✍️سارة علاء الدين
الشركة بها ثلاث قطاعات إنتاجية رئيسية وهم “قطاع الصلب- قطاع الإنتاج الحربي-قطاع الدرفلة”.
قريباً سوف نقوم بإنتاج مجموعة المدفع 155مم، والذي يتم تركيبه على الهاوتزر الـ K9.
خط إنتاج الصلب المدرع وفر على مصر سياسيًا أكثر من ماديًا.
ننتج من البليت 30 ألف سنوياً، ولدينا خطه لإيصال إنتاج خط الدرفلة إلى 60 ألف طن.
شهدت الفترة الماضية قفزة تنموية وصناعية، في جميع المجالات سواء المدنية أو العسكرية، وكان لوزارة الإنتاج الحربي دور كبير في المشاركة في هذه القفزة من خلال قلاعها “شركاتها” التي ساهمت في تنفيذ توجيهات الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، بتوطين الصناعة المحلية وتعميقها.
“البيان” زارت إحدى هذه القلاع الكبيرة، وهي شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية” مصنع 100 الحربي”، التي صدر قرار إنشائها عام 1976، وبدأت الإنتاج في عام 1984، كما بدأ إنشاء وحدة الصلب في عام 1993 لتوفير مستلزمات إنتاج محلية للمدافع “المتوسطة والثقيلة”، وفي 24 يناير 2022 ، تم افتتاح خط إنتاج الصلب المدرع ، والذي يستخدم في صناعة المعدات القتالية والدفاعية من عربات مدرعة ودبابات.
وفي السطور القادمة سوف نتعرف أكثر عن “شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية”، من خلال حوارنا مع المهندس “إميل حلمي إلياس”، رئيس مجلس إدارة الشركة.
– في البداية، حدثنا عن الشركة، وخطوط الإنتاج بها؟
شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية هي إحدى شركات الهيئة القومية للإنتاج الحربي، تبلغ مساحتها حوالي 800 فدان، أي أكثر من 3 مليون متر مربع، تحتوي على ثلاث قطاعات (مصانع) إنتاجية رئيسية وهم “قطاع الصلب- قطاع الإنتاج الحربي – قطاع الدرفلة”.
-ما هي وظيفة كل قطاع من هذه القطاعات؟
قطاع الصلب هو المصنع المختص بتحويل الخردة إلى خامات حديدية نستخدمها في إنتاج المدافع ، ويقوم هذا المصنع بإنتاج ثلاث منتجات رئيسية هي ” صلب مخصوص – صلب كربوني – عروق بيلت” يتم استخدامها أو بيعها، أما قطاع الإنتاج الحربي وهو المصنع المنوط بإنتاج المعدات العسكرية لصالح القوات المسلحة المصرية وهو يحتوي على ورشة الدرفلة وورش إنتاجية تضم أحدث الماكينات اللازمة للإنتاج ، وبالنسبة للقطاع الأخير وهو قطاع الدرفلة فهو أحدث قطاع في الشركة ويضم “خطوط درفلة الحديد على الساخن – خطوط درفلة للحديد على البارد – خط تشريح – خط معالجة حرارية – وحدة مخصوصة لفصل الغازات لإمداد المصانع الإنتاجية بالأكسجين والنيتروجين اللازمين للعملية الإنتاجية”.
– كيف تتم العملية الإنتاجية للجانب الحربي، وما هي المستلزمات العسكرية التي تنتجها الشركة ؟
لكي يتم إنتاج مستلزمات حربية لها رخصتها لابد أن يتوافر لدينا خامة، هذه الخامة تكون بمواصفات مخصوصة، لذا فإننا نقوم بصب الخامة المطلوبة طبقاً للمواصفة القياسية الخاصه بها داخل مصنع الصلب، حيث تؤخذ هذه الخامة في شكل كتلة يتم تمريرها على عدة خطوط إنتاجية ومعالجة وتبريد ثم بعد ذلك تحول لورشة المطروقات، وهنا يتم تحويل الخامة من كتلة وزنها حوالي (9 أو 10) طن إلى عمود نستطيع أن نضعه على الماكينة لتجهيزه للعمل عليه ، لإنتاج مستلزمات حربية مثل “ماسورة المدفع – الأجزاء التكميلية – كتلة الترباس – الحلقة”.
-هل يتوقف الإنتاج داخل الشركة عند هذه النقطة فقط؟
بالطبع لا، هناك شيتات يتم إحتياجها حتى يكتمل المنتج العسكري، وهنا يأتي دور خط الدرفلة الذي ينتج السمك المطلوب بالمواصفات المطلوبة حتى يتم إنتاج المدفع، حيث أننا نقوم داخل الشركة بإنتاج “المدفع 23مم المضاد للطائرات الثنائي – الهاوتزر 122مم المجرور – مجموعة السلاح 122 مم والتي يتم تركيبها على الدبابة “M1-A1″، وفي القريب سيتم إنتاج مجموعة السلاح 155مم.
