الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

أبوالمجد الجمال يكتب : متاهة الألغاز في فكر التمكين . . صراع أجنحة الإبداع مع أجنحة الفساد

أبوالمجد الجمال يكتب : متاهة الألغاز في فكر التمكين . . صراع أجنحة الإبداع مع أجنحة الفساد

 

أبوالمجد الجمال  يكتب  ..  

 

 

الأبداع أن ترسم الحقيقة في فكرة تروج لمعني فلسفي معين يخرج عن قضبان المعتاد ليخترق سماء فوق العادة ويحلق في أفق حلول خارج الصندوق . .

 

الإبداع ليس كلمة مطلقة في المعني بقدر ماهي خارطة طريق حقيقية تفك ألغاز العلم والأدب والثقافة وشتي مناحي علوم المعرفة لتقضي علي الكوارث والأزمات والمحن . .

 

الإبداع لايقف عند أفق معين وليس له سقف محدود فالإبداع فكرة تولد من رحم الحاجة التي تولد من رحم التطوير والتحديث في الأداء والسلوك الفني والمهني والإنساني . .

 

الإبداع رؤوية فلسفية إنعكاسية تحيي صوت ونبض وضمير الأمة من جديد . .

 

إن لم يقوي الإبداع علي التغيير ووقف سقوط أمطار الفساد والفاسدين والمفسدين فهو الوهم بعينه وليس حركة كلامية تخرج من بنات أفكار الورق دون أن تكون قادرة علي تطويع آليات حركة التغيير والتطوير بمايخدم المجتمع والناس . .

 

والفساد هو المعني المطلق للفجور والفسوق والإستقواء بكل الوسائل غير المشروعة ولايقتصر في معناه علي السلب والنهب وإغتصاب الحقوق والتباهي بها فقط وللفساد وجوه أخري “مالية وأخلاقية وإدارية” وكما أن للإبداع رؤوية فلسفية فإن لأجنحة طيور الفساد رؤوية بالمثل لكن صراع أجنحة الإبداع مع أجنحة الفساد في معركة التمكين ليس في صالح أي إبداع لأنه مكسور الأجنحة كالنسوان الواليا وإن كن لم يعدن مكسورين الأجنحة لأنهن يعيشن أزهي عصور المرأة الذهبية بحق حتي أنه لم يعد للرجل حقوقا بعدما سلبوها كلها بإسم التمكين لتكن هي الرجل و”سي السيد” الحمش بتاع زمان بينما أصبح الرجل -إسم الله عليه – ولامؤاخده – هو “ست البيت” و”مرضعة الأطفال” و”الشغالة” كمان وكفاية بقي جرح في كرامته ورجولته بعد أن حلبوه وخنقوه بحبل عشماوي “جهاز القائمة” التي لاتمت للشرع والدين في شئ وفي النهاية تعج المحاكم بآلاف القضايا الأسرية ويعاني المجتمع من تبعات نصف مليون حالة طلاق أويزيد ربما في كل عام وفقا للإحصاءات الرسمية وغير الرسمية والضحايا الأطفال مايخلف كارثة أسرية رهيبة لايحمد عقباها إذ يكتشف ويفاجئ الرجل أنه بعد الرباط المقدس لن تقوم له قومه وإن قام فمصيره في غيابات الجب . .

 

