السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

أكتوبر في عيون العهود الرئاسية ؟!!

أكتوبر في عيون العهود الرئاسية ؟!!

كتبت /ريهام الزيني

 

 

 

عقود وسنوات مضت .. وفي كل عام تتجدد فرحة إنتصارات أكتوبر المجيدة،.. ونحن نعتز ونحتفل بذكري النصر الذي أعاد لمصر والأمة العربية كرامتها وعزتها .

 

 

ومازال هناك تساؤلات تشغل بال البعض،وهي هل إختلفت معاني”حرب أكتوبر” في كل عهد رئيس جديد لمصر؟!،فضلا عن الإختلاف في طريقة الإحتفال بأكتوبر في العهود الرئاسية الماضية،فهي أسئلة متكرر ولها إجابات متعددة سوف أجيب عليها في راحب حضراتكم الكريم.

 

 

علي الرغم من مرور عقود وسنوات مضت على حرب أكتوبر 1973، فإن هذه الحرب ما زالت قابلة لأن تحمل في كل عهد معنى جديدا ومختلف ..

 

 

هل إختلفت معاني أكتوبر علي مدار العهود الرئاسية :-

 

1) معني أكتوبر في عهد الرئيس السادات :-

 

ففي فترة حكم الرئيس السادات وحتى تم إغتياله، كانت تحمل معنى رئيسيا يتم التركيز عليه من دون سواه عند الإحتفال مجددا بذكراها، وهو “العبقرية” التي مهد فيها السادات للحرب بعملية خداع إستراتيجي ناجحة جداا ، حتى أنها جاءت عند إندلاعها مفاجأة كاملة للعدو الصهيوني.

 

 

ومع أن هذا بلا شك أحد الإنجازات الهامة وأحد أهم أسباب إنتصرنا في حرب “أكتوبر”، الإ أن الإكتفاء بالتركيز عليه لمنح السادات الحصة الأكبر في نصر أكتوبر،ظل طيلة فترة السادات سبب في حجب معاني كثيرة وبطولات كثيرة ساهمت بشكل أساسي، في ذلك الإنتصار العظيم.

 

 

ومن ذلك مثلا محاولات البعض التقليل من دور حرب الإستنزاف “1967- 1970″، في كونها القاعدة الصلبة التي حولت النكسة في حرب 67، الى إحتمالات متعددة للرد الناجح على هذة النكسة بإنتصار،ومنها مثلا محاولات البعض تشويه دور رئيس الأركان في حرب “أكتوبر”، الفريق أول سعد الدين الشاذلي، عندما إختلف مع القائد السياسي السادات في تحديد المحطات الأخيرة للحرب.

 

 

 

2) معني أكتوبر في عهد الرئيس مبارك :-

 

 

ولما جاء عهد مبارك، ولدت نظرية جديدة في تفسير معاني حرب أكتوبر، هي نظرية إعتبار الضربة الجوية الأولى، التي قادها حسني مبارك، هي المسؤولة الرئيسية “وأحيانا الوحيدة” عن الإنتصارات التي تمت بعد ذلك في الحرب، وليست نظرية الخداع الإستراتيجي.

 

 

والدولة المصرية في هذا العهد كانت تلخص الحرب في الضربة الجوية الأولى لحسني مبارك وكانت تتجاهل الدور الشعبي والرئيس السادات وباقي القادة والجنود ودورهم في الحرب .

 

 

3) معني أكتوبر في عهد العميل المعزول مرسي “-

 

فالملاحظ أن الإحتفالات بذكرى “أكتوبر” في عهد العميل المعزول مرسي ، قد حملت معنى كل معاني الخيانة ، بمحاولات ضرب سمعة الجيش المصري ومدي إنتمائه الوطني التي تقودها منظمة الإخوان الماسونية ، لإنكار الثورة الشعبية المناهضة لحكمهم .

 

 

 

4) معني أكتوبر في ظل المرحلة الإنتقالية لمصر :-

 

 

وقد لفت النظر أن الإحتفالات بذكرى “أكتوبر”، في ظل العهد الإنتقالي في مصر ، قد حاولت إعادة بعض ما أغفلته العقود السابقة، فتم الإعتراف بحرب الإستنزاف وقيمتها التأسيسية في نصر “أكتوبر”، بالزيارة التي قام بها قبل ذكرى “أكتوبر” بأيام الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنذاك لضريح الرئيس عبد الناصر،في ذكرى وفاته،ومن ذلك الوقت تم الإعتراف ببعض الأبطال الذين غيب ذكرهم، بمنح قلادة الجمهورية لإسم الفريق فوزي، قائد حرب الإستنزاف، وما بعدها حتى منتصف العام 1971،وكان الإعتبار قد رد قبل ذلك،في عهد مرسي، لذكرى سعد الدين الشاذلي.

