كتبت /ريهام الزيني
إننا نحتفل هذه الأيام بإنتصار أكتوبر المجيدة،الإنتصار الذي حقق النصر والعزة للمصريين والأمة العربية بأكملها،الإنتصار الذي نقل مصر من مرحلة الهزيمة والضعف إلى مرحلة النصر والمستقبل والبناء،فهو بمثابة ميلاد جديد للدولة المصرية القوية ذات السيادة،وثمرة عمل منظومة كاملة،بداية من الرئيس وصولا للشعب والمواطن البسيط،و مازال هناك جنود مجهولة وراء نجاح هذة المنظومة والملحمة الوطنية لتحقيق النصر والعزة لأمتنا المصرية والعربية .
قليلة هي الكتابات التي تعرضت لدور الشرطة والأمن المركزي كأحد أفرع وزارة الداخلية وأهمية ما قامت بيه في حرب أكتوبر،و التأثير الهائل لهذا الدور ليس علي مجريات العمليات الحربية فحسب،وإنما علي نتيجة الحرب،وما تلاها من تسويات سياسية لا تزال أصداؤها ممتدة الي يومنا هذا.
أليس من الإنصاف أن نشير إلي دور الشرطة والأمن المركزي في تحقيقي،وما قام به رجالها البواسل من بطولات وتضحيات ساعدت في إتمام الإنتصار العظيم؟!
لا يخفي عن أحد أهمية الشرطة المصرية في حياتنا،والدور الرئيسي الذي تلعبه في تشكيل واقع مجتمعاتنا ،لتأمين الجبهة الداخلية للبلاد،ويعجز قلمى المتواضع عن صياغة حقيقية تاريخ هذا الجهاز الأمني الوطني ،و إيمانا مني بهذا الدور وأهميته،سأترك قلمي يكتب،معبرا عن بعض الأفكار التي تدور في عقلي ومخيلتي إتجاه هذا الموضوع.
أيام فى الذاكرة حفرت بأسطر من نور عن حرب 6 أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1393 هـ ،فلم تكن الحرب على الضفة الشرقية لقناة السويس فحسب،بل كانت هناك حربا أخرى تدار من مقر جهاز الشرطة كافة والأمن المركزي خاصة،حرب شراستها لا تقل عما يدور في الجبهة،إنهم أسود أبطال علي العدو ،الشهادة كانت شعارهم،فهؤلاء هم الدرع الواقي للوطن.
وفي هذة الفترة ينتابنى الفضول أن أتابع بعض الأعمال السنمائية و الدرامية الوطنية،والقرأءة فى بعض الكتب والمجلدات والوثائق عن دور جهاز الشرطة المصرية فى تحقيق إنتصارات أكتوبر المجيدة.
وفي هذة الذكرى العطرة تتجلى بطولات رجال الشرطة،ودورهم في تأمين الجبهة الداخلية للبلاد،فعلي صعيد المواجهات يقوم رجال قواتنا المسلحة بتحقيق الإنتصارات،وفي المقابل يقوم رجال الشرطة بتأمين الجبهة الداخلية و المنشآت والتواجد الميداني بالشوارع وإحكام السيطرة في كل شبر داخل الوطن.
ولم يقتصر دور الشرطة على التأمين فقط،بل إمتد إلى خط النار ومواجهات العدو،وخير دليل على ذلك إستشهاد عدد كبير جدا من رجال الشرطة في معارك السويس .
قرار السادات منح قبلة الحياة لضباط الشرطة :-
قرار السادات بإشتراك الشرطة مع القوات المسلحة كان بمثابة متنفس جديد،ومنح الحياة لصدور الضباط حينها، وخاصة الشباب الذي يعرف عنه الدم الثائر .
والشعب المصري أجمع كان يشعر بنشوة غريبة،وشمل ذلك الشعور جهاز الشرطة، كشريحة من المجتمع،حيث أن الأغاني الوطنية في هذا التوقيت كانت تلهب حماس الجنود .
دور الشرطة و الأمن المركزى المصرى فى حرب 73م :-
كيف إستعدت وزارة الداخلية لحرب أكتوبر 73م؟! :-
من يبحث ويسترجع التاريخ، ومن عاصر تلك الأحداث يتذكر أنه أثناء التحضير للحرب كلف الرئيس السادات السيد/ممدوح سالم مسئولية وزارة الداخلية،فى مايو 1971 أثناء تصفية مراكز القوى التى كانت تستهدف الإنقلاب على الشرعية،وكان أول ما فعله،هو وضع خطة تأمين للجبهة الداخلية لخوض حرب العبور.
وبدأت بالفعل التدريبات القتالية لسرايا الأمن المركزى إعتبارا من مايو 1973 م ،وشمل التدريب عمليات الكمين والإغارة،وتمييز طائرات العدو ،ومقامومة الهابطين بالمظلات والدوريات الجبلية والصحراوية،وشارك فى عملية التدريب بقطاع ناصر للأمن المركزى .
وقبل حرب أكتوبر بأربعة أيام عقد ممدوح سالم إجتماعا بالمسئولين عن قطاعات الدولة،ومديريات الأمن، والأمن المركزى،والأجهزة الأمنية المختلفة،لوضع خطط ثابتة لتأمين البلاد إذا إندلعت الحرب .
