“هنا 31 شارع قمبيزة” . . غرفة واحدة تفصل بين الحياة والموت وجريمة في 15 دقيقة وقاتل حر طليق
“أحمد وياسين وكريم ومالك” زهور تحترق بنيران الماس الكهربائي والدخان يخنق الجدة . . ونجاة الأب والأم بإعجوبة أثناء محاولتهما إنقاذهم
طبيب القلوب إحترق قلبه علي أطفاله الأربعه وأمه في حريق مدوي أتي علي كل محتويات شقا العمر
الكارثة كشفت عن التعاون الجاد بين كافة الأجهزة المعنية والشعب في إخماد الحريق
أبوالمجد الجمال
غرفة واحدة تفصل بين الحياة والموت . . 15 دقيقة فقط أنهي خلالها القاتل المحترف بلا أجر جريمته . . جريمة دائما القاتل فيها معلوم لكنه فوق القانون قانون البشر إلا أنه في معية قانون شريعة الغاب . . جريمة تدمي قلوب من يكتوي بنارها فقط لكن لاتكوي قلوب المسئولين ولا القاتل الطليق الحر داخل كل بيوت المصريين يقتل من يشاء وفي المكان والزمان اللذان يحددهما . . قاتل محترق يمص دماء ضحاياه أعمي البصيرة والقلوب لايفرق بين رجلا وطفلا وعجوزا وشابا كل مايهمه هو مص دماء البشر أشبه ما يكون بأسطورة داركولا مصاص الدماء . . القانون يعرفه وفي نفس الوقت يتجاهله مافي نص في القانون يجرمه أويحاكمه أويجعل منه فريسه للأجهزة الرقابية خاصة الرقابة الإدارية صائدة الفساد . . بينما هو صائد الأرواح بلا أي رقابة أو قانون يحاكمه رغم أنف تكرار نفس سيناريو المأساة التي تدمي القلوب وتحرقها . . لكنه الماس الكهربائي القاتل المحترف في كل الحرائق لكن لايستطيع أي قانون أن يحاكمه . . وهذا هو الممنوع.
ساعة الصفر
كانت دقات الساعة تشير إلي الثانية والنصف من ظهر يوم الجمعة الدامي والأخير من مايو الماضي في قلوب المصريين . . كان طائر الموت يحلق بظلالة القاتمة علي العقار رقم 31 المكون من 7 طوابق بشارع قمبيزة في حي الدقي بالجيزة . . وإختار شقة طبيب القلوب في الطابق الثالث والتي لاتتجاوز مساحتها 150 مترا ليحرق قلبه علي فلذات أكباده حتي فحم جثث الأطفال الأربعة في عمر الزهور “أحمد وياسين وكريم ومالك” تترواح أعمارهم من 10 – 15 سنة.
قيلولة الموت والبراءة
لم يكتف حريق الماس الذي شب في لوحة الكهرباء بصالة الشقة المنكوبة وجهاز التكييف بتفحم جثث الأطفال الأربعة الذين كانوا يقيلون قيلولة الظهيرة كعاداتهم دائما ولم يكن يعلمون أنها القيلولة الأخيرة في حياتهم وأنها ساعة الصفر . . كان يقيلون قيلولة البراءة والوداع الأخير داخل غرفة واحدة من ضمن غرف الشقة . . كانت الجدة للأب تفصلها عنهم غرفة أخري ترقد فيها قيلولة الظهيرة والوداع الأخير هي الأخري . . بينما الأب والأم تفصل بينهما في نفس الشقة غرفة واحدة . . فاجأة ضرب القدر ضربته ولعب القاتل المحترف الذي لا يجرؤ أحدا علي محاكمته . . نظرا لكونه فوق القانون أي قانون . . فمن ذا الذي يقدر أن يحاكم لعنة الماس الكهربائي التي تطارد المصريين في الشوارع والبيوت والمصانع والشركات . . إشتعلت لوحة الكهرباء بصالة الشقة وجهاز التكييف بالماس الكهربائي . . لتفحم جثث الأطفال الأربعة داخل غرفتهم أثناء نومهم نوم القيلولة.
