إن ما يحدث الآن من سياسة الإستئثار والتمويه والعمل على إعطاء المسكنات الخفيفة التى يزول مفعولها بسرعة لا يعنى سوى الإستخفاف بالعقول البسيطة التى لا تدرك شيئاً فى الحياة سوى السعى إلى الحصول على قوت يومهم فقط بعيدا عن السياسة بما تحويه من مراوغات غير نزيهة, ويزال الإنسان البسيط فى حالة من التخبط بين القرارات الغير مفهومة ومشاكله المصقولة بالهموم .
وتبقى سياسة الحكومة الحالية إمتداد للسياسات السابقة مع الفارق البسيط الذى يتسم بالخداع وتكمن المشكلة الرئيسية فى بطانة السوء على مر العصور التى تعمل على عدم السماح لأصحاب الكفاءات بممارسة دورهم الوطنى فى التنمية والعمل على الإصلاح والنهوض بالإقتصاد لأعلى معتدلاته, حيث تعمل هذه البطانة على تثبيت وضعهم الشخصى بترسيخ مفهموم ( العزبة ) فى أذهان كل من يشارك فى الجهاز الإدارى للدولة وقمع كل من تسول له نفسه أن ينتقد أو يعترض .
ولقد تأكد ذلك فى اجتماع أحد الوزراء الممتدة ولايته فى الحكومة الجديدة بقيادات وزارته وأخبرهم بأنه تم توجيه التعليمات فى إجتماعه بمجلس الوزراء بعدم التهاون مع أى إنسان ينتقد أداء الحكومة بأى وسلية مهما كانت, وسوف يتم الضرب بيد من حديد على يد كل معارض , والغريب فى الأمر أن هذا الوزير قام بتحصين مكتبه بالوزارة بما لم يحدث فى أى وزارة حيث قام بتركيب بوابات حديدية مؤمنة على كل الممرات المؤدية لمكتبه كما تم تثبيت الكاميرات الخاصة بمراقبة الطرقات المؤدية الى مكتبة فقط دون باقى طرقات الوزارة .
لقد بات الفشل قريباً بما يتم من اتباع سياسة الجهل وهى عدم النظر بعين الرأفة للسياسة الداخلية, لذلك يجب أن يعرف أولى الأمر منا بأن كرامتهم من كرامة الشعب أولاً ثم تأتى كرامة الشعب من كرامتهم ثانياً, بما يعنى أن النظر لكرامة الشعب أمام جميع الشعوب تكون فى صدارة الأمر وليس فى ( الأذيال ) , ثم يأتى الطوفان ( الأزرق ) على مقدرات الشعب والتحميل على كاهل المواطن بما لا يطيق من إرتفاع للأسعار فى كل شيئ هذه الأسعار التى ترتفع ولا تعرف طريقاً للهبوط مرة ثانية, وهذا يحدث فى دولتنا فقط ليصبح الشعب فى حالة إنشغال دائم بما يتكبده من ضيق المعيشة وقهر الحكومة له .
هذه هى حكومة الخراب فى زمن الوهم والسراب بما تقوم به من قرارات مجحفة وتصرفات ( مقرفة ) لا تعنى سوى الخزى والعار أمام شعبها بل انها حكومة تفوقت على حكومات العصور السابقة وقامت بتطوير كل أساليب الآداء السيئ الذى يقضى على المواطن ويجعله لا يرى ما يحدث من سياسة البغاء, ليصبح مشغولاً بما هو فيه من فقر وإذلال, نريد نظرة عطف وشفقة على شعبٍ معدم من حكومة بها من السلبية ما يكفى لهدمه وهدم كيانه, كفاكم كذب وخداع فالمخدوع هذه المرة هو الشعب وليس أحداً بعينه حتى تمر الأمور ولا يشعر بها أحد .
نريد التعامل بحكمة مع الشعب بكافة طوائفه حتى يتم إرساء العدل والإستقرار داخل الوطن فليس هناك وقت للتسلط والعجرفة فوطننا ليس وطناً لفرد وانما وطناً للجميع, أطالبكم مثل غيرى برفع القناع الزائف عن وجوهكم والتعامل مع الأمور بحكمة وموضوعية , وترك الزمام لمن لديهم العقلية السليمة الناضجة لأن ثقافة اليوم طمست ماكان بالأمس , لقد أصبحت عقولكم بالية لا تقدر على المواكبة والإبداع نريد أن يتذكر الجميع ممن بيدهم مقاليد الحكم فى البلاد بأن لنا أبناء وأحفاد نريدُ لهم المعيشة الكريمة وعدم الهوَان فى مستقبل مضيئ , ليس فيه فساد ولا سلبيات وأن تجعلوا من أنفسكم ذكرى للإفتخار وليس حديثاً للإحتقار .
التعليقات