وكان ممدوح سالم فى مكتبه “بلاظوغلى” بمبنى وزارة الداخلية على إتصال دائم بالرئيس السادات،ولم يغادر الوزير مبنى الوزارة إلا للإجتماعات المهمة مع قيادات الدولة.
وعلى الفور إتخذت كافة الأجهزة الأمنية دورها بعد أن تم رفع درجة الإستعداد وتأمين الموانى والمطارات والمنافذ البحرية والبرية والجوية،وتأمين المنشآت الهامة والمرافق الحيوية فى الدولة،والعمل بالخطط الموضوعة التى أقرها وزير الداخلية .
وأعلنت وزارة الداخلية خلال فترة الحرب العديد من التصريحات التي حذرت من خلالها المواطنين من أي آلة أو جهاز من المحتمل أن يكون العدو زرع به أجهزة تجسس، فحذرت من أقلام الحبر والولاعات وألعاب الأطفال وماكينات الحلاقة.
وسعت أجهزة المخابرات على كافة المستويات في تأمين الجبهة الداخلية وحمايتها من أي شائعات من شأنها هدم الروح المعنوية لدى المصريين.
وعملت الوزارة أيضا علي تعبئة الجنود والإستعداد لأي حدث طارئ من توابع الحرب،وذلك عن طريق مديريات الأمن المنتشرة في نطاق كل محافظات الجمهورية،مع التأهب لحمل السلاح في أي وقت.
وكانت الخطط الأمنية الموضوعة تعطى إهتماما بالعناصر الشرطية والمواقع الأمنية فى مدن القناة ” السويس والإسماعيلية وبور سعيد ” المجاورة لمنطقة أرض سيناء الغالية، والتى كان معظمها مهجرا فى ذلك الوقت .
أولا : دور الشرطة فى معارك السويس خلال أكتوبر 73 :-
كان إقتحام مدينة السويس أول أمال العدو خلال حرب أكتوبر 1973 م،ولكن ملحمة قوات مصر من الجيش والشرطة والشعب والكفاح المشترك رده على أعقابه ودحره بعد تكبيده الكثير من الخسائر فى الأرواح والعتاد.
فقد عاشت مدينة السويس أياما تاريخية بين 22 أكتوبر 1973 م ــ حتى 29 يناير 1974م تقاتل العدو وتدمره وتتمسك بإنضباط السلوك القومى المحقق للصمود.
فلقد خرق العدو إتفاقية إطلاق النار وتكررت محاولاته حتى وصل لمشارف السويس يوم 23 أكتوبر 1973 م، وأحاط بها،وعندئذ بدأت المدينة الباسلة تنظم دفاعاتها بحسب الخطة الدفاعية،مع دعمها بأطقم إصطياد الدبابات من الفرقة 19 وقوات الصاعقة ووحدات الشرطة المجهزة وأفراد الدفاع الشعبى …
ومن القاهرة يصل إليهم صوت الرئيس السادات عبر الأثير للسويس ” لا تسليم القتال حتى آخر رجل.. .. الله معكم “..
وفى يوم 23 أكتوبر 1973 م عقد ضباط الشرطة إجتماعا بمبنى قسم شرطة الأربعين لمناقشة وسائل التصدى، إذا ما حاول العدو إقتحام المدينة بالدبابات وإقترح وقتها أحد ضباط قسم الأربعين أن يذوب رجال الشرطة بين أفراد الشعب مشاركين إياهم المقاومة الشعبية،ثم حث الجميع على التبرع بدمائهم والعمل على جمع القادرين على حمل السلاح وأقسم الجميع على الفداء .
وفى الساعة السادسة والربع من صباح اليوم التالى بدأت طائرات العدو فى قصف السويس بكثافة للإرهاب،وبذر بذور اليأس فى نفوس المواطنين،تمهيدا لإقتحامهم المدينة وإتجه العديد من المواطنين إلى مسجد الشهداء يلوذون ببيت الله، فما كان من النقيب حسن أسامة إلا أن دخل المسجد، وإعتلى المنبر، ليشيد بأهل السويس، ويخاطبهم بحماس ويحثهم ويدعوهم إلى المزيد من العطاء ،فتسابق الجميع بالخروج حاملين أسلحتهم متوجهين إلى منافذ المدينة للمشاركة فى القتال.
أما من لم يكن يحمل سلاحا فقد شارك فى إطفاء الحرائق،كما راح المسنون يرشدون المواطنين إلى الملاجىء،ويساعدون فى إخلاء الأحياء من المواقع التى كان يقذفها العدو،وغير ذلك من الجهود التى كانت مثلا رائعا للتناسق والتلاحم بين الشرطة والشعب .
وفى نفس الوقت توجه النقيب عاصم حمودة إلى مستشفى السويس،وكان قد تجمع هناك بعض المواطنين يطالبون بتسليمهم الأسلحة الموجودة بغرفة المسئول العسكرى بالمستشفى .
كما تجمع عدد من المصابين يحاولون الخروج للإشتراك فى المقاومة،ويتدخل الضابط لتوزيع الأسلحة على القادرين ليكون منهم مجموعة مقاتلة خاصة.
وقد إنتشر فى ذلك الوقت نبأ تقدم دبابات العدو عبر طريق القاهرة – السويس إلى ناحية حى الأربعين،فإتجهت جماعات المقاومة إلى هناك ،حيث التقت مع مجموعة المستشفى،وإعتلى المئات من جنود القوات المسلحة والشرطة وأفراد الشعب مبانى الحى شرقى وغربى شريط السكة الحديد ،إستعدادا لمواجهة الدبابات المعادية،وكانت حوالى 30 دبابة تتقدم نحو المدينة،حتى وصلت إلى ميدان الأربعين فى حوالى الساعة 12 ظهرا.
وفجأة أطلق أبطال المقاومة نيرانهم فأصابوا أول دبابة مما أعاق الطريق على المتقدمين،وإضطرت باقى الدبابات إلى الإنحراف عن مسارها فاتحة بعضها إلى ناحية قسم شرطة الأربعين،وراح الباقى يشتبك مع أفراد المقاومة.
وإزاء إشتداد المقاومة إرتبك العدو وهرول أفراده إلى قسم شرطة الأربعين،محاولين الإحتماء ،وإحتفظوا بالموجودين داخل القسم كرهائن يساومون بحياتهم فى محاولة يائسة للخروج من هذا المأزق،حيث أن فرصة المقاومة فى إصطياد أكثر من 50 جنديا من جنود العدو كان يقابلها أرواح الرهائن المصريين غالية.
وتباينت الآراء هنا، فالبعض يرى محاصرة قسم الشرطة بدون هجوم حتى يستسلم العدو،بينما يرى البعض الآخر ضرورة الاقتحام مهما كانت التضحيات.
وعلى هذا الرأى الأخير إتفق الرائد نبيل شرف نائب مأمور قسم السويس والنقيب عاصم حمودة ،وتولى الثانى قيادة محاولة الإقتحام،وإضطلع الأول بمهمة التغطية،وبدأت المعركة،فإستشهد فيها الرائد نبيل شرف متأثرا بإصابته.
وراح النقيب عاصم حمودة يطالب أفراد مجموعته بالثأر للشهيد متقدما نحو هدفه،ويرافقه من رجال الشرطة الرقيب أول محمد سلامة حجازى، العريف محمد عبد اللطيف والعريف محمد مسعد والخفير محمد محمدين،،ولكن الضابط أصيب برصاصة فى فخذه،وإستشهد الرجال الأربعة المرافقون له،وأسرع أحد الجنود بالضابط المصاب إلى المستشفى، إلا أنه إستشهد فى الطريق، نتيجة قذيفة مدفع أصابت السيارة .
وقد قام الرئيس الراحل أنور السادات بمنح نوط الواجب من الطبقة الأولى لاسمى كل من الشهيدين شرطة الرائد نبيل شرف والنقيب عاصم حمودة .
و فى تلك المعركة تكبد العدو خسائر فادحة وتم أسر 68 ضابطا منهم قائد القوة الغاشمة للعدو وعشرات الجنود، وإستمر المقاومة حتى يوم 29 أكتوبر ،حين وصلت قوات الأمم المتحدة .
وكان قد تم حشد عناصر الأمن المركزى لتأمين مداخل ومخارج مدينة القاهره مع طريق السويس وطريق الإسماعيلية والشرقية وأبوكبير ،وأمكن لها نصب كمائن وغلق مداخل الطرق،وتمركزت عناصر الأمن المركزى على طول هذه الطرق وإندلعت المعارك مع أول بلاغ بوجود إقتحام للعدو الصهيوني للسويس .
ثانيا : دور الشرطة والأمن المركزى فى معارك الإسماعيلية أكتوبر 73 :-
مع تصاعد العمليات العسكرية،وبدافع الشعور الوطنى لأفراد الشرطة للمشاركة فى معركة الوطن،تطوع كثيرون من أفراد الشرطة،للإشتراك مع أفراد الصاعقة فى العمليات الفدائية،بروح معنوية عالية،وإيمان بضرورة البذل والتضحية فى سبيل كرامة الوطن وحماية كيانه.
كما كان لقسم الدورية اللاسلكية دور بارز أشادت به قوات الصاعقة،وسجلت وثائق المعركة مدى نجاح قوات الشرطة فى إحباط محاولات العدو، لتعطيل أجهزة الرادار الحربية المصرية،حين ألقت طائرات العدو الصهيوني كميات من الورق المفضض فى المجال الجوى بمنطقة القناة للتأثير على أجهزة الرادار .
وتولت قوات الأمن المركزى إزالة كل ما ألقاه العدو ،وهناك أيضا الجهد واليقظة والكفاءة التى بذلتها قوات الشرطة،والتى أثمرت عن فشل العدو فى قطع خط إمداد قواتنا المسلحة الموجودة بالإسماعيلية وبورسعيد على طريق العباسة – الإسماعيلية،حيث قامت قوات الأمن المركزى بتأمين هذا الطريق بنقاط متمركزة على طول مسافة 50 كيلومترا،وذلك بإشراف المقدم محمد عز الدين أمين دون أن تتكبد أية خسائر على الرغم من محاولات العدو المتكررة .