 

 

5) معني أكتوبر في عهد الرئيس السيسي :-

 

 

غير أنه بالرغم من هذه التصحيحات، فالملاحظ أن الإحتفالات بذكرى “أكتوبر” في عهد الرئيس السيسي، قد حملت معنى جديدا ،هو وضع التلازم بين الوطنية المصرية الشعبية وجيش مصر من جهة،في مواجهة محاولات ضرب سمعة الجيش التي تقودها منظمة الإخوان الإرهابية الماسونية ، في محاولة مزدوجة لإنكار الثورة الشعبية المناهضة لحكمهم من جهة، ومحاولة تحقيق ما يحلمون به من “عودة الشرعية”.

 

 

وهما يمكنني القول ،أن ما يؤكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطاباته الرسمية من كل عام في ذكري الإحتفالات بإنتصارات أكتوبر هي عين الحقيقية ،وهي :-

 

 

 

“في مثل هذه الأيام من عام 1973 إنتفض الشعب المصري كله وراء قواته المسلحة القادرة ، ليعلنوا للعالم أن مصر عصية على الإنكسار ، وأنها بفضل الله وبعقول وسواعد أبنائها إستطاعت تجاوز الفترة الصعبة التي تلت عام 1967، فأعادت بناء قواتها المسلحة وفرضت حرب إستنزاف طويلة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر،و أثبتت أن الوطن ما زال ينبض بالإرادة والعزيمة وجاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الزعيم الراحل أنور السادات وقيادته، لتعلن أن مصر قادرة على إعادة صياغة أي وضع لا ترضى عنه أو تقبله فتفرض على الجميع إحترام إرادتها ،وتثبت أن الحفاظ على الأرض وحماية الحدود والتراب الوطني هو واجب مقدس تستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه مهما كانت التضحيات من أرواح ودماء رجال قواتها المسلحة،الذين قدموا بطولات يعجز التاريخ عن حصرها ويقف الجميع أمامها وقفة إحترام وتقدير وتبجيل “.

 

 

 

 

ما هي طريقة الإحتفال بأكتوبر علي مدار العهود الرئاسية :-

 

 

 

أغنيات في حب الوطن وفرحة بالنصر، أفلام تجسد لحظات المعركة تصدح بها شاشات التليفزيون.. طقوس باتت محفوظة في أذهان من مر عليهم ذكرى حرب أكتوبر، بينما يحظون بيوم الإجازة المقرر منذ الإنتصار.

 

 

وكذلك كان لرؤساء مصر “طقوس” للإحتفاء بتلك الذكرى، أعطت طابع للإحتفال بذلك العيد القومي، تكرر في أغلب الأوقات، وإختلف شيئا ما خاصة خلال السنوات الاخيرة، فما بين عروض عسكرية، حفلات فنية، خطب سياسية.

 

 

 

1) السادات.. إحتفال بروح الحرب :-

 

 

كان الإحتفال بذكرى إنتصارات حرب أكتوبر من خلال العرض العسكري الذي نظمته القوات المسلحة،حيث إتسمت إحتفالات سنوات ما بعد نصر أكتوبر بطابع خاص، طغى عليه روح الحرب، كانت أقرب إلى الأرض، يأتي بها السادات “قائد النصر” كما كان يوصف- مستقلا سياراته المكشوفة، مارا بساحة العرض العسكري، وليس كحال ما لحق به من الرؤساء، إذ يحضرون مباشرة ليشهدوا العرض العسكري من مقاعدهم بالمنصة.

 

 

وإستعراض للمركبات المدرعة، الطائرات، الوحدات المقاتلة،حتى تأكيده بشكل مباشر أن ذلك العرض يثبت جهود القوات المسلحة، إذا غالبا ما يكون العرض إستعراض لمستجدات نظام التسليح المصري، وبدا ذلك حتى الإحتفال الثامن حيث مقتل “السادات” يقدم في زهو متأثرا بروح الحرب، وحريصا على إيصال رسالة أن قوة الجيش المصري لم تخفتي بعد إنتهاء الحرب، ورغم توقيع إتفاقية السلام.

