كتب دكتور:رضا عبد السلام
لقد وصف الله مصر في كتابه العزيز بأنها “خزائن الأرض” كما قال في حقها “اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم”، وجعل الامن صفتها ” اهبطوا مصر ان شاء الله آمنين” والامن الغذائي ارتبط في القرآن بالأمن البدني ودليل ذلك قوله تعالى “الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” الى اخر الآيات الدالة والدامغة في عظمة وغنى وثراء مصر.
لهذا لم يكن غريبا ان تكون مصر دائنة لبريطانيا العظمى حتى ستون عاما مضت، لم يكن غريبا ان تقدم مصر المساعدات المادية والعينية والنقدية لمختلف دول العالم ومنها ماليزيا والسعودية حتى مطلع السبعينات!!
مصر البلد الوحيد الذي وهبه الله تاريخا شامخا فضلا عن الثروات الطائلة والمتنوعة من اراض خصبة وثروات معدنية ومحجرية وبحار احمر وابيض تمتد لآلاف الأميال، وبحيرات ونيل عظيم ومناخ معتدل، وقبل كل هذا اكثر من 90 مليون عقل وساعد وصفهم رسول الله بخير أجناد الأرض. بلد ينعم بكل تلك النعم لايمكن أن يكون بلدا فقيرا.
اذا لنسمي الاشياء بمسمياتها الصحيحة ونقول ، اذا كانت مصر فقيرة فهي:
اولا فقيرة في ادارة ثرواتها المهدرة وغير المستغلة الاستغلال الامثل فهو فقر في الادارة لا فقر في الموارد.
ثانيا فقيرة في التوزيع العادل للثروة، اذا ان اغلب ثروة مصر بيد قلة قليلة من المنتسبين اليها. في حين يرزح اغلب السكان في اوحال الفقر والجهل والمرض.
ثالثا فقيرة في اختيار الكفاءات، فعلى مدى عقود غابرة ومظلمة، ظلت مصر – وتحديدا جهازها الاداري- طارد للنجباء الاكفاء، جاذب لأصحاب الحظوة والمحاسيب، حتى تكونت جمهورية العزب، الا من رحم ربي. اين عقول ونجباء مصر؟ انهم اما مهاجرين مطرودين في الخارج، أو مدفونين مطاردين محاربين في الداخل.
رابعا فقيرة في اعمال دولة القانون، فالقانون على مدار عقود ظل يطبق على الضعفاء. فغابت دولة العدل واستشرت دولة الظلم ومن ثم الفساد والواسطة التي أصبحت كلمة السر في حياتنا. فأنى لمجتمع أو دولة الظلم والفساد والرشوة أن تتقدم؟
اذا، ما تحتاجه مصر هو ثورة حقيقية على الظلم والفساد مع التوزيع العادل للثروات، واعمال القانون ليكون سيفا مسلطا على رقاب الجميع دون ادنى تمييز. لو حدث هذا سينعم جميع المصريين بخيرات مصر (خزائن الأرض)، ولن تجد فيها جائع يفتش في القمامة أو مريض لا يجد الدواء او لا يملك شراؤه، بل وستعود مصر مرة اخرى لتقدم الدعم المادي والمعنوي للمحتاجين في مختلف أرجاء العالم. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات