروف بتعاطفه الشديد مع بني جلدته من اليهود والصهاينة،في تنفيذ الشق السياسي والدبلوماسي من الدور الأمريكي في الحرب،والذي كان يرمي الي الوقوف عند تطورات الموقف علي الجبهة المصرية عن كثب ومعرفة ما يخطط له الرئيس السادات وينوي عليه،بغية تزويد الجانب الصهيوني به،والإستفادة منه في إعداد الخطط المضادة لإفشال الإنجاز العسكري الذي حققه المصريون خلال الأيام الأولي للحرب،الي جانب فك الإرتباط بين الجبهتين السورية والمصرية،حتي لا يضطر الكيان الصهيوني للقتال علي جبهتين في وقت واحد لمدي زمني طويل.

 

لقاء كيسنجر بالرئيس السادات أثناء الحرب :-

 

وخلال الحرب نشطت دبلوماسية كيسنجر المكوكية بين واشنطن وتل أبيب و القاهرة،والتقي الرئيس السادات محاولا وقف زحف القوات المصرية في سيناء،حتي يتيح الفرصة للكيان الصهيوني لتكثيف هجومها علي الجبهة السورية.

 

وبعد صدور قرارات مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ،والعودة الي حدود ما قبل الحرب،وتنفيذ القرار رقم 242 لسنة 1967 ،كالقرار رقم 338 يوم 22 أكتوبر،ولم تستجب الكيان الصهيوني له،صدر القرار رقم 339 يوم 23 أكتوبر، ثم قرار ثالث رقم 340 يوم 25 أكتوبر ،والذي قرر تشكيل قوات طواريء دولية لمراقبة وقف إطلاق النار.

 

وهو الأمر الذي أدي الي توفير كيسنجر للكيان الصهيوني فرصة هائلة لخرق هذه القرارات وتحقيق مزيد من المكاسب العسكرية علي الأرض من أجل إستغلالها في تحسين موقفها التفاوضي بعد ذلك .

 

أهم وأخطر المشاركات الأمريكية في حرب أكتوبر :-

 

1) الدعم العسكري الأمريكي أثناء الحرب :-

 

إن أخطر وأهم مستويات المشاركة الأمريكية في حرب السادس من أكتوبر هو ما تجلي فيما عرف بالجسر الجوي الأمريكي،وذلك لدعم الكيان الصهيوني عسكريا،بداية من فترة الوقفة التعبوية التي حددتها قيادة القوات المصرية ما بين 10- 13 أكتوبر وطيلة 23 يوما من 13 أكتوبر وحتي 14 نوفمبر.

 

فقد كانت الولايات المتحدة تتهيأ لتنفيذ خطة تهدف الي تعويض الكيان الصهيوني عما فقدته من معدات أثناء الأيام الأولي للحرب،ومساعدتها علي الوقوف مرة أخري علي أقدامها ،وإستيعاب الضربة الموجعة التي تلقتها من المصريين،والرد عليها بضربة مضادة أشد إيلاما .

 

ومن ثم شرعت الولايات المتحدة في نقل الأسلحة والمعدات المتطورة الي ميدان القتال مباشرة،حيث كانت تهبط الأسلحة الأمريكية الحديثة التي لم تستخدم من قبل في مطار العريش بشمال سيناء،وإستخدمت واشنطن في عمليات النقل هذه 238 طائرة نقل نفذت 569 طلعة جوية نقلت خلالها 22.5 ألف طن معدات عسكرية وأسلحة،كما شاركت ثماني طائرات نقل مدنية تابعة لشركة العال الجوية الصهيونية نقلت 5500 طن معدات عسكرية،بخلاف ما تم شحنه بحرا وبرا ،حتي بلغ اجمالي ما تم شحنه من أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية الي ميدان القتال لمصلحة الكيان الصهيوني 23 ألف طن من المدافع والدبابات والعربات المدرعة ،أي 74% من الإحتياجات المنقولة .

 

وهو الأمر الذي أفضي الي تغيير مسار الحرب بشكل كبير لمصلحة الجانب الصهيوني .