والتمكين فلسفة فسادية منحدرة بلا خطوط حمراء وليس لها سقف معين وإفساد التمكين وتمكين الفساد هو اللبنة الأولي في حقول ألغام التدمير والخراب ويجر وراءه شتي صنوف الفساد والعذاب والجحيم بعينه ولم تعد سياسية تخريب وتدمير البلاد – أي بلد – بالهجوم العسكري المباغت عليها ولا الهجوم الثقافي بالمعني الدارج في إفساد الأفكار والعقول بل إمتد لما هو أعمق من ذلك بكثير ليصل لمحطة ذروة التخريب والتطويع تحت لهيب نيران تمكين الفساد والفاسدين والمفسدين والقضاء علي الإبداع والمبدعين والموهبين ورواد الأفكار خارج الصندوق فأي دولة يمكن فيها الفساد والمفسدين ويقتل فيها الإبداع والمبدعين قل “عليها السلام” فآلة الحرب العسكرية للإستيلاء علي البلاد والشعوب باتت فكرا عقيما قديما عفا عليه الزمن ولا تأتي بثمارها أبدا مثل حصاد ثمار سياسة تمكين الفساد بإستثناء الحرب الروسية في أوكرانيا فآليات الحرب العسكرية هنا خرجت عن المألوف والطبيعي لأن لها قواعد سياسية أخري في لعبة التمكين والسيطرة وهي لعبة خطرة لا تضر بأطرافها فقط بقدر ماتضر بكل العالم وهو حصاد الحرب الأوكرانية الذي يدفع العالم كله فاتورتها الباهظة في ثورة مجاعة قادمة لا محالة في الخبز وأزمة طاقة يعانيها العالم حاليا ناهيك عن غلاء موحش ومسعور في الأسعار وتدهور الإقتصاد العالمي ومازالت الحرب الأوكرانية العمياء تخلف وراءها كوارث وأزمات أقتصادية وسياسية عده كان من أبرزها محاولات تكرار نفس سيناريو الحرب الأوكرانية في تايوان عبر آلة حرب بكين العمياء والسيناريو ذاته بات مرشحا في دول عده . . ومن هذا المنظور فإن فلسفة التمكين لاتقوم علي نظرية التمكين من أجل التمكين ولا تفشي الفساد بكل صوره وأشكاله وحده فحسب بل يمتد لما هو أعمق من ذلك بكثير في تمكين شهادة الزور ودحض صوت المظلومين وصوت الحق وأهله وناسه وكسر مقاومة وإرادة المظلومين لينتصر الفساد في معركة غير متكافئه وتأتي أبرز عوامل تمكينه وإنتصاره من خذلان الضحايا المظلومين الذين حولوا أنفسهم إلي مطية للظالمين والفاسدين والمفسدين وإستسلموا وتراجعوا من أول جولة في المعركة بدلا من أن يقاوموهم وإن فشلوا في تلك المهمة الصعبة فيكفيهم فقط شرف المحاولة فالشرف الحقيقي ليس بمعناه الذين غذوه فينا صغارا حتي يخدم مصالحهم الخاصة فقط ولو حتي علي حساب إعلاء المصلحة العليا للوطن بل هو أعمق من ذلك بكثير الكثير في شرف المقاومة وأن تقول : “لا للفساد . . لا للظلم” ولاتنحني ولاتتحول إلي مطية ولاتنكسر للظلم والظالمين ولاتضعف حجتك ولاعزيمتك ولا إرادتك . .

 

إن معركة الحياة في حلقات صراع الخير والشر الحق والباطل النصر فيها لمن يؤمن بقضيته لكن سرعان ما تتحطم إرادة المظلومين تحت مطرقة “الفساد” وسندان “التمكين” لأنها “إرادة هشة” العدم أفضل منها . .

 

إن إنكسار المظلوم للظالم هو من يصنع الظالم والفرعون والطاغية والجبار “العتل الزنيم” . . لتنفجر ألغام الأسئلة الشائكة والممنوعة بقوة إعصار “تسونامي” المدمر في متاهة التمكين لماذا ينتصر الفساد والظالمين ؟ . .

 

لماذا يخذل الناس المظلوم وينتصرون لجلادهم رغم أنهم ضحاياه ؟ . .

 

لماذا أمد الفساد طويل ونفس الفاسدين أطول وحججهم أقوي من حجج ضحاياهم إذ يجيدون بحرفة عالية اللعب علي أوتار المخدوعين أو من يريدون أن يكونوا مخدوعين بكيفهم ومزاجهم وبمحض إرادتهم كالذي يتستر علي الفساد والظالمين بلا أي ثمن ؟ . .

 

لماذا يمكن للفساد والمفسدين ولايمكن لأهل الإبداع والمواهب والكفاءات والنزاهة والشفافية والشرف والحق ؟ . . لماذا يطغي الفساد ؟ . .

 

لماذا صوت الحق ضعيف وصوت الباطل أقوي وأقوي ؟ . . لماذا يجتمع بعض الناس فقط علي الباطل وشهادة الزور ضد ضحايا جلادهم جميعا ؟ . .

 

لماذا يشمت بعض الناس في بعضهم البعص ؟ . . لماذا يقفون – موقف المتفرج – عندما يذبح جلادهم الفرعون ضحية مثلهم ؟ . . لماذا يتسابق بعض الناس علي الفسق والفجور ولايتسابقون علي فعل الخيرات ؟ . .

 

لماذا يقتلون الإبداع ويمكنون الفساد والمخربون والمدمرون ؟ . . لماذا يرتدي بعض الناس ألف قناع وقناع لدرجة تتوه في معرفة قناعهم الحقيقي ؟ . .

 

لماذا لايرفع الظلم عن المظلوم ولايعاقب الظالم ولايستجاب الدعاء ؟ . .

 

كلها شفرات وطلاسم وألغاز متاهة الحياة في فكر التمكين وعدم تمكين الفكر ولاتجد إجابة شافية عليها وإن وجدت تغرق في متاهة جديدة من الألغاز لتبدأ من أول السطر.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79616239
تصميم وتطوير