 

 

 

والإحتفال الأول لنصر أكتوبر عام 1974 لم يقتصر على حضور الرئيس “السادات” وقادة الجيش بل حضر عدد من رؤساء الدول العربية أبرزهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو تقليد لم يستمر خاصة بعد مقتل “السادات”

 

 

ترك “السادات” تقليد لم يتكرر ففي فبراير 1974، في شكل ممهد لذكرى الحرب، شهد مجلس الشعب إلقاء “السادات” كلمة بجلسة استثنائية كرم بها عدد من قادة الحرب، ومنهم ترقية الفريق أول أحمد إسماعيل لرتبة المشير، ووقف محمد حسني مبارك في ساحة مجلس الشعب لأول مرة قبل اتخاذه نائبا ورئيسا بعد ذلك، وهو ما يعد التقليد الأول والأخير من نوعه، حيث أُعتيد تقديم الأنواط والتكريم في ساحة الاحتفال.

 

 

مع إقامة نصب الجندي المجهول في طريق النصر عام 1975، ترسخ “طقس” بدأه “السادات” وسار عليه من خلفه، إذ بات النصب التذكاري قبلة الإحتفال، يبدأ بوضع إكليل الزهور وعزف موسيقى عسكرية ما يمسى “نشيد الشهيد”، ثم تقام بساحته العروض العسكرية في حضور الرئيس “السادات”، والنائب “محمد حسني مبارك”، ولفيف العسكريين، على رأسهم وزير الدفاع، غير أن النصب بعد مقتل السادات أصبح تقليد أساسي فقط لبدء الاحتفال، الذي اختلفت أماكنه من رئيس لأخر.

 

 

إحتفال سنة 1980 الذكرى السابعة

 

 

لم يقتصر الإحتفال في عهد “السادات” على العروض العسكرية، التي بدت السمة المميزة لتلك الفترة، بل كان للفن دور أيضا أبرز في إنتاج الأغاني والأفلام أكثر من مشاركته في إخراج أوبريت أو عروض إستعراضية يشهدها الرئيس وضيوفه “كان السادات دائم لحضور إستعراضات الجيش أكثر..،وكان من أبرز الوجوه المشاركة الفنانة شادية حين وقفت تغني “يا حبيبتي يا مصر”، وتقديم الفنان عبد المنعم مدبولي للحفل.

 

 

تغيرت ملامح الإحتفالات الرسمية بنصر أكتوبر، سواء في العروض العسكرية التي إتخذت شكلا مبهرا في البداية، حيث كانت الإستعراضات العسكرية تجوب الشوارع ، فضلا عن الساحات العسكرية، وإستهلت الإحتفالات شكلها بمنصة صغيرة تكفي لتواجد الحضور، الذي لا يخرج عن “القائد الأعلى” المتمثل في شخصية الرئيس، وقادة الجيش، والضيوف من الدول العربية، وربما كان تغيير النشيد دليل على تغير المرحلة، فحتى الذكرى السادسة لنصر أكتوبر كان النشيد الوطني “والله زمان يا سلاحي” يصدح في الأفق، فيما مع مطلع الثمانينات بالذكرى السابعة بدأ العمل بنشيد “بلادي.. بلادي” ولا زال حتى الآن.

 

 

و كان آخر عرض عسكري شهدته مصر في ذكرى الحرب، يوم 6 أكتوبر 1981، الذي شهد إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات على يد إرهابيين متأسلمين .

 

 

2) حسني مبارك.. شرعية النصر :-

 

 

ومرحلة جديدة إتخذها شكل الإحتفال بذكرى النصر، مع تولي رئيس جديد للبلاد، فرغم إنتماءه للمؤسسة العسكرية، وجيل أكتوبر، غير أن الستار أسدل على العروض العسكرية المفتوحة للجماهير، ومشاركتهم في الشوارع، وباتت صيغة الإحتفال “مغلقة” ، حيث إكتفت القوات المسلحة بعروض الطائرات في السماء، وإحتفال “مغلق” يجمع بين الرئيس وقادة الجيش، وكبار المسؤولين والسياسيين، وعدد من الجنود مثل الإحتفال مع الجيش الثالث، ثم التقليد الأشهر والمستمر بإقامة حفل فني يقام بالمساء ويذاع على شاشات التليفزيون .