 

2) الدعم اللوجستي الأمريكي أثناء الحرب :-

 

ولم تكتفي واشنطن بالدعم الإستخباراتي والتسليحي عبر الجسر الجوي،وإنما واصلت دعمها اللوجيستي للعدو الصهيوني إبان الحرب ،في محاولة لإجهاض خطة مصر لتطوير الهجوم في عمق سيناء بإتجاه غرب الممرات أو المضايق الجبلية،من أجل تخفيف العبء عن الجبهة السورية من جانب ،وإجهاض مساعي العدو الصهيوني للقيام بهجمات مضادة بإتجاه رءوس الجسور من القنطرة شمالا ،وحتي السويس جنوبا أو العبور للضفة الشرقية من جانب آخر.

 

3) إختراق أمريكا الغلاف الجوي المصري لتصوير حرب أكتوبر :-

 

ففي الساعة الواحدة ظهر يوم 13 أكتوبر أبلغت قيادة الرادار بقوات الدفاع الجوي المصري عن رصدها طائرة إستطلاع إستراتيجي أمريكية من طراز SR71،إخترقت المجال الجوي المصري بدء من بورسعيد في الشمال،وطافت سماء الجبهة من شمالها الي جنوبها علي جانبي قناة السويس ثم الوادي عند قنا ثم إتجهت شمالا نحو الدلتا .

 

والمثير في هذه الحادثة أن الطائرة المذكورة لديها قدرة فائقة علي التقاط صور بالغة الدقة بوسائل متطورة من مسافات بعيدة وهي تطير بسرعة 25كم/ساعة وثلاثة أضعاف سرعة الصوت،ولم يكن بوسع الدفاعات الجوية المصرية في حينها التعامل معها،الأمر الذي ساعدها علي القيام بمهمتها بنجاح تام والعودة الي البحر المتوسط مرة أخري بسلام .

 

وبذلك،تكون الولايات المتحدة ومن ثم الكيان الصهيوني قد صارتا علي علم تام بأوضاع وتحركات القوات المصرية شرق القناه وغربها في طور الإستعداد لتطوير الهجوم شرقا بإتجاه الممرات،الأمر الذي كشف للعدو الصهيوني تفاصيل خطة التطوير والثغرات المتاحة بين القوات المصرية ونقاط الضعف .

 

ومن ثم وضعوا الخطط المضادة من أجل إجهاضها،والتي كان من أبرزها وأنجحها خطة الإلتفاف الصهيوني لمحاصرة الجيش الثالث في منطقة الدفرسوار،وهي الخطة التي نجحت الي حد كبير في تغيير موازين الحرب .

 

ولاسيما بعد أن أجهضت خطة مصر لتطوير الهجوم شرقا وخول العدو الصهيوني التموضع عسكريا شرق القناة بالشكل الذي يدعم موقفها التفاوضي عقب وقف إطلاق النار.

 

هناك أهداف غير عسكرية

 وراء الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني في الحرب:-

 

وفي ذات السياق،تجدر الإشارة الي أن التدخل الأمريكي غير المباشر في حرب السادس من أكتوبر لم يكن فقط محددا بالغ الأهمية في توجيه مسار العمليات العسكرية والتفاوضية بين الكيان الصهيوني من جهة،ومصر وباقي دول المواجهة العربية من جهة أخري،وإنما كان بمثابة توطئة لتنفيذ مخطط أمريكي أكبر لإعادة صياغة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما يخدم المشاريع والمصالح الأمريكية الصهيونية الماسونية المستقبلية فيها.

 

 

فمثل هذه المشاريع كانت تحتاج الي بيئة مهيئة عبر تسوية سلمية أمريكية المنشأ بين العرب والكيان الصهيوني،وهو ما لا يتأتي الإ من خلال كسر شوكة معسكر الرفض الصهيوني المتغطرس منذ حرب الأيام الستة،وإرغامه علي القبول بالمفاوضات مع العرب،إثر إنتصار عسكري جزئي مصري غير مسموح له بالإكتمال من قبل الأمريكيي،لتخرج علي أثر ذلك أكبر وأهم قوة عسكرية عربية من معادلة الصراع العسكري بين العرب والكيان الصهيوني،ويصبح الشق العسكري من الصراع والقائم علي المواجهات العسكرية بين الجيوش النظامية مجمدا،في حين يحتكر الأمريكيون عملية ضبط إيقاع شقه التفاوضي .

 

◐.̃◐ وثائق أمريكية 

تكشف دور أمريكا في تشكيل نتائح الحرب:-

 

╭∩╮(︶︿︶)╭∩╮

ومن أهم وأخطر هذة الوثائق :-

كتاب “أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية” :-

 

كتاب “أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية” الذي أصدره مركز الأهرام للترجمة والنشر يتضمن نحو تسعين وثيقة من الوثائق الرسمية الأمريكية التي تم الإفراج عنها بعد مرور ثلاثين عاما على الحرب.