كما قامت قوات الأمن المركزى بالتحرك لتأمين جزيرة الفرسان بالإسماعيلية،والتى تعرضت للغارات المكثفة،حيث منعت إحتلال العدو الصهيوني لها،و إستعدوا الي حرب المدن إذا ما حدث هجوم على مدينة الإسماعيلية،وتجهيز القوات بالبنادق الآلية والرشاشات والقنابل اليدوية والقذائف المضادة للدبابات والمدرعات،تمهيدا للإلتحام مع قوات العدو،إذا ما دخلت المدينة،وكلها جهود أثمرت فى أن يعيد العدو حساباته ويتراجع عن إقتحام المدينة .
وقامت الشرطة بإتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن القوات المسلحة فى المنطقة خلال المعارك الدائرة على ميدان القطاع الأوسط،وركيزته العسكرية فى الإسماعيلية ،فأحكمت الشرطة رقابتها على مداخل المدينة،وإنتشر ضباط البحث الجنائى يدعمون نقاط التفتيش .
وتركزت جماعات من قسم قوات الأمن فى مناطق محددة بالشوارع الواقعة على مشارف مركز الحركة للقطاع العسكرى،مما ساعد على تحقيق الأمن الشامل بالمنطقة ،فلم تقع أية محاولات لتسلل مدنى أو تخريب داخلى طيلة فترة المعركة.
وإستطاعت الشرطة التصدي لحرب الشائعات الهدامة وقامت بإجهاضها فى مهدها ،وكان من بين تلك الشائعات ما ردده بعض الأفراد العائدين من الميدان ما توهموه من إصابتهم بغازات سامة أطلقها العدو ،وهى شائعات يمكن أن تنال من معنويات المقاتلين.
أما عن أحد القوات من الأمن المركزى فحدث ولا حرج وكذا والتى كانت متأخمة لمنطقة الثغرة بالدفرسوار ،والتى حاول العدو أن ينفذ منها للإسماعيلية، لتوسيع نطاق الثغرة وإختراق القوات المصرية والإلتفاف من خلفها .
ثالثا : دور الشرطة والأمن المركزى فى معارك بورسعيد 73 :-
كانت قوات الشرطة فى بورسعيد بمختلف أجهزتها مثالا للبطولة فى حرب أكتوبر 1973 م ،حيث قامت قوات الإطفاء والدفاع المدنى والإنقاذ فى بورسعيد وبورفؤاد بجهد كبير فى إفساد أهداف غارات العدو المكثفة على المدينة يوميا ،نتيجة ضرب قواعد الصواريخ بها كل يوم تقريبا ،حيث كانت تهاجمها الطائرات العدو وهى منخفضة من جهة البحر فلا تكتشفها الرادارات وتقوم بقصف منشآت المدينة يوميا ..
ولا شك لقد كان للجهد الكبير الذى بذلته أجهزة الشرطة فى بورسعيد إبان المعركة نتائج كبيرة فى تلاحم الشرطة مع الشعب وقواته المسلحة ،حيث بذلت أجهزة الشرطة جهودا مضنية فى عدة معارك، لصد غارات وقذائف العدو، وقامت القوات بالمحافظة على الأرواح والأموال والتقليل من تأثير غارات العدو التى إستخدم فيها القنابل الحارقة، وقد كان لسرعة حصر إطفاء الحرائق وأعمال الإنقاذ أكبر الأثر فى تحقيق تماسك الجبهة الداخلية والنصر فى هذه الحرب.
بينما تولت تشكيلات الأمن المركزى فى بورسعيد والموجودة من يوم 16 أكتوبر 1973 م ،وذلك بالإشتراك مع القوات المسلحة فى عمل كمائن ليلية فى الحفر البرميلية على ساحل البحر ،لمواجهة محاولات العدو فى القيام بالإبرار البحرى بالضفادع البشرية أو بالإبرار الجوى خلف خطوط الجيش.
ومصداقا لكل ما سبق عن دور الأمن المركزى بالتحديد فى حرب أكتوبر المجيدة وما بعدها :-
دور الأمن المركزي في حرب أكتوبر :-
في خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 73، أسندت الى جهاز الأمن المركزي مسئولية كبرى،وهي حماية مؤخرة القوات المسلحة،وتأمين خطوطها الخلفية ضد أي عمليات للتسلل أو التخريب من جانب العدو.
وقد قامت قوات الأمن المركزي بأداء المهام الجسيمة التي أوكلت اليها بكفاءة بالغة ووطنية صادقة،وقد تم تكليف الأمن المركزي بأداء هذه المهام التي كان من المفترض تخصيص قوات عسكرية لأدائها،نظرا للمظهر العسكري المتميز لقوات الأمن المركزي ،وللمستوى المرتفع الذي بلغته وحداتها،سواء في الإنضباط أو التدريب أو التسليح ،مما جعل هذه القوات أقرب ماتكون من جهة مظهرها وتشكيلاتها الى الجيوش النظامية.
وقد أسندت الى قوات الأمن المركزي خلال الحرب عدة مهام حيوية، كان أهمها وأخطرها ما يلي:-
أولا – تأمين منطقتي الإسماعيلية وبورسعيد:-
تم تشكيل مجموعة كبيرة من الأمن المركز بهدف تأمين منطقتي الإسماعيلية وبورسعيد،وكان إجمالي القوة 34 ضابطا و1196 من ضباط الصف والجنود،وقد أرسلت فور قيام قوات العدو بالعبور من ثغرة الإختراق بالدفرسوار الى الضفة الغربية للقناة ليلة 15/16 أكتوبر،وتم تخصيص المهام المسندة اليها لقائد الجيش الثاني.
