موافقة ملكية تعيد الحياة لزوجة وطفل لأب يصارع الموت أمام أعينهم..
مأساة شابين في السعودية أحدهما في غيبوبة موت منذ 19 شهرا..
السفارة المصرية تكتفي بزيارة واحدة للمريض.. و أبوه و أمه يريدان رؤيته للمرة الأخيرة..
المستشفى تطالب بمليون و 900 ألف ريال سعودي و زوجته و ابنه شايفين الويل في الغربة..
تقرير_ خالد جزر
” أطول نصف ساعة في التاريخ تحولت إلى ما يزيد عن 19 شهرا لمريض جيوب أنفية دخل لاجراء عملية جراحية في الجيوب الأنفية فدخل غرفة العمليات و لم يعد , الضحية شاب مصري يصارع الموت الآن وحيدا بزوجته وأبنه الذي لم يتعدي ال 4 سنوات في المملكة العربية السعودية , تخلى عنه الجميع ,
تفاصيل المأساة في السطور الآتية ..”
الشاب الضحية “طارق محمود” دخل المستشفى الوطني للرعاية بالسعودية، لعمل جراحة الجيوب الأنفية لمدة نصف ساعة و الخروج كما أكد له الطبيب إلا أن النصف الساعة منذ 19 شهرا لم يفق منها و هاهو يصارع الموت على أجهزة التنفس الصناعي؛ بسبب خطأ طبي ، تسبب في حدوث ضمور عصبي له بعد أن توقف قلبه مرتين خلال العملية، لينتهي به الأمر طريح الفراش في المستشفى فاقدا الوعي، وسط تنصل المستشفى من الخطأ.
طارق محمود “30 عاما”،شاب مصري حاصل علي بكارليوس إدارة أعمال من محافظة الشرقية ذهب للغربة بسن مبكر يعمل ويكدح ليكون نفسه،عمل بإحدى شركات المستلزمات الطبية بالرياض في السعودية لمدة 7 سنوات،إستطاع أن يتزوج وينجب ولد أسمه “أسر”، وبعدها واجه مشكلة بالجيوب الأنفية، وأجرى على أثرها عملية بعد نصيحة الطبيب الذي أكد له بأنها لن تستغرق أكثر من نصف ساعة.
تقول شقيقته “نهى” أن الطبيب أكد له أن العملية بسيطة وأقنعه ودخل “طارق” إلى العمليات وحقنه الطبيب بحقنة مخدرة وذهب ليتفقد حالة أخرى، وعندما عاد أعطاه حقنة أخرى، وكان طارق وقتها لم يفق إفاقة كاملة من الحقنة الأولى، وبعد تخديره جرى توصيل أنبوب من حلقه لرئته حتى يستطيع التنفس؛ لأن العملية تمنعه من التنفس من الأنف، ليكون الانبوب بديلا يمنحه التنفس”.
أضافت نهى : “طارق استمر في العملية نصف ساعة كان وقتها لا يتنفس بسبب خطأ من الطبيب لانسداد الأنبوب طوال مدة العملية، ما تسبب في سحب الأكسجين من المخ وتوقف قلبه مرتين لـ6 دقائق، و هو ما أكده أحد الأطباء و هو ما أدى إلى دخوله في غيبوبة و فقد الوعي ، وبعد إجراء العملية حدثت مضاعفات دخل على أثرها غرفة غسيل الكلى وتزايدت القرح والتشنجات، ولا تزال حالته تزداد سوءا منذ عام ونصف.
و حول موقف الشركة التي يعمل بها طارق تقول نهى : أوقفت الشركة راتبه، ورفعت شركة التأمين منذ عام يدها عن الأدوية التي كان يتلقاها، وقالت إنه استوفى المبلغ المستحق من الشركة للتأمين عليه، ومشيرة إلى أن المستشفى الذي أجرى له العملية خرج منه إلى المستشفى الوطني للرعاية بعد أن أوقفت الشركة تأمينه، مضيفة أنه لا يتم إعطاؤه علاجا لحالة الغيبوبة التي يعاني منها وتم وضعه على أجهزة تنفس وأخرى متصلة بجسمه لمنع التشنجات.