 

و الكتاب يعتبر مناسبة “لإستعادة ذكرى فترة وقف فيها العرب صفا واحدا وفي إتفاق تام يؤيدون فيها مصر وسوريا في حربهما التي شناها في سنة 1973 ضد الكيان الصهيوني، بغرض تحرير أراضيهم التي فقدوها قبل ذلك بست سنوات في نكسة 1967م قضوها في محاولات دبلوماسية فشلت جميعا في إعادة الأرض إلى أصحابها.”

 

وتغطي الوثائق المتضمنة في الكتاب الفترة بين شهر مايو 1973 ،وحتى إنتهاء العمليات العسكرية،وبدء مفاوضات فض الإشتباك بين مصر والكيان الصهيوني في مطلع شهر نوفمبر.

 

و إن أول ما لفت نظري في تلك الوثائق هو ذلك “الموقف المشرف الذي وقفه العرب وراء مصر وسوريا” والذي يتبين بشكل واضح من الوثيقة التي تضم محضر الإجتماع بين الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون ووزراء خارجية أربع دول عربية هي السعودية والكويت والمغرب والجزائر ممثلين لكافة الدول العربية وذلك في السابع عشر من أكتوبر 1973.

 

ففي ذلك الإجتماع “كان العرب يتكلمون في ثقة وفي كبرياء وأكدوا للرئيس الأمريكي وقوفهم خلف مصر وسوريا في حربهم المشروعة حتى جلاء الكيان الصهيوني من آخر شبر من الأراضي المحتلة.”

 

وكان المتحدث بإسم الوزراء العرب في ذلك الإجتماع هو وزير الخارجية السعودي في ذلك الوقت عمر السقاف،كما ساهم في النقاش وزير الخارجية الكويتي صباح الأحمد الصباح،والذي بدت من تعليقاته كيف كان “من أشد المناصرين لقضية تحرير الأرض العربية.”

 

والطريف كذلك أنه في نفس هذه الوثيقة فإن نيكسون أشاد بالرئيس الراحل عبد الناصر أمام الوزراء العرب ووصفه بأنه كان رجل وطني رغم إختلافه مع مواقفه.

 

فهل كان نيكسون يعني ما يقوله بالفعل أم أنها كانت مجرد جملة تهدف إلى إستمالة ضيوفه في البيت الأبيض ،”شتان الفرق بين الأمس واليوم ؟!.

 

بالأمس كان العرب في وحدة أكدوها بالأفعال قبل الأقوال، وقامت كافة الدول العربية وبلا إستثناء واحد بدعم الحرب،فقامت اليمن بالمشاركة من خلال إغلاق بوغاز باب المندب ،كما أرسلت ليبيا والجزائر والعراق الأسلحة والعتاد والجنود،وأمدت السعودية ودول الخليج وليبيا والجزائر مصر وسوريا بالأموال لشراء الأسلحة.

 

كما كان القرار العربي موحد في ذلك الوقت بوقف ضخ النفط والإمتناع عن توصيله إلى الدول الغربية التي أمدت الكيان الصهيوني بالأسلحة أو سهلت وصولها إليها.

 

أما النقطة الثانية شديدة الأهمية التي كشفت عنها الوثائق،فكانت ذلك الدور الكبير الذي لعبه وزير الخارجية الأسبق ومستشار شئون الأمن القومي هنري كيسنجر في إدارة وتشكيل نتائج هذه الحرب.

 

فلقد كان كيسنجر هو المحرك الأول لعملية إمداد الكيان الصهيوني بالسلاح لتعويض خسائرها الكبيرة في بداية الحرب ومساعدتها من أجل إستعادة تفوقها العسكري،وبجانب العوامل الشخصية التي كانت تربط كيسنجر بالكيان الصهيوني لكونه يهودي الديانة.

 

فلابد من أهمية النظر إلى حرب أكتوبر في إطار الحرب الباردة التي كانت تدور بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، وتشديد كيسنجر لدى سعيه لإقناع أقطاب الإدارة على ضرورة مساندة الكيان الصهيوني بكل قوة على عدم إمكانية السماح لأحد حلفاء واشنطن بأن يلقى هزيمة على يد سلاح سوفيتي يحارب به العرب.