ونظرا لخطورة المناطق التي تقرر أن تتمركز فيها هذه القوات بالنسبة لقربها الشديد من ساحات المعارك غرب القناة،فقد روعي تقوية تسليحها لإحتمال تعاملها مع قوات العدو ودباباته.
وهكذا تم تزويد أفرادها علاوة على البنادق الآلية “التسليح الشخصي” بعدد من الهاونات 60 مم والرشاشات الخفيفة والبنادق ذات الوصلات “الإنرجا” المضادة للدبابات،والقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف والقنابل المضادة للدبابات “من طراز حسام ” وتم تدريب ضباط الأمن المركزى الموجودين مع تشكيلاتهم فى بورسعيد والإسماعيلية على كيفية التعامل مع دبابات العدو بالقنابل طراز حسام ، وذلك بمعرفة ضباط من القوات المسلحة بالتنسيق مع الجيش الثانى الميدانى .
وكانت المهام التي أسندت الى هذه القوات تتلخص فيما يلي:
1 ــ حراسة وتأمين طريق الإسماعيلية – القاهرة الزراعي الممتد شمال ترعة الاسماعيلية،وذلك في القطاع من مدينة الإسماعيلية شرقا حتى التل الكبير غربا،مع التركيز على بعض النقاط المهمة على الطريق وهي “البعالوة – القصاصين – المحسمة – أبو صوير – الكوبري العلوي” والعمل على منع أي عمليات نسف أو تدمير من جانب العدو، وذلك عن طريق الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة .
2 ــ حراسة المنشآت والأهداف الحيوية في مدينتي الإسماعيلية والقنطرة غرب ومنطقة أبو خليفة ومنطقتى الكاب والتينة ومدينة بورسعيد .
3 ــ تأمين الطرق الفرعية المؤدية الى طريق القاهرة – الإسماعيلية الزراعي وكذا القرى الواقعة في الأراضي الزراعية.
4 ــ حراسة وتأمين المعديات المقامة على ترعة الإسماعيلية والإشتراك مع القوات المسلحة في تأمين الكباري على إمتداد الترعة.
ثانيا – تأمين منطقة القاهرة:
تم تشكيل مجموعة من الأمن المركزي،بهدف تأمين منطقة القاهرة، وكان إجمالي القوة 50 ضابطا و500 ضابط صف وجندي،وقد تم تخصيص المهام المسندة إليها بالتنسيق بين قائدها وقائد المنطقة العسكرية المركزية بالقاهرة،وكان أساس عملها هو إستخدام الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة لتنفيذ المهام التالية :
1 ــ حراسة وتأمين وصلات الطرق الفرعية مع طريقي القاهرة – الإسماعيلية الصحراوي والزراعي.
2 ــ حراسة وتأمين تفرعات طريق القاهرة – السويس.
3 ــ حراسة وتأمين طريق القطامية الخلفي.
4 ــ حراسة وتأمين مدخل حلوان من ناحية الطريق الجنوبي القادم من إتجاه خليج السويس.
5 ــ حراسة وتأمين وصلات الطرق الفرعية من اتجاه منطقة القناة مع طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي.
ثالثا – نجدة الأهداف الحيوية:
تم تشكيل مجموعة من الأمن المركزي تتكون من 30 ضابطا و6 سرايا قتالية،وكانت مهمتها الأساسية هي نجدة المنشآت والأهداف الحيوية بدائرة المنطقة المركزية،وتدمير أي قوات ينجح العدو في إبرارها من الجو .
وكانت هذه المهمة مسندة من قبل الى وحدات من القوات المسلحة،ولكن تقرر إسنادها الى قوات الأمن المركزي بعد أن أثبت جدارته في تأدية المهام العسكرية التي أوكلت اليه،وذلك حتى تتفرغ الوحدات العسكرية لمهامها القتالية في الجبهة .
طريقة الأداء:-
وحرصا على حسن أداء قوات الأمن المركزي الموكولة اليها ،تمت إقامة ملاجئ وقاية للأفراد ،ومواقع للنيران تشرف على طرق الإقتراب المهمة،وكذلك تم إحتلال الهيئات المرتفعة التي تتحكم في المناطق المحيطة بها ،لتسهيل تعامل القناصة مع أي متسللين أو مخربين ،كما تم تعزيز هذه المواقع بالأسلحة المضادة للدبابات.
هذا وقد ظلت قوات الأمن المركزي باقية في مواقعها رغم صدور قرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر ،وبعد صدور قرار بإنشاء قوة الطوارئ الدولية،ولم تغادرها الإ في أواخر يناير وأوائل فبراير بعد سريان إتفاقية فض الإشتباك الأولى بين مصر والعدو الصهيوني يوم 25 يناير 74 في محادثات الكيلو 101 بطريق السويس .
تقدير جهاز الأمن المركزي:
عقب إنتهاء قوات الأمن المركزي من أداء المهام والمسئوليات التي ألقيت على عاتقها خلال الحرب، وعادت الى ثكناتها بعد أن أدت واجبها الوطني بجدارة وإخلاص ،إستحقت من القيادات العسكرية والسياسية الشكر والتقدير.
وقد أرسلت القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة المنطقة المركزية وقيادة الجيش الثاني رسائل الى وزارة الداخلية وقيادة الأمن المركزي أعربت فيها عن تقديرها البالغ للدور الكبير الذي أسهم به رجال الأمن المركزي في المجهود الحربي ،كما منح علم الأمن المركزي ، وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى .
رابعا – تأمين وحراسة حدود مصر الشرقية بعد إنسحاب آخر جندى إسرائيلى عام 1982م
تنفيذا لنصوص معاهدة السلام التي أبرمت في 26 مارس 79، وعلى أثر إنتهاء المرحلة الأخيرة من الإنسحاب الصهيوني عن أراضي سيناء الحبيبة يوم 25 أبريل 1982 م .. تم دفع قوات من الأمن المركزي مسلحين بالبنادق الآلية والرشاشات الخفيفة في الساعة الثانية عشرة ظهرا من نفس اليوم الى المنطقة ج والتي تحددت لتمركزها، وتحد هذه المنطقة غربا المنطقة ب التي تتمركز بها وحدات مصرية من حرس الحدود،ويحدها شرقا الحدود الدولية التي تمتد من رفح على ساحل البحر المتوسط شمالا حتى طابا على خليج العقبة،ثم بإمتداد الخليج حتى شرم الشيخ جنوبا ، وتبلغ مساحة المنطقة ج حوالي 13000 كيلو متر مربع.
وقد أسندت الى قوات الأمن المركزي في هذه المنطقة المهام المستديمة التالية :
1 ــ إحتلال نقاط مشرفة على طول خط الحدود الدوليةبين سيناء والجانب الآخر .
2 ــ القيام بالواجبات العادية الموكولة الى الشرطة،وهي المحافظة على الأمن والنظام داخل المنطقة .
3 ــ منع أي محاولات لإختراق الحدود،وكذلك التسلل بأنواعه كافة،بما في ذلك مكافحة التهريب.
4 ــ حماية أراضي وممتلكات الدولة وتنفيذ القوانين واللوائح المصرية على الجميع.
ولأداء هذه المهام بكفاءة،تم إعداد ستة مواقع على طول خط الحدود لتمركز القوة الرئيسية التي تدفع منها النقاط الأمامية،وهي المواقع هي :
( رفح – القسيمة – الكنتلة – رأس النقب – نويبع – دهب – شرم الشيخ. ) .
وما زالت هذه القوات تمارس مهامها فى تلك المنطقة حتى يومنا هذا ….
دور الإعلام الأمني المصري في حرب أكتوبر :-
ولا ننسي دور رجال الإعلام الأمنى المصرى كان دورهم بارزا فى حرب أكتوبر،وذلك عن طريق سرعة بث البيانات العسكرية فى وقتها دون تأخير، سواء لوزارة الدفاع ووزارة الداخلية،فضلا عن إذاعة الأغانى الوطنية لرفع الروح المعنوية لدى الضباط والجنود.
و من البطولات التى لا تنسى لوزارة الداخلية قدرتها الفائقة فى سرعة نقل المعلومات،والتعاون الأمنى بين قوات الجيش المصري، بجانب قيامها بتأمين الطرق،وتقديم الدعم والإمداد خاصة فى المحافظات مثل شمال وجنوب سيناء ومدن القناة، كذلك تأمين المطارات داخل مصر وعقب إتفاقية السلام تم تسليم الشرطة تلك المطارات، مثل طابا والعريش، وتمت السيطرة عليها سيطرة كاملة.
دور طلبة كلية الشرطة في حرب أكتوبر :-
وأما طلبة كلية الشرطة كان لهم دور مهما وبارزا لا ينسي، وذلك بعد قيام بتأمين المرافق العامة والمرافق الحيوية،ولم نر أى فرد قد تراجع أو تردد فى أمن وسلامة الوطن والوقوف بجانب قواتنا المسلحة،حتى نجحت فى القضاء على العدوان الصهيوني.
و إنه على الرغم من قلة إمكانيات التسليح ووجود عجز فى الأفراد والمعدات فى جهاز الشرطة وقت إندلاع الحرب، فإنها تسلحت بأقوى سلاح، وهو” سلاح الإيمان والعقيدة” .
وعن كيفية التواصل والإتصال والتنقل بين أفراد الشرطة وقت الحرب:
كانوا يستخدمون أجهزة اللاسلكى وقنوات لاسلكية خاصة داخل دوائر مغلقة لعدم التجسس عليها، وكان حينها لا توجد المدرعات المصفحة مثل آلان فكان توجد سيارتان فقط لكل قسم سيارة ماركة “لوري” خاصة بى كرئيس مباحث، وسيارة بوكس خاصة بمأمور القسم، ويستخدمها جميع الأفراد بالقسم للتنقل، وبعد حرب أكتوبر بعامين بدأت تأتى صفقات سيارات “جيب أمريكى” للدخول فى الخدمة بجهاز الشرطة.
وهذا بالإضافة الي أن قوات الشرطة كانت تستخدم كلمة سر وشفرات عن طريق الإذاعة المصرية،للإستعدادات واليقظة ولتجنب إستخدام اللاسلكى نظرا لإختراقه من العدو، وكان لا يوجد تسليح مدرع، وكانوا ينقلون بسيارات شبيهة لسيارات الفهد التى كانت تنتج فى المصانع الحربية وبعدد ضئيل جدا، ولم تكن مجهزة بتلك الدروع التى هى مجهزة بها آلان، كما شارك جزء من قوات الأمن المركزى، وكان ليس بهذا التسليح الكامل مثل الآن، وإنما كان التسليح بنادق خارقة للدروع، وبنادق نصف آلي.
نعم فقد قامت الشرطة في مدن القناة الثلاث بدور كبير في مؤازرة ومساندة جيشنا الجسور، وكان لها دور فاعل رسم لها بعناية بمعرفة القيادة السياسية .
وذلك من خلال ثلاث مراحل رئيسية قبل وأثناء وبعد المعارك
ففي المرحلة الأولي
قامت “أجهزة الشرطة” بمعاونة القوات المسلحة في إعلان حالة التعبئة العامة التي كانت تتولاها أقسام الشرطة بقدر عال من الحرفية والسرعة والسرية في استدعاء الأفراد، والدفع بهم إلي مواقعهم التي حددتها لهم القوات المسلحة، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق عنصر المفاجأة والمباغتة التي شلت حركة العدو وأفقدته توازنه نتيجة غزارة الأعداد التي إشتركت في عبور قناة السويس، مما ساعد الجيش في إتمام خططه الهجومية بتفوق ونجاح،
المرحلة الثانية :-
هذا بالإضافة إلي ما قامت به “أجهزة الأمن السياسي “التي نجحت في إحتواء العديد من مظاهر التمرد التي حاولت أن تطفو علي السطح السياسي للتأثير علي الرأي العام وإضعاف الروح المعنوية لأفراد الشعب،الأمر كان من الممكن أن يؤدي إلي تشتيت التكاتف الشعبي ، لو لم يتم إحتواؤه وذلك عندما كانت التيارات الشيوعية والدينية تسعي إلي فرض سيطرتها وأفكارها علي الشارع المصري في هذا الوقت
المرحلة الثالثة :-
ثم تأتي مرحلة بدء المعارك حيث إضطلعت أجهزة الأمن بمسئوليتها لتأمين الجبهة الداخلية، والحفاظ علي إستقرارها وتماسكها من خلال تأمين المنافذ البرية والبحرية والجوية،حتي لا تتخذ وسيلة لتسرب أي معلومات قد توثر علي سير المعارك،بالإضافة إلي القيام بتأمين المنشآت الحيوية كمحطات الكهرباء، والإذاعة والتليفزيون.. والمستشفيات والمجري الملاحي.
وقد تلاحظ أنه خلال تلك الفترة إنحسرت الجرائم الجنائية وتلاحم الشعب مع الشرطة وتعاون الجميع في الدفاع عن مدن القناة الباسلة،حيث تصدت لغارات العدو وهجومه، وتم توزيع الأسلحة علي أفراد المقاومة الشعبية ،وإستشهد خلال تلك المعارك التي إستمرت من 24 أكتوبر 1973 حتي يوم 29 من الشهر نفسه العديد من ضباط وأفراد ومجندي الشرطة، كما تصدت قوات الأمن المركزي بمدينة الإسماعيلية لهجمات العدو عليها وحالت دون دخولهم المدينة حتي وصلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفي أعقاب نهاية الحرب وتحقق الإنتصار، إتخذ الدور الأمني بعدا إجتماعيا، تمثل في معاونة سكان المدن، والمحافظات التي تعرضت للقصف، وإيجاد أماكن بديلة بالإضافة إلي تدبير السلع التموينية، وفرض رقابة صارمة علي الأسواق، وتوفير الأمن والسكينة للمواطنين، ثم جاءت إتفاقية كامب ديفيد والتي إحتوت فيما إحتوت عليه دورا فاعلا للشرطة تمثل في تكليفها بتأمين المنطقة الحدودية بالإشتراك مع بعض قوات حرس الحدود المجهزة بالأسلحة الخفيفة.
لم تحدث قضية سرقة أو قتل طيلة فترة حرب أكتوبر :-
وبالرغم من الأزمة الإقتصادية التي كانت تعاني منها مصر في تلك الأوقات العصيبة وكذا أزمات توافر السلع الإستهلاكية إلا أن الشعب تحمل ذلك دون تذمر أو شكوى .
ولم تحدث قضية سرقة أو قتل واحدة طيلة فترة الحرب، والبلاد كانت هادئة من الداخل، وكان الجميع على قلب رجل واحد ينتظر النصر مساهمين بكل ما هو غال ونفيس .
أيها الشعي الأبي الكريم ،إن نصر أكتوبر العظيم،هو ثمرة حصاد.. جهد وتعب وتضحية كل مصرى فى موقعه،قيادة، جيشا،شعبا،فكل مصرى مهما كان دوره كبيرا أو صغيرا،شارك فى هذا النصر فى ملحمة تاريخية وشعبية رائعة لم ير العالم مثلها .
وعندما يفتخر المصريون بأمجاد حرب أكتوبر للجيش المصري، لابد عليهم من أن يتذكروا أيضا أن هناك حربا أخرى خاضها المصريون أنفسهم داخل البلاد قادتها “وزارة الداخلية “.
فهناك من رجال من الشرطة المصرية يضعون رؤوسهم فوق أكفهم، مدافعين عن الشعب ضد كل عدوان، وفى كل موقعة يسطرون أسماءهم فى كتب التاريخ بأحرف من نور.
وكم من عشرات المواقف والوقائع التى أثبتوا فيها جسارتهم وشجاعتهم فى التصدى لكل محاولات العدوان، وأينما حلت الأزمات وجدوا لمواجهتها، دون أن يتخلوا للحظة عن رسالتهم فى حماية القطاع الداخلى للبلاد جنب إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية.
وها هو الإ جزء من أوراق كثيرة في الملفات والوثائق الموجودة في وزارة الداخلية المصرية تشير ـ بكل الإعتزاز والفخر ــ إلى قدرات الرجال الذين راقبوا وتابعوا بعيون الذئاب وسمع الثعالب،التى كان لها الفضل العظيم فى إنتصار أكتوبر عام 1973 ،وأردت فى هذه المناسبة العظيمة أن أسلط الضوء على دورهم الوطنى والتاريخى،وأن أوجه لهم تحية إعزاز وتقدير لما يقومون به إتجاه الشعب المصري من حمايته والتصدى لأية عنصر من العناصر المتأمرة والحاقدة على الوطن ..
أيها الشعب الأبي الكريم من مختلف الأطياف والأنماط إن أروع ما كشفت عنه حرب أكتوبر أن مصر كلها كانت جبهة قتال موحدة ، القوات المسلحة فى المواجهة ومن خلفها الشعب والشرطة وكل هيئات ووزارات الدولة فى ذلك الوقت،وتنوعت الأدوار والمهام ،ولكن كان الهدف واحدا، وهو إسترداد العزة والكرامة التى تم إنتهاكها العدوان الصهيوني فى نكسة يونيو 1967 م ،وكشفت الأحداث التى سبقت النكسة وما تلاها حتى تحقق النصر العظيم عن أدوار بطولية لرجال الشرطة تجلى فيها التحامهم مع رجال المقاومة الشعبية ومع رجال القوات المسلحة .
وكان النصر في حرب أكتوبر عاملا مشتركا بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية التي قادت حربا لا تقل في عظمتها عن ما قادها الجيش المصري على الجبهة، وبين يد تحمل السلاح وأخرى ترفع يدها للمولى عز وجل للدعاء بالنصر، كان النصر دعوة سكنت قلوب الجميع.
إن أداء الشرطة خلال حرب أكتوبر 1973 كان مكملا لأداء القوات المسلحة، مثلما كانت تلك القوات يوم 30 يونيو 2013، مكملة لأداء الشرطة المدنية فى تأمين الجبهة الداخلية، و أن هذا التكامل يبرهن على أن القوات المسلحة والشرطة هما درعا الوطن وسيفه داخليا وخارجيا.
إلى كل من يحاول التقليل من شأن الشرطة كافة و الأمن المركزى خاصة، و إلى كل من يحاول النيل من سمعة الأبطال الذين بذلوا الدم ،و لا يزالون فى سبيل مصر الوطن الأم التى لا يدوم فرحها إلا لقليل،فهذة صور من نور لبطولات الشرطة المصرية فى حرب العزة و الكرامة حرب الجهاد المقدس حرب العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م .
حقا لقد كانت معركة أكتوبر ملحمة تضافرت فيها كل الجهود حتي تحقق هذا النصر العظيم، وما أحوجنا اليوم إلي إستلهام تلك الروح العظيمة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن ، لنعبر معا إلي رحاب الأمن والسلام والرخاء في ظل قيادات عسكرية وأمنية صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،ويعرفون جيدا معني كلمة “وطن ” .
وفي الختام يمكنني القول…. ما أحوج مصرنا الغالية اليوم أن نتوحد ونستلهم روح نصر أكتوبر المجيدة من جديد…. إن الإلتزام بروح السادس من أكتوبر عام 1973 م ــ العاشر من رمضان سنة 1393 هـ بعون الله فيه إنقاذ لمصر لحاضرنا ومستقبلنا …
ما ورد بالمقال جهد بحثي وتحليلى إعتمد علي القرأءة والبحث والتدقيق للدور الوطني والعظيم الذي قام بيه جهاز الشرطة المصرية في حرب أكتوبر من أجل تحقيق النصر والعزة لهذا الوطن.. آمل أن أكون قد لملمت معظم عناصرها.. للحقيقة والتاريخ.
برغم قوة الصقور إلا أنها طيور حره وشامخه لكنها جارحه،فلا تحاول أن تكون حرا فتجرح المجد لصقور حافظوا على الوطن،ولذلك لا ننسي أن نوجه التحية والتقدير لصقور وزارة الداخلية العيون الساهرة التي لا تنام و لكل ضابط وكل فرد يعمل بكل تفان وإخلاص وتضحية وفداء من أجل الوطن العزيز مصر .
شكرا بواسل الشرطة المصرية ،شكرا فرسان الحق وحماة الوطن ، فأنتم صمام الأمن والأمان لمصر والدرع الواقي لمصرنا الغالية.
التعليقات