 

 

منذ أن تولى “مبارك” زمام الحكم في 14 أكتوبر 1981، إحتفل قائد القوات الجوية في الحرب بذكراها، واضعا إكليل من الزهور على قبر “السادات” في الذكرى الأولى لرحيله.

 

 

وعلى مدار ثلاثين عاما، بات تقليديا لـ”مبارك” الذهاب إلى قبر الجندي المجهول، الظهور ببذلة مدنية وسط عدد من قيادات الجيش، ثم أداء التحية لعلم مصر وسماع النشيد الوطني، ويشهد عروض عسكرية منظمة، يغلبها إستعراض صفوف الفريق، عام وراء عام كانت هذه طقوس “مبارك” رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة، بجانب أناشيد وأغنيات ليست فقط لذكرى النصر، ولكن للرئيس “قائدنا حامي النصر” كما لقب بذكرى الإنتصار، ولفيف من الوزراء والسياسيين .

 

 

وعرض تكتيكي للقوات المسلحة كان آخر عروض ذكرى النصر التي شهدها مبارك عام 2010، بجانب عرضا رمزيا لما تم في الحرب من عبور خط بارليف، والذي تم على الضفة الشرقية جنوب سيناء، يظهر فيها “مبارك” مبتسما ومؤديا تحية للجنود في العرض.
“آخر إحتفالات أكتوبر في عهد مبارك”

 

 

 

العروض الفنية كانت سمة عصر “مبارك”، يشهدها وترافقه في الحفل زوجته “سوزان”، وقد شارك في العروض عدد من المشاهير أبرزهم الفنانة وردة، محمد ثروت، محمد الحلو، صفاء أبو السعود وغيرهم، حيث إشتهرت تلك الفترة “بالأوبريتات” الغنائية أشهرها “إخترناه”، تلك الفترة التي وصفها البعض “بالمبالغة”، في أجواء الإحتفال الفني،وهو ما تم تفسيره “مبارك أراج أن يجعل الإنتصار يساوي الضربة الجوية”، حتى أن جهاز السينما التابع لإتحاد الإذاعة والتليفزيون كان يعد فيلم روائي إسمه “الضربة الجوية” غير أن قيام أحداث 25 يناير أحال بين تنفيذ هذا المشروع، لأن البعض إعتبروه”زاد بها النفاق جدا”، أكثر من غيرها، متذكرين موقف “السادات” الذي لم يكن “نرجسيا” فيما يتعلق بحرب أكتوبر حين طلب من وزير الإعلام حينذاك “عبد القادر حاتم” بإزالة إسمه من أغنية “عاش اللي قال” التي أنتجت بعد حرب أكتوبر، وتغنى بها عبد الحليم حافظ.

 

 

 

3) المجلس العسكري.. إحتفال مدني برعاية عسكرية :-

 

 

مع الذكرى الـ38 تراجع المشهد العسكري، والشخصي للإحتفال وغلب المشهد الشعبي، للمرة الأولى يمتلأ ميدان التحرير إحتفالا بذكرى نصر أكتوبر ، إذ تزامن الذكرى الـ38 عقب قيام أحداث 25 يناير، وبرز رئيس البلاد وقتها في شخص المشير محمد حسين طنطاوي مهنئا الشعب المصري بالذكرى، ووضعه إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول وهو بصحبة الفريق سامي عنان.

 

 

مقابل إحتشاد الجمع حاملين الأعلام المصرية في ميدان التحرير، وإقتصر الطابع العسكري في فرقة للموسيقى العسكرية جابت الميدان، كما أخذ الجيش في توزيع الهدايا على رواد الميدان منذ الصباح الباكر، فضلا عن تحليق الطائرات الحربية بسماء العاصمة والمحافظات، ومنذ ذلك العام تم إفتتاح المتاحف العسكرية مجانا أمام الجمهور، بينما بالمساء أقيم حفل على مسرح الجلاء، ليشارك عدد من الفنانين في أوبريت “مصر المحروسة” في حضور عدد من أعضاء المجلس العسكري، فضلا عن إقامة إحتفالية أخرى بمرسى النهر الخالد، شهدت عدد من عروض فرق المظلات، والبحرية.