 

وكذلك إلى الدور شديد الأهمية لكيسنجر –والذي لا ينطبق عليه الإ وصف المؤامرة- وهو السماح للكيان الصهيوني بخرق موعد وقف إطلاق النار الذي كان قد إتفق عليه شخصيا مع القيادة السوفيتية في العشرين من أكتوبر ،وذلك لكي تتمكن من تحسين موقفها العسكري وتعزيز موقفها التفاوضي في مرحلة لاحقة.

 

وأدت هذه المؤامرة التي يثبتها محضر إجتماع بين كيسنجر ورئيسة وزراء الكيان الصهيوني في ذلك الوقت جولدا مائير في 22 أكتوبر إلى تشديد الحصار على قوات الجيش الثالث على الضفة الغربية للقناة بعد تمكن العدو الصهيوني بقيادة رئيس الوزراء أيريل شارون من العبور إلى تلك الضفة فيما يعرف بإسم ثغرة الدفراسور.

 

وهناك ووثائق أمريكية تكشف كذلك كيف أن كيسنجر سعى إلى التهرب من تنفيذ توجيهات الرئيس نيكسون شخصيا، وكيف إنتابته حالة من الغضب العارم عندما وصلته رسالة منه يقول فيها أن لديه تفويض كامل للتوصل إلى إتفاق مع السوفيت حول وقف إطلاق النار.

 

ورأى كيسنجر أن ذلك التفويض حرمه من حرية المناورة في مفاوضاته مع السوفيت،وعدم تمكينه من إطالة أمدها تحت دعوى حاجته إلى العودة واشنطن والحصول على توجيهات جديدة من الرئيس الأمريكي.

 

وأدت مواقف كيسنجر الرعناء وتحيزه المطلق للكيان الصهيوني إلى تهديد سياسة الوفاق التي تمكن هو شخصيا من التوصل لها مع السوفيت، وذلك بعد أن شعرت القيادة في موسكو أن “الأمريكيين يشجعون الكيان الصهيوني على خرق وقف إطلاق النار لتوسيع رقعة الأرض التي كان قد إحتلوها على الضفة الغربية من قناة السويس وإلحاق هزيمة كاملة بالعرب ” .

 

إن من يقرأ الوثائق الرسمية الأمريكية عن حرب أكتوبر سوف يلاحظ بلا شك “تلك النظرة الدونية التي كان يرى بها كيسنجر العرب وقوله أن لديهم “نوع من الرومانسية الغامضة التي تجعل من الصعب التعامل معهم.”

 

ولم يصدق كيسنجر أن عند العرب من الشجاعة أو القدرة ما يمكنهم من بدء الحرب،وعندما بدأت معركة أكتوبر كان على ثقة أنهم سيهزمون، وحتى بعد أن أثبت العرب قدرتهم في أول أيام الحرب وأنزلوا بالعدو الصهيوني الخسائر الضخمة في الرجال والعتاد، فلقد ظل واثقا من قدرة الكيان الصهيوني على هزيمة العرب.

 

ولذا كان سعيه لتأجيل إتخاذ مجلس الأمن لقرار يدعو فيه لوقف إطلاق النار بعد قيام الحرب بأيام،وذلك لإعطاء فرصة للكيان الصهيوني لإستخدام قدراتها لصد هجوم المصريين والسوريين وحتى لا يدخل الصهاينة في مفاوضات وقف إطلاق النار وهي في حالة تراجع.”

 

إن أهم ما دفع المترجم لترجمة هذا الكم من الوثائق هو إنتماءه لجيل تجاوز العقد الرابع من العمر،لذلك لا يعرف سوى القليل عن تفاصيل حرب أكتوبر وأهميتها مقارنة بالأجيال السابقة التي عاشت تلك الفترة وعاصرت السنوات الصعبة التي سبقتها في أعقاب هزيمة 1967.

 

وبجانب المشاهد المعتادة لجنود مصر البواسل وهم يعبرون قناة السويس في قواربهم وعدد من الأفلام التلفزيونية التي تتحدث عن الحرب، فإن الأجيال الحديثة لا تدرك إلى حد ما مدى أهمية حتى ذلك المشهد الخاص بعبور القناة ،وكيف أنه كان يمثل عملا شبه مستحيل كانت كافة الأطراف الدولية في ذلك الوقت وعلى رأسها العدو الصهيوتي المحتل تستبعد تماما وقوعه.