– ما هي معايير الجودة التي تتبعها الشركة؟
شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية حاصلة على ثلاث شهادات جودة وهم (9001 في الجودة -14001 في البيئة -45001 في السلامة والصحة المهنية”، ولثقتنا في جودة منتجنا واهتمامنا بالشفافية، فقد نقوم باستدعاء طرف ثالث وتكون شركة متخصصه ، لاختبار بعض المنتجات واستلامها ومن ثم تسليمها للعميل حتى يكون مطمئن.
– كم عدد أفراد الطاقة الإنتاجية والماكينات داخل الشركة ؟
لدينا بالشركة أكثر من 1500 عامل وعاملة ما بين (مهندسين وفنيين ومحاسبين) ، كلُ في تخصصه، مدربين على أعلى مستوى، سواء داخل مصر أو خارجها،أما بالنسبة للماكينات فلدينا ما يزيد عن 1300 ماكينة.
– المرأة الآن أصبح لها دور بارز داخل جميع المؤسسات، فماذا عن دورها داخل الشركة؟
في الحقيقة المرأة داخل الشركة عددها ليس بكبير، فنحن لدينا في حدود 20 مهندسة فقط، ولكنهم من أكفأ المهندسين الموجودين بمصر، ويعملون بأماكن إستراتيجية داخل الشركة، فالنقاط الحاكمة بخط الدرفلة المسؤول عنها مهندسات، وكنا في البداية منغلقين على هذا ولكن علاوة على أعمالهم فقد أصبحوا في الشركة بأكملها، فكل مهندسة منهم أصبحت مسؤولة عن مشروع من المشاريع التي ننفذها، ولابد أن أوضح أنهم طاقة إيجابية داخل الشركة ونستفيد من وجودهم.
-وماذا عن نسبة العاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
هذه النسبة موجودة بالفعل داخل الشركة، وتتم معاملتهم معاملة لائقة، ونحن لا نغفل دورهم، لاسيما أن خبراتهم عالية جداً، ونتعامل معهم داخل الشركة بشكل لا يجعلهم يشعرون بأنهم مختلفين، وذلك من خلال إشراكهم في المشاريع.
– كيف يتم مواكبة التطور الصناعي والتكنولوجي للعاملين؟
يتم ذلك من خلال قيامنا بعمل دورات محلية تكون داخل الشركة، ودورات أخرى داخل جهاز التدريب التابع للهيئة القومية للإنتاج الحربي وتكون “دورات للترقي أو دورات للتأهيل أو دورات أخرى لبعض الأساليب الجديدة والمستحدثة في المجال”، وتظل متاحة طوال السنة، بجانب أننا حين نقوم بطلب ماكينة جديدة لا نطلبها إلا بعد إرسال عدد من المهندسين والفنيين لكي يتم تدريبهم على الماكينة بالخارج، وعند عودتهم يتم عمل دورات محلية ليقوموا بنقل الخبرة للزملاء الآخرين، بالإضافة إلى أن الشركة تقوم بعمل شهادات لبعض العاملين ويتم اختبارها كل ثلاث سنوات لمعرفة ما إذا كان هذا العامل يواكب التطور أم لا، ومثال على ذلك العاملين باللحام.
– هل التصنيع داخل الشركة يكون بأيادي مصرية فقط، أم أن هناك دور للجانب الأجنبي؟
حتى اليوم لا يوجد أي دور للجانب الأجنبي داخل الشركة، ولكن بعد التعاون مع الجانب الكوري لإنتاج المدفع ( K9) ، سوف يكون هناك دور للجانب الأجنبي بشكل تعاوني ، لاسيما أن الشركة قد قامت في فبراير الماضي بتوقيع العقد فقط ، ولكن حتى اليوم لا يوجد عامل أجنبي داخل الشركة.
– كيف ترى الإتفاقية الجديدة الخاصة بتوقيع عقد للتصنيع المشترك للهاوتزر (K9) مع الشركات الكورية؟
عقد الـ ” K9″، من العقود الصعبة جداً، والتي أخذت سنين طويلة في المناقشات بيننا وبين الجانب الكوري، والحقيقة فإن القوات المسلحة قد بذلت فيه مجهود أكثر من رائع، حتى نحصل على هذا المدفع ويكون لدينا الإنتاج الخاص به، لاسيما أن هذا المدفع من أحدث المدافع في العالم، وله إمكانيات تكتيكية عالية جداً، وسوف يكون نقطة قوة مع الجيش المصري، وشركة أبو زعبل للصناعات الهندسية هي مركز من مراكز الإنتاج بالتعاون بينها وبين مصنع إنتاج المدرعات وهو (مصنع 200 الحربي)، في إنتاج المدفع، وهذا الإنتاج سيكون إضافة تكنولوجية جديدة.