 

 

4) مرسى.. السياسة تحكم :-

 

أما مشهد أول رئيس منتخب في الذكرى الـ39 لنصر أكتوبر، فجاء في إستاد القاهرة، بعد التقليد الرسمي عند قبر الجندي المجهول، بسيارة مكشوفه مر العميل المعزول محمد مرسي محيي الحضور الذي ملأ مدرجات الإستاد وسط إطلاق الألعاب النارية، وجاءت الكلمة الملقاة متضمنة الإحتفاء بالذكرى، مع الإلتفات للحديث عن أحداث 25 يناير بوصفها عبور ثاني، ووصف الإنتخابات ووصول رئيس مدني بالعبور الثالث، وإرتكز الخطاب على إنجازات الحكومة والرئاسة والملفات المفتوحة، ضمن وعد الـ100 يوم الذي كان أخذه على نفسه إن وصل لمنصب الرئيس.

 

 

ولم يختلف الحال في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي زار صباح الإحتفال، قبر الجندي المجهول، ووضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وفي المساء أقيم حفل، قدم فيه “مرسي” كشف حساب لما تم إنجازه في 100 يوم،حيث أحضر المعزول حاشيته وعشيرته، بل دعا قاتلى الشهيد البطل الرئيس السادات ،وتجاهل إسمي المشير حسين طنطاوي و الفريق سامي عنان أثناء خطابه بمناسبة الذكرى 39 لحرب أكتوبر، رغم أن أنهما من أبطالها، فضلا عن دورهما الواضح في حماية أحداث 25 يناير، وهي المرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاما التي يغيب فيها طنطاوي عن الإحتفالات بذكرى حرب أكتوبر.

 

 

 

وأخذ الإحتفال بذكرى النصر منحى سياسيا بالأعوام الماضية، فمع الذكرى الـ39، حضرت الجماهير هاتفة بإسم الرئيس “مرسي” وكذلك الحال في العام الذي تلاه، حين هتف الحضور لوزير الدفاع “بنحبك يا سيسي”، فكل من الإحتفالات الأخيرة، كانت فرصة لتأكيد خطوات يتخذها كل رئيس، لم يجد أنسب من تلك المناسبة القومية الاكبر في تاريخ مصر طيلة الـ60 عاما الماضية لتكون مرسخة لما يريد الحديث عنه بشأن البلاد.

 

 

 

وخطب العميل المعزول مرسي في وجود الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقادة وأفراد القوات المسلحة المصرية، إضافة إلى حشد من رموز التيار الإسلامي، والمدانين بقتل الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر، ومنهم طارق الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية، ما أثار غضبا شعبيا في أوساط المصريين، وأسرة الرئيس الراحل.

 

 

 

 

5) عدلي منصور.. الإحتفال بالإنابة :-

 

 

بالتزامن مع الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر في عام 2014، وجه الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية عدلي منصور كلمة إلى الشعب المصري في ذكرى النصر، بجانب إحتفالا للقوات المسلحة المصرية حضره عدد من الشخصيات العامة، أبرزهم كان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، والذي حضر الإحتفال بزي عسكري.
طغت كلمة “السيسي” على تلك التي ألقاها “منصور”، حيث لم يكن يتحدث الأول بصفته كوزير دفاع فقط بل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والانتاج الحربي، متحدثا عن يوم كرامة العرب في 73، وأن الشعب المصري لم يتخل عن جيشه، معبرا بتلك التصريحات الملفتة “أنتوا نور عنينيا” و”مصر هتبقى قد الدنيا”.

 

 

فعلى الرغم من عدم مشاركة “السيسي” غير أنه يملك رصيدا خاصا لدى الشعب ،خاصة من المؤسسة العسكرية التي تخرج منها وتولى القيادة فيها.

 

 

6) السيسي.. عودة العروض العسكرية والبقاء على السياسة:-
في الذكرى 41 لنصر أكتوبر، والتي جاء الاحتفال الرسمي بها في 1 أكتوبر مبكرا عن موعدها المعروف، أخذ الرئيس السيسي من المناسبة قاعدة لتأكيد شرعية تظاهرات 30 يونيو وما شهدته البلاد طيلة تلك الفترة، وأخرها تفاصل زيارته الأخيرة –حينها- لأمريكا، مرتكزا في الحديث عن وعي الشعب المصري للخطر الذي كان يمكن أن يلحق بالبلاد –حسب تعبيره- ودعمهم لمحاربة الإرهاب، فكانت الخطبة “عن المصريين” كما قال.

 

 

“خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي”

 

في الذكرى الثانية والأربعين، إختار الرئيس السيسي الإحتفال بالذكرى قبل يومين منها، بوضع أكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وتوجيه كلمة للشعب والجيش من مقر الكلية الحربية، التي شهدت العروض العسكرية.