 

كما أن المكتبة العربية تفتقد تماما مثل هذا النوع من الوثائق التي تحكي تفاصيل الحرب من خلال أرشيف وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض،وتحتوى محاضر لقاءات هامة عقدها كيسنجر مع السوفيت والمصريين والكيان الصهيوني.

 

ولكن العامل الأكثر أهمية الذي دفعني للكتابه في هذة الوثائق هو أنها مثلت ردا ماحقا لكل الإدعاءات الغربية والصهيونية، بأن العرب لم يتمكنوا من تحقيق إنتصار في تلك الحرب ،وذلك في محاولة واضحة لزرع الهزيمة في نفوسهم وجعلهم يفقدون الثقة في قدراتهم، وهي أكبر هزيمة يمكن أن يلحقها عدو بخصمه.

 

فمن خلال هذة الوثائق الأمريكية يتضح حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالعدو الصهيوني والتي كان سببها الأول تلك الحالة المفرطة من الغرور التي شعر بها قادتها في أعقاب حرب 1967، وكيف أن الحرب كان يمكن أن تتطور إلى هزيمة كاملة للكيان الصهيوني، لو لم يسرع كيسنجر بالدفع نحو مدهم بكافة أنواع الأسلحة الأمريكية ليس فقط من خلال الجسر الجوي الشهير ولكن كذلك من خلال جسر بحري مماثل جلب لها المئات من الأطنان من المعدات الثقيلة.

 

ولعل ما يؤكد ذلك هو موقف كيسنجر نفسه في الأيام الأربعة الأولى من الحرب ،حيث كان يصر حتى يوم العاشر من أكتوبر على ضرورة قيام القوات المصرية والسورية بالإنسحاب إلى خطوط ما قبل إندلاع الحرب، وهذا يعتبر مطلب يقترب من حد العبث، لأنه كان يتجاهل تماما أن العرب كان يخوضون حرب تحرير ،وليس حرب عدوان للإستيلاء على أراضي الغير .

 

ولكن بسبب حالة الثقة العمياء التي كانت تسيطر على كيسنجر في قدرات الصهاينة على هزيمة العرب، فإنه برر موقفه ذلك بالزعم أنه لو لم ينسحب العرب إلى خطوط الخامس من أكتوبر، فإن العدو الصهيوني كانت سيلحق بهم هزيمة قاسية،وستحتل المزيد من الأراضي العربية، وبالتالي فإن مطلبه كان لصالح العرب وليس ضدهم! ولكن فقط في اليوم الخامس من الحرب.

 

“ووقفا لكتاب كيسنجر الأزمة والذي قام مراسل الأهرام بترجمته أيضا ونشرته الأهرام كاملا في ما يزيد عن أربعين حلقة”

 

وبعد أن أيقظه سفير الكيان الصهيوني لدى واشنطن سيمحا دينيتز في منتصف الليل ،ليخبره بحجم الخسائر الفادحة التي لحقت بالعدو الصهيوني، تخلى كيسنجر عن ذلك المطلب السخيف،وبدأ في تغيير إستراتيجيته للمطالبة بوقف إطلاق النار والبدء في مد العدو الصهيوني بكميات هائلة من السلاح.

 

كما لفت نظري كذلك في هذة الوثائق حجم الشبه الكبير بين المواقف الأمريكية من الصراع العربي ضد الكيان الصهيوني عام 1973 والموقف الحالي، لدرجة أنه يتم ترديد نفس المقولات والحجج التي وضعها كيسنجر منذ ذلك الوقت.

 

ففي محاضر الإجتماعات المختلفة التي جمعت بين كيسنجر ومائير وكذلك بينه وبين نيكسون كان الوزير الأمريكي الداهية يصر على أن القرار 242 الذي صدر في أعقاب حرب 1967 لا يعني بأي حال من الأحوال ضرورة إنسحاب الكيان الصهيوني من كافة الأراضي العربية التي تم إحتلالها في ذلك الوقت، وأن المطلوب هو الإنسحاب من “أراضي” وفقا للنص الإنجليزي من القرار وليس من “الأراضي” كما يشير النص العربي.

 

كما أن الموقف الأمريكي الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت أيضا هو أن أي أراضي يتم الإنسحاب منها ستتم عبر التفاوض بين الكيان الصهيوني وكل دولة عربية منفردة على حدة وليس بشكل جماعي.

