كتبت_بوسي جاد الكريم
يتصور الكثيرون أن حياة العاملين في مجال المال والأعمال سهلة ومليئة بوسائل الرفاهية، لكن الكثيرين أيضا يغفلون حجم الضغوط التي يعانيها هؤلاء، وبخاصة رواد الأعمال، والذين يمرون بفترات معاناة “صامتة”، وتشمل الأعباء التي يعانيها رواد الأعمال.
1- تحمل المسؤولية أي شيء يسير في الاتجاه الخطأ يصبح مسؤولية رائد الأعمال بمفرده، فهو الشخص الذي يتخذ القرارات وهو أيضا أشد المتأثرين بتبعاتها سواء إيجابية أو سلبية. كما أن عليه اتخاذ الكثير من القرارات الأمر الذي يزيد مستوى الضغط النفسي على صاحبها، وقد يؤثر الضغط المتزايد بالسلب على اتخاذ القرار، وهنا يجد المرء نفسه في دائرة من الضغوط والقرارات.
2- الضغط المالي نادرا ما تبدأ شركة ناشئة بشكل نموذجي من حيث الاستعدادات المالية. فبعض المشروعات تغلق أبوابها قبل أن تبدأ فعليا، وبعض المشروعات الأخرى تنفق مبالغ كبيرة حتى ترسخ أقدامها في السوق. وتشير دراسات إلى أن الشركة الناشئة المتوسطة تحتاج 30 ألف دولار للانطلاق، ويجد رائد الأعمال نفسه أمام خيارين صعبين هما إما أن يجازف بمدخراته أو يلجأ إلى الاقتراض، وقد يضطر صاحب المشروع الجديد أن يترك عمله كي يتفرغ لاستثماره الجديد، وإذا كان لصاحب المشروع الجديد أسرة أو كان يستثمر في مدخراته الشخصية فإن الضغط المالي عليه يكون ثقيلا.
3- الإحجام عن الوثوق بأحد لا يبني رائد الأعمال نجاحه بمفرده، ولكن حتى إن أحاط المستثمر نفسه بمجموعة من أمهر المحترفين فإنه سيجد صعوبة في الاعتماد الكلي عليهم. سيجد صاحب العمل نفسه مضطرا إلى تكليف آخرين ببعض المهام وترك أقسام بأكملها تحت مسؤولية بعض موظفيه والاعتماد على شركائه في أمور أخرى.. فوق كل هذا سيحتاج إلى الاستماع إلى نصائح مستشارين ورواد أعمال مثله حتى يحصل على صورة كاملة عن عمله وأعبائه وفي الغالب لن يسمع منهم ما يتمنى.
4- التوازن بين العمل والحياة الخاصة عندما يضطلع المرء بدور رائد الأعمال تتراجع كل أمور حياته إلى الخلف. فالفكرة تستحوذ عليه وتستأثر بوقتهن لكن بعد فترة، وحتى مع تنظيم ساعات اليوم، يغوص رائد الأعمال في متطلبات نمط حياة رائد الأعمال، وهنا لا يجتمع بأسرته ولا يقابل أصدقاءه إلا قليلا، بل قد يضطر إلى استقطاع بعض الوقت من نومه، وتفويت بعض الوجبات واللجوء إلى الأطعمة سريعة التحضير واللجوء إلى بعض العادات الصحية السيئة، وكل ذلك يضر بالصحة ويراكم الأعباء النفسية على صاحب العمل.
5- الوحدة لا يجري الحديث عنها كثيرا، لكن رواد الأعمال يشعرون بوحدة موحشة. فبالإضافة إلى العمل لساعات طويلة، والابتعاد عن الأصدقاء وأفراد الأسرة، يجد رائد الأعمال نفسه منفصلا عمن حوله، حيث يضطر للاضطلاع بدور المدير والمشرف المباشر لكل طاقم عمله، ويجد نفسه أيضا مضطرًا ألا يظهر أي ضعف حتى إن كانت الشركة تواجه مشاكل جمة أو على حافة السقوط، وفي ظروف كهذه، تؤثر الوحدة بشدة في صاحبها وتزيد من ضغوطه النفسية.
التعليقات