بقلم/محمد أحمد عامر
أما آن الأوان أن نخجل من أنفسنا ، أما آن الأوان أن نترك شهداؤنا يرقدون في سلام ، أما آن الأوان أن نتطهر من ذنوبنا ، أن كل من قتل الشهداء أو حرض على قتلهم أو صنفهم بعد موتهم يده ملطخة بدمائهم ، هل لأننا نحيا في بلد تنتهك آدميتنا فيها كل لحظه، واموال تعليمنا وعلاجنا تصرف على لاعبي الكره والفنانين ، اصبحنا كارهون لذاتنا ومرضى نفسيين ، هل لأننا نحيا في بلد يموت شعبها أما غرقاً في عباره في عرض البحر ولا يحاسب صاحب العباره بل يكافأ صاحب العباره بتهريبه للخارج ويموت شعبها حرقاُ في قطار ولا نملك اكثر من محاسبة “عامل المزلقان” المغلوب على أمره ويكافأ المسئول بمنصب أعلى ، ويموت شعبها بالسرطان والفشل الكلوي بسبب المبيدات المسرطنة ولا يجرؤ أحد على محاسبة من أدخلها وقتل الغلابة ويموت شعبها نتيجة الزحام والضوضاء والتلوث وعوادم السيارات وحوادث الطرق ولا يحاسب المسؤلين عن ذلك بل بمنتهى البجاحة والبلادة يضعوا تسعيرة للمصاب بالفان جنيه والمتوفى بخمسة الاف ، هل لأننا نحيا في بلد هانت علينا فيها انفسنا وكرامتنا فلا عيش ولا حريه ولا عداله اجتماعيه ولكن وصوليه وانتهازيه وحراميه يورثونا لبعضهم البعض وكأننا تركة تتداول وميراث امهم أو أبوهم ولسنا شعب صاحب حضارة سبعة الاف سنة يجب أن يحترم ولكن من لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرين ، هل لكل ذلك إستكثرنا أن نترحم على شهدائنا وكلهم مصريين وكلنا لذنب دمائهم متحملين بغبائنا وسلبيتنا فنحن جميعاً مضللين مغيبين ، أنا لست اخواني ولا ليبرالي ولا طابور خامس ولا يعنيني تلك المسميات ولكني مصري أشعر بالأسى والعار عندما أجد من يصنف شهداء مصر ، إن من مات في الاحداث الماضيه سواء من الجيش او الشرطه أوفى ميدان التحرير أوفى شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء والاتحاديه وماسبيرو، أوفى ميداني رابعه والنهضه ، كلهم مصريون وليس لأحد الحق في تصنيفهم إلا الله عز وجل ، فهو خالقهم وأعلم بنياتهم وأعمالهم ، فليس المهم الأنتخابات البرلمانية ولا المؤتمرالأقتصادي ولكن المهم هو أننا إن لم نصحوا من غفوتنا قبل فوات الأوان ونتصالح مع أنفسنا ونتنازل لبعضنا قبل ان تنازل لأعدائناونطبق قول الله” أشداء علي الكفاررحماء بينهم ” فلن نجد وطن نطبق فيه دستوراً ولا شعب يحكمه برلمان وحكومة ورئيساً ، من فضلكم لا تنبشوا القبور، وأتركوا الشهداء يرقدوا في سلام .
التعليقات