 

والأهم وفقا لمصالح الكيان الصهيوني الأمني،وقبل الإجتماع الذي تم بين نيكسون ووزارء الخارجية العرب في 17 أكتوبر، جرت مكالمة هاتفية بينه وبين كيسنجر نصحه فيه الأخير بعدم تقديم أي مواقف أو اقتراحات جدية لهم بشكل جماعي، وأن يسعى لإستمالة الوزير السعودي السقاف في إجتماع منفرد كان سيجري بينهما في وقت لاحق.

 

كما أن كيسنجر، وبسبب النظرة الدونية التي كان يتعامل بها مع العرب، لم يكن يتوقع مطلقا أن يقدم السعوديين أو حلفاء واشنطن في منطقة الخليج على إتخاذ قرار المقاطعة العربية وبقي مقتنعا حتى اللحظة الأخيرة أنهم لا يوجد لديهم الشجاعة الكافة للإقدام على هذه الخطوة.

 

ومن بين الحجج التي يستخدمها الأمريكيون في مفاوضاتهم مع العرب منذ ذلك الوقت وحتى الآن كلما تعلق الأمر بالكيان الصهيوني هو عدم قدرتهم الضغط عليها بدعوى أنها ديمقراطية، ولا يمكن لحكوماتها إتخاذ قرارات منفردة كما هو الحال في الدول العربية.

 

ولكن الواقع أن أمريكا تبقى هي الدولة الوحيدة القادة على الضغط على الكيان الصهيوني وإجبارها على الإنصياع، وكان هذا هو ما قام به كيسنجر حين أمر مائير بالإلتزام بوقف إطلاق النار بعد تصاعد الأزمة مع السوفيت وفك حصار الجيش الثالث.

 

كما تكشف الوثائق الأمريكية الخاصة بحرب أكتوبر كذلك، على حقيقة هامة أخرى خاصة بعملية صنع القرار في الولايات المتحدة والذي دائما ما يميزه الإنقسامات بين الإدارات المختلفة، بين معتدلين ومتشددين.

 

ففي ذلك الوقت كانت الخارجية بقيادة كيسنجر هي صاحبة المواقف المتشددة،بينما كان القادة المدنيون وكذلك العسكريون في وزارة الدفاع هم من عارضوا بشدة ذلك الإنحياز الأعمى للكيان الصهيوني وإصرار كيسنجر على مدها بكافة أنواع الأسلحة.

 

كما عارض العسكريون بقوة في وزارة الدفاع إستمرار العدو الصهيوني في حصار الجيش المصري الثالث وقيامه بمنع وصول المؤن والأدوية إليه، وكذلك إصراره على قيام جنوده بتسليم أسلحتهم قبل فك الحصار عنه.

 

وفي جميع الأحوال، فإن صاحب القرار الحقيقي فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة أثناء حرب أكتوبر لم يكن الرئيس نيكسون الذي كان مشغولا بمشاكله الداخلية وتحديدا فضيحة وترجيت، بل كان كيسنجر بلا منازع.

 

وكان كيسنجر أيضا هو الذي إقترح إفتعال أزمة مع الإتحاد السوفيتي بلغت درجة رفع حالة الإستعداد النووي أثناء الحرب، ليس لأن الموقف كان يستدعي ذلك، ولكن فقط في محاولة فشلت سريعا للتغطية على مشاكل نيكسون الداخلية.

 

وفي عام 1998، أتهم معظم الساسة الأمريكيون الرئيس السابق كلينتون بإفتعال أزمة مع العراق والقيام بضربه في عملية ثعلب الصحراء ليس لأنه كان هناك ضرورة لذلك، ولكن لمحاولة التغطية على فضيحة مونيكا لوينسكي الشهيرة.

 

 

 وثائق أمريكية أيضا 

عن حرب‏73‏ كشفت عنها ويكيليكس ‏8‏ أكتوبر‏:

 

إسرائيل تتجه للنصر‏..12‏ أكتوبر‏

 

    و‏ أداء الجيش المصري يدعو للإنبهار:

 

كشف موقع ويكيليكس عن وثائق أمريكية جديدة عن حرب أكتوبر‏1973‏ نشرها ضمن أكثر من‏1.7‏ مليون وثيقة دبلوماسية سرية أمريكية تعود للأعوام ما بين‏1973‏ و‏1976 ، خلال فترة تولي هنري كيسينجر منصب وزير الخارجية الأمريكي أزيلت عنها رسميا صفة السرية، وإن كان لايزال من الصعب الوصول إليها حسب ما أعلن مؤسس الموقع جوليان أسانج‏.‏

 

وتضمنت الوثائق برقية أرسلتها السفارة الأمريكية في تل أبيب للبيت الأبيض خلال حرب أكتوبر تضمنت تقييما إستراتيجيا للصراع العسكري وضعه السفير الأمريكي في ذلك الوقت كينيث كيتينج.