وأشارت “نهى”، إلى أنها سألت عن علاج لحالته وتوصلنا إلى جهاز جديد بالسعودية قادم من الخارج يسمى جهاز ضغط اكسجين يعالج ضمور المخ ونقص الأكسجين بنسبة 60% وعندما سألنا عن مكانه علمنا أنه موجود في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالسعودية، لكن الأمر يحتاج إلى أمر ملكي، وهو أمر يحتاج إلى تدخل السفير وتقديم طلب للموافقة عليه.
أكدت نهى أن أسرته لم تيأس و أضافت : أوكلنا محاميا -على نفقتنا الخاصة- وتوجهنا للسفارة المصرية بالسعودية وكان المحامي يحتاج إلى مساعدة من السفارة لإنهاء بعض الإجراءات إلا أننا لم نحصل عليها وتقدمنا بشكوى للخارجية وحاولنا التواصل مع وزيرة الهجرة إلا أنها كانت خارج مصر، ومنذ شهر فبراير الماضي لم يرد أحد علينا”.
ولفتت إلى أن “الطبيب الذي أجرى العملية قال لزوجة طارق (اعتبريها قضاء وقدر)، واكتشفنا بعد ذلك أن المستشفى تم إغلاقه مرتين، وتم فتحه بسبب نفوذ صاحبه وعلاقته بوزارة الصحة السعودية ، وأقمنا دعوى قضائية ضد المستشفى وتم تعطيلها من أشخاص لهم علاقة بالوزارة؛ لأن القضية سوف يتم الحكم فيها بتعويض”، السفير المصري والقنصل زاروه ورجعوا ومفيش أي اجراء من يناير الماضي للآن”.
وأشارت إلى أن “طارق” لا يستطيع أن يأتي إلى مصر لعدم وجود علاج له، كما أن والديه لا يستطيعان الذهاب إليه بعد أن أنهت شركة التأمين علاقتها به؛ لأنها كانت مسئولة عن إنهاء اجراءات الزيارة له، ومش عارفين نروح فين، لا سياحة ولاعمرة ولا حج؛ لأنه في الرياض والتذاكر تخرج للمدينة أو مكة ولو خالفنا السير سوف يتم رفض التأشيرة نهائيا من الدخول وهو أمر لن نجازف به.. وفي نفس الوقت وضع طارق يسوء يوما بعد الآخر ولا نجد من يرفع معاناته ومعاناة زوجته الموجوده معه في الغربة وابنهما الذي لم يتخط عامه الثالث، في ظل عدم وجود اي عائد لها للإنفاق منه”.
وناشدت شقيقة طارق السفير أحمد القطان سفير مصر بالسعودية مساعدتها لحل أزمة شقيقها خاصة وأن علاجه يحتاج إلى موافقة ملكية لعلاجه بمستشفى الملك فيصل بالممكلة، ووصل حساب الرعاية مليونا و900 ألف ريال سعودي مستحقات للمستشفى،
و تقول نهى أن شقيقها لا يوجد معه أحد في الغربة إلى زوجته و ابنه الصغير و أنها استغاثت بأحد المصريين هناك للتوقيع على إذن دخول المستشفى ويدعي “محمود سعد” فتبين أن أنهم جعلوه يوقع على مديونية المليون و 900 ألف جنيه و أصبح ممنوع من مغادرة المملكة إلا بعد سداد المديونية كاملة و أسرته هي الاخرى تصرخ تطلب العفو الملكي بعد أن أصبح شابين اختفوا تماما من أسرتيهما و تحولا من سر السعادة إلى اليأس و فقد الامل في عودتهما و مازال والد و أم طارق يحلمون بعودة أبنهم أو الإطمئنان عليه .
التعليقات