– هل وفر خط إنتاج الصلب المدرع على مصر الكثير من الناحية المادية؟
بالتأكيد، فخط إنتاج الصلب المدرع وفر الكثير على مصر، ولكنه وفر سياسياً أكثر من مادياً، لاسيما أننا أصبحنا دولة تصمم العربيات المدرعة ومركبات جنزير مدرعة، وهنا فنحن نخطط ونصمم، ولكن لكي ننتج نحتاج إلى خامة، وهذا ما كنا نبحث عنه في الخارج سابقاً وكنا نواجه فيه العديد من الصعوبات مثل التأخير في الوقت أو عدم توافر الخامة نفسها، ولكن مع افتتاح خط إنتاج الصلب المدرع فقد تخطينا كل تلك الصعوبات وأصح لدينا إمكانياتنا التي ستجعلنا نحقق كل ما نحلم به.
– هل تتبنى الشركة مشاريع الشباب؟
بالطبع نعم ، فتبني أفكار الشباب أصبح هو فكر الدولة السائد في الفترة الحالية، لذا فإن وزارة الإنتاج الحربي أيضاً تتبنى هذه الأفكار، فأي شاب لديه فكرة جيدة يتم مقابلته، لفهم طبيعة الفكرة التي يريد تنفيذها، ثم تقوم الوزارة بالتصديق على هذه الفكرة مع إحدى الشركات المختصة لدينا بنفس المجال، ونقوم بمساعدته بكل السبل سواء من خلال إمداده بالخامات أو بالتشغيل أو بالتعاون معه في التصميم نفسه، حتى يتم الانتهاء منه والاشتراك به في مسابقات عالمية، وهو بالفعل ما حدث مع شباب كثيرة لدينا اشتركوا بتلك المسابقات وحققوا فيها مراكز متقدمة.
– بالنسبة للمشروعات القومية ، ما هي أبرز المشروعات التي شاركت فيها الشركة؟
شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية كان لها يد طويلة في إمداد الشركات المصرية العالمية التي تعمل في المشاريع القومية سواء “الطرق أو الكباري أو المستودعات الإستراتيجية أو المحاور الجديدة الموجودة حالياً”، بمعظم الخامات والمنتجات التي يحتاجون إليها في هذه المشروعات.
– وماذا عن معدات حماية البيئة؟
معدات حماية البيئة تتمثل لدينا في مصانع تدوير القمامة، وهذا فكر تتبناه الدولة بأكملها، لذا فنحن داخل الهيئة القومية نقوم بعمل مصانع تدوير القمامة، وذلك بالاشتراك مع ثلاث مصانع، شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية من بينهم، ويكون دورنا هو تحويل القمامة إلى سماد عضوي، ولدينا مصانع كثيرة في الغربية والمنوفية والدقهلية، والفترة القادمة سوف يكون هناك زيادة في الخطوط حتى نستفيد من القمامة بشكل آمن وننتج منها السماد.
– ملف التسويق والصادرات مهم جداً، هل كان للشركة نصيب في تصدير بعض المنتجات للدول الأخرى؟
بالطبع هو ملف هام، ونحن داخل الشركة نصدر الفائض من السوق المحلي، وبالفعل قمنا بتصدير بعض منتجات على مدار الفترات السابقة، وحالياً ومنذ أن أعلنا عن خط إنتاج الصلب المدرع، وهناك عروض من بعض الدول، ولكن إذا طلب السوق العالمي والسوق المحلي في احتياج تكون الأولوية للسوق المحلي، لأن السوق المحلي معناه أننا نمنع الاستيراد.
– ما هي نسبة الطاقة الإنتاجية لخطوط الشركة ؟
هناك بعض المنتجات التي سوف نتحدث عنها، مثل البليت، حيث نقوم بإنتاج 30 ألف طن سنوياً، وهناك خطة موضوعة لزيادة الإنتاج فيه، وذلك بإضافة بعض الخطوط، وبالنسبة لخط الدرفلة كنا ننتج 15 ألف طن استطعنا أن نصل إلى 30 ألف طن حالياً ونخطط لإيصاله لـ 60 ألف طن في الفترة القادمة، أما بالنسبة لخط الدرفلة على البارد فكنا ننتج 5000 طن واستطعنا أن نصل به إلى 15ألف طن سنويا، ومستمرون في زيادة الطاقة الإنتاجية.
– أخيراً، ما هو هدف الشركة في الفترة القادمة؟
هدفنا في الفترة القادمة هو تحقيق أعلى معدل من الإنتاج بأعلى جودة، بالإضافة إلى تعميق التصنع المحلى بنسبة قد تصل إلى 100%.