محمد حمدى

شهدت العقود الآجلة للقهوة ارتفاعًا حادًا تجاوز 30% منذ بداية العام، مما دفع الأسعار نحو مستويات قياسية غير مسبوقة، وانعكس ذلك بشكل مباشر على المستهلكين.

ووفقًا لتقرير مؤشر أسعار المستهلكين الصادر مؤخرا فقد ارتفعت أسعار القهوة المحمصة بنسبة 2.5% في يناير مقارنة بالعام الماضي، بينما شهدت القهوة السريعة قفزة أكبر بنسبة 7.1%.

وأكدت كبر ى شركات تجارة القهوة أن الزيادات السعرية باتت حتمية في المستقبل القريب.

وقال أندريا إيلي، رئيس شركة “إيلي كافيه”، إن القهوة تواجه “عاصفة مثالية” من العوامل المؤدية لارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن الظروف المناخية القاسية في البرازيل وفيتنام أثرت سلبًا على الإنتاج.

وسجلت البرازيل العام الماضي أعلى درجة حرارة في تاريخها، إلى جانب ارتفاع قياسي في حرائق الغابات، مما ألحق أضرارًا بمزارع قهوة الأرابيكا، الأكثر شهرة وجودة.

وأضاف إيلي أن الأسعار ستواصل ارتفاعها، لكن مدى استمرار هذا الاتجاه لا يزال غير واضح.

في المقابل، أوضحت شركات مثل “ستاربكس” أن تأثير هذه الارتفاعات كان محدودًا بسبب استراتيجيات التحوط طويلة الأجل، التي تعتمد على شراء القهوة بكميات كبيرة مسبقًا.

ويعود الارتفاع الكبير في أسعار القهوة السريعة إلى طبيعة السوق، حيث تعتمد على حبوب الروبوستا الأرخص مقارنة بالأرابيكا. وأوضحت شونالي بول، مؤسسة شركة “بول جون كافيين”، أن القهوة السريعة، رغم كونها أقل تكلفة، فإن ارتفاع أسعارها أقل تأثيرًا على المستهلكين مقارنة بالأنواع الأخرى.

ومع ذلك، أشارت تقارير إلى استمرار الضغوط على سوق القهوة السريعة بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والعمالة، في ظل التحديات المناخية واللوجستي

ة العالمية.