 

وفي هذه البرقية التي بعثها كيتينج يوم الاثنين8 أكتوبر، أكد أن الكيان الصهيوني يتجه للفوز بالحرب ،ولكن المعارك تتجه إلي أن تستمر لوقت أطول مما توقع سابقا ،وأن تكون تكلفتها أعلي،وأن العدو الصهيوني يسعي لإخفاء الحقائق بشأن الخسائر البشرية لعدم التأثير سلبا علي معنوية شعوبهم، ولكن الوضع عقب إنتهاء الحرب سيمنح المزيد من الأمن للكيان الصهيوني.

 

وفي برقية اليوم التالي بتاريخ9 أكتوبر أعاد السفير الأمريكي تأكيد إتجاه العدو الصهيوني للفوز بالمعركة، وأشار في البرقية إلي إنتقادات تم توجيهها لقيادات العدو الصهيوني بسبب عدم القيام بضربة إستباقية قبل نشوب الحرب في6 أكتوبر وعدم التبكير بإعلان التعبئة العامة، وأضاف أن الإنتقادات سوف تزداد بعد الإعلان عن الخسائر البشرية للعدو الصهيوني في الحرب.

 

وطرح السفير الأمريكي سيناريو متفائلا للوضع بالنسبة للمصالح الأمريكية وهو أن تنتهي بدفع العدو الصهيوني للقوات المصرية والسورية إلي خطوط5 أكتوبر1973 دون تدمير الجيشين المصري والسوري،وأن توقف العدو الصهيوني إطلاق النار بعد أن تصل إلي هذه النقطة وبعدها طرح الكيان الصهيوني مبادرة من أجل التفاوض وتسوية الوضع مع مصر وسوريا والأردن، ويعقبها إنسحاب جزئي من أراض تم إحتلالها في1967 لإعادة رسم الحدود.

 

إلا أن الأمر تغير بعد ذلك بأيام، فذكر السفير الأمريكي في برقيته يوم12 أكتوبر أنه أصبح من الواضح أن الثقة الجديدة بالنفس لدي المصريين تجعلهم قادرين علي مواجهة العدو الصهيوني في مفاوضات مباشرة بعد أن نجحت القيادة المصرية في إثبات نفسها عبر السيطرة علي خط بارليف.

 

وأشار السفير الأمريكي إلي أن مفاجأة الجيش المصري للكيان الصهيوني في حرب6 أكتوبر وإرتفاع حجم الخسائر البشرية قلبا المعادلة السابقة مما يجعل إمكان إقناع الطرفين بالتفاوض مباشرة بعد أن نجحت مصر في بعث رسالتها إلي إسرائيل بقدرتها علي تغيير الوضع القائم.

 

والسؤال بعد كل هذا الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني في حرب أكتوبر إذا لم يكن الحل الموافقة علي معاهدة السلام ؟!

 

 فماذا بقى لها؟!

 أن تقبل بالأمر الواقع؟!

 أو أن تمضى إلى الحرب؟!

 

وهذة بعض تصريحات عن حرب أكتوبر 73م :-

 

1) وها هي كلمات جائت على لسان المؤرخ العسكري الأمريكي ” تريفور ديبوي” رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية بواشنطن في الندوة الدولية التي أقيمت عن حرب أكتوبر في القاهرة في الفترة من 27 – 31 أكتوبر 1975.

 

“إنه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضتة الجيوش المصرية و السورية إسترد العرب كبرياءهم و ثقتهم في أنفسهم مما أدى إلى تدعيم النفوذ العربي على الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الإستراتيجية و السياسية في أن مصر قد كسبت الحرب.

 

إن كفاءة الإحتراف في التخطيط و الأداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكنا لأي جيش آخر في العالم أن يفعل ما هو أفضل منها و لقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب أركان الحرب وعلى الأخص عنصر المفاجأة التي تم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس على جبهة عريضة.”

 

2) وفي حين يصف مذكرات الرئيس الامريكي الأسبق ريتشارد نيكسون تلك المشهد قائلا:-

 

“إنها خيبة أمل كبيرة من المخابرات المركزية الأمريكية سى.اى.ايه وكذلك من المخابرات الإسرائيلية المتعاونة معها والتي كنا نظن أنها ممتازة.. إننا لم نظن أن حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ سوف تندلع ضد إسرائيل إلا قبل ساعات قليله من اندلاعها”.

 

وأخيرا… ،إن هناك العديد من الشهادات التي جاءت على لسان المؤرخين والعسكريين والقادة الأجانب التي جسدت إعترافا بمدى مهارة الجندي العربي وبسالته في الدفاع عن أرضة ،ومدى الذكاء الذي يتمتع به القادة العرب الذين باغتوا الدول الداعمة للكيان الصهيوني على حين غفلة وإقتنصوا الفرصة الذهبية للنصر وإستعادة الأرض والعرض.

 

وهذة الوثائق الأمريكية عن حرب أكتوبر تكشف أنه كما يوجد الآن إنقسام حاد بين الولايات المتحدة وما يسمى بدول أوربا القديمة حول حرب العراق، فكذلك كان الحال إبان حرب أكتوبر 1973، عندما عارضت فرنسا وألمانيا وكذلك بريطانيا موقف كيسنجر المتحيز تماما للكيان الصهيوني وهو ما أثار غضبه الشديد لدرجة دفعته للقول بأن هذه الدول تتخذ موقفا معاديا للولايات المتحدة.

 

وفي النهاية يتضح لنا.. أن الدور الأمريكى والداعم الدائم للكيان الصهيوني خلال حرب أكتوبر لعب دورا هاما فى وقوف الولايات المتحدة بجانب الكيان الصهيوني فى الحرب ،ويتمثل ذلك فى دعم العدو الصهيوني عسكريا والتنسيق معه سياسيا،حيث لعب هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت .

 

و كان لديهم الإعتقاد بأن النتائج العسكرية التى أسفرت عنها الأيام الأولى للقتال، ما هى الإ مسألة طارئة ومؤقتة ،وأن الهجوم الصهيوني المضاد سوف يحول الإنتصار المصرى الى هزيمة ساحقة ،وأن هذا الهجوم كما وصف كيسنجر فى مذكراته سوف يقلب كل الموازين ويقود العرب الى ” حافة الهاوية ” على حد وصفه .

 

و تلك الكلمات تجعلك تقف طويلا أمام تلك الملحمة التي قامت بها الشعوب العربية وشهد العالم أجمع ببراعتها على مستوى التخطيط وبسالتها على مستوى التنفيذ تزداد فخرا أنك تنتمي لتلك البلدان العربية.

 

ولقد إعترف العالم كله ببسالة الجندي المصري والعربي وشهد على بطولته في إستعادة أرضه التي إغتصبها العدو الصهيوني في حين غفلة لن تتكرر.

 

فهل كان الرئيس أنور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس أنه إنما أطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم إن كل شيء من أوروبا إلي أمريكا ومن أفريقيا إلي آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران كما يسمونها، فإن شيئا ما أكثر عمقا قد إنقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالم الصناعي ومستعمراته القديمة.

 

وفي الختام ….إن معركة أكتوبر ملحمة تضافرت فيها كل الجهود حتي تحقق هذا النصر العظيم،وما أحوجنا اليوم إلي أن نتوحد ونستلهم تلك الروح العظيمة روح أكتوبر في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن،لنعبر معا إلي رحاب الأمن والسلام والرخاء في ظل قيادات عسكرية وأمنية صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،ويعرفون جيدا معني كلمة “وطن ” ،والإلتزام بهذة الروح بعون الله فيه إنقاذ لمصر ولأمتنا العربية الغالية لحاضرنا ومستقبلنا …

 

ما ورد بالمقال جهد بحثي وتحليلى إعتمد علي القرأءة والبحث والتدقيق للدور الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للكيان الصهيوني بتشكيل نتائج حرب أكتوبر .. آمل أن أكون قد لملمت معظم عناصرها.. للحقيقة والتاريخ.

 

وختاما.. ستظل إنتصارات أكتوبر 1973 نقطة مضيئة فى التاريخ المصرى بعد أن أزالت عار نكسة يونيو 1967، وبعد أن أثبتت للعالم أن الشعب المصري والعربي قادر على هزيمة إرادة وطموح وغرور الكيان الصهيوني المحتل وجيش دفاعه برغم كل الظروف المحيطة دوليا وسياسيا وعسكريا.

 

Exit mobile version