غرفة واحدة تفصل بين الحياة والموت
بينما إختنقت جدتهم في إحدي الغرف المجاورة من دخان الحريق . . ليأتي الحريق علي كل محتويات الشقة في الوقت الذي نجا فيه الأب الطبيب “محمد سعيد الجمال” إستشاري أمراض القلب والأوعية الدموية الشهير وزوجته وشقيق المخرج “شريف سعيد الجمال” . . بينما فشلا في إنقاذ الزهور الأربعة وجدتهم رغم كونهم جميعا في شقة واحدة تفصل بينهم غرفة واحدة.
لغز القاتل الحر الطليق الذي لايستطيع القانون محاكمته
فؤجي الجيران بالنيران تأكل الشقة ومحتوياتها . . ملحمة شعبية تدور رحاها داخل الحي الراقي . . بطلاها من ناحية الجيران وشهود العيان . . ومن ناحية أخري الأب والأم اللذان حاولا أن يلقيا بأنفسهما وسط جهنم المشتعلة داخل عش الزوجية . . لكن الماس الكهربائي كان أسرع وأقوي من أي ملحمة شعبية وإنسانية . . قال القدر كلمته في المكان والزمان الموعود تفحمت جثث الأطفال الأربعة وإختنقت جدتهم للأب بدخان النيران الموقدة . . ليصنع الماس الكهربائي أبشع مأساة إنسانية في سيناريو ظالم متكرر لا يتوقف أبدا . . دائما هو البطل الأوحد في كل حريق ورغم ضخامة ما يخلفه وراءه من مآسي وكوارث بشرية ومادية إلا أنه يظل حرا طليقا فوق القانون ولا تستطيع حتي أسر الضحايا المنكوبة أن تشفي غليل صدورها
ملحمة شعبية وتنفيذية تخفف من وطأة الكارثة
صراع محموم مع الزمن والماس الكهربائي كان طرفي الصراع الضعيف فيه هو الأبوين والجيران وشهود العيان . . ورغم أنف ما صنعوه من ملحمة شعبية تفوق طاقة البشر وأساطير ألف ليلة وليلة في محاولة مستميتة لمكافحة نيران الماس الكهربائي القوية حتي أتي علي كل محتويات الشقة لإنقاذ الأطفال الأربعة والجدة حتي كادا أن يحترق الأبوين أيضا . . إلا أنهما فشلا في إنقاذ فلذات الأكباد الأربعة . . وسط جحيم النيران والأدخنة المتصاعدة بالشقة والتي قتلت الجدة خنقا . . كان لابد للطرف الأخر من أبطال الملحمة الشعبية والإنسانية أن يرسم خريطة التحدي . . فما كان من الجيران وشهود العيان إلا أن أبلغوا قوات الحماية المدنية التي دفعت ب 6 سيارات إطفاء لمكان الحريق واسطول من سيارات الإسعاف وتمكنت من السيطرة علي الحريق وإخماده بمساعدة الجيران في أروع ملحمة شعبية تكشف عن تلاحم الأجهزة المعنية مع الشعب ولتكشف المعدن الأصيل للمصريين وقت المحن والأزمات . . وهذا ماخفف من وطأة حصاد خسائر الحريق البشرية والمادية . . ولولا ذلك التكاتف والتعاون الشعبي مع الأجهزة المعنية لكان الأب والأم في عداد الأموت أيضا.
مفاجآت مثيرة في معاينة موقع الحادث والتحقيقات
وذلك وفق ماكشفته تحقيقات الأجهزة الأمنية بالجيزة بإشراف اللواءين طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة ومحمود السبيلي مدير المباحث الجنائية بالمديرية . . ومعاينة مسرح الجريمة بقيادة العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الحيزة والمقدم هاني الحسيني رئيس مباحث الدقي والرائد حسام العباسي معاون المباحث.في ضوء أقوال الجيران وشهود العيان والأب والأم اللذان نجا بأعجوبة من الموت المحتوم.
ماذا طلبت النيابة العامة ؟
فيماصرحت النيابة العامة بدفن الجثث الخمسة.وطلبت تحريات المباحث حول الجريمة.وأمرت بإنتداب المعمل الجنائي لكشف ملابسات الحادث . . ومازالت التحقيقات مستمرة . . فهل تتكشف المفاجآت والأسرار المثيرة والجديدة حول القضية.