 

 

فيما شهد عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ذلك ، الإحتفالات التي تنظمه القوات المسلحة، بمناسبة إنتصارات حرب أكتوبر المجيدة، بحضور وزير الدفاع ، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، رئيس الأركان، وكبار قادة القوات المسلحة، وكبار رجال الدولة ، وبعض من الرموز الوطنية لأبطال حرب أكتوبر.

 

 

وفي رأي المتواضع ،إنني أود أن أقول إن حرب أكتوبر أثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين قيادة وجيشا وشعبا علي إنجاز عمل جسور،بسبب شجاعة القرار،ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ وصمود الشعب،مما أكد للعالم أن المصريين ضربوا أروع صور البطولة ووقفوا إلي جوار قواته المسلحة.

 

 

غير أن أكثر ما يلفت النظر أنه مازال هناك صعوبات في التقييم النهائي والموضوعي والشامل لحرب “أكتوبر”، فهناك أراء مختلفة ومازالت تتردد حتي يومنا هذا مابين النتيجة العسكرية الباهرة كتلك الحرب، والنتيجة السياسية لها .

 

 

حرب “أكتوبر”، ورغم كل هذه الأسباب والأراء المختلفة في تقييمها، ما زالت بإنتظار مرور الفترة الزمنية التي تعيد اليها كل معانيها الموضوعية الدقيقة،وفقا لمجرى الأحداث التاريخية، وليس وفقا لضرورات الدعاية السياسية المطلوبة في كل عهد من العهود الرئاسية.

 

 

وهذا هو المعنى الأكبر من معاني حرب “أكتوبر” التي ما زالت تنتظر التقويم الصحيح، حتى تتخذ هذه الحرب موقعها التاريخي النهائي في التاريخ المصري و العربي الحديث، وفي ضمير الوطنية المصرية والعربية .

 

 

وشتان بين طريقة الإحتفال بإنتصارات أكتوبر في كل عهد من العقود الرئاسية، فلاتوجد مقارنة بين إحتفالات منظمة الإخوان الماسونية بذكرى أكتوبر، وكلا من إحتفالات باقي الرؤساء بهذه المناسبة العظيمة،التى يحتفل فيها الشعب المصرى بتحقيق الإنتصار على العدو .

 

 

عقود وسنوات مضت .. وفي كل عام تتجدد فرحة نصر أكتوبر العظيم،يتجدد الشعور بالعزة والفخر بجيش وشعب إستطاعا معا قهر المستحيل وتحويل مسار التاريخ ..

 

 

ويبقى نصر السادس من أكتوبر من أعظم الإنتصارات – وسيظل دوما – علامة مضيئة في سجل الإنتصارات المصرية،فهي ذكرى لا تمحو من أذهان الأبناء والأجداد،وهذة السطور ماهي إلا مجرد محاولة مني لأوضح لهذا الجيل الذى لم يذق مرارة الإنكسار،ولم يذق حلاوة إنتصار أجيال سابقة،أوجه الإختلاف بين معاني حرب أكتوبر علي مر العهود الرئاسية السابقة وطرق الإحتفال بهذة الذكري المجيدة من عمر الوطن ،حتى يعيش هو والأجيال القادمة مرفوعى الرأس وسط العالم،وحتى تعيش مصر دائما وأبدا حرة مستقرة.

 

 

إنتهيت من كلماتي ولكنني لم أنتهي من أفكاري،فقلمي لم يستطع الكتابة إلا في القلة القليلة في هذا الموضوع،و أحتاج المزيد والمزيد من الصفحات والمجلدات،فإن ما قمت بذكره،يبين الأهمية العظمى لهذا الإنتصار العظيم،وأنه يجب الإهتمام به حفاظا علي تاريخ الوطن،ومستقبل الأجيال القادمة،وأتمني أن أكون قد وصلت كلماتي إلى مسامعكم،وأفكاري إلى قلوبكم،وأبدا لن تنتهي روح أكتوبر،ودائما النصر والتمكين لبلادي .

 

 

 التعليقات

  1. يقول غير معروف:

    لا احد من الكلمات التي تعبر عن مدي امتناني وتقديري لك .. بما يحتويه مقالك من تحليل وتذكر رائع .. وفي المجمل كل التحية لك..

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79662004
تصميم وتطوير