حسين الصاوى يكتب .. صراعى مع فلذات اكبادى (قصة واقعية )

حسين الصاوى يكتب .. صراعى مع فلذات اكبادى (قصة واقعية )
لم تكن حياتى الا لهو ولغو ولعب كثير حتى افقت على امر لم يكن ف الحسبان ولم يخطر لى على بال حيث فوجئت بابنى الكبير ممسكا كتابا فى يدة وبطلب طلب غريب وهوة ان اساعدة فى مادة الفلسفة التى لا يفقة فيها شيئا سألتة بتعجب وأستغراب وهل تدرس فلسفة انت فأذا بة يلقى فى وجهى بقنبلة كادت ان تطيح بى من الحياة حين اجابنى بصوت يشوبة الاستنكار .. انسيت يأبى اننى فى الثانوية العامة وان هذا العام هوة تحديد المصير بالنسبة لى … دارت الدنيا من حولى وكدت ان اسقط امامة من فرط الصدمة الا انى تماسكت امامة رغم اهتزازى داخليا وسألتة بصوت حاولت ان اجعلة قويا .. الفلسفة يانادر( وهذ اسمة ) وعلم النفس والاجتماع من اجمل واشيق المواد فى الثانوية واخدت كتابة من يدة وسرت لدخول حجرتة وهوة يسير خلفى تركت جلسة المكتب المملة وجلسنا على الركنة سويا وتصفحت كتابة وانا استرجع ذكرياتى فى الثانوية وعشقى لمادة الفلسفة ونظرية الجبر والاختيار فى الحياة وفولتير وجان جاك روسو وغيرهم من الفلاسفة العظام … خرجت بسرعة من صدمتى وتماسكت اعصابى وشرعت فى شرح وتبسيط مادتة بعد ان شبهت قضاياها بقضايا عصرنا هذا بل بسطتها اكثر بتشبية تلك القضايا على واقعنا الان بتحليل مبسط للواقع المؤلم الذى نحياة .. انتهيت من شرح نصف مادة الفلسفة فى ساعتين وتركتة يستكمل مذاكرتة وقمت والف ذكرى تعبر بذهنى حيث تذكرت انى حصلت على الترتيب الاول بين الناجحين طوال فترة الاعدادية ومازلت محتفظ بشهاداتى رغم اهمالى لها ورميها فى درج دولاب يعتبر الان عتيق .. اسرعت الخطى الى حجرتى والقيت بجسمانى على سريرى ومازل شريط الذكريات يلتهم عقلى وكيانى فى صمت مريب .. فها انا اضع خمسة جنية فى دفتر توفير اخذتة جائزة فى تانية ثانوى لانى حصلت على المركز الاول فى المسابقة الثقافية وها انا احصل على الترتيب الثانى فى مسابقة النشان بالثانوية حيث اننى اجيد التصويب بالبندقية موريس العتيقة وهاانا اصل لجامعة الازهر واتولى امين مساعد لاسرة مصر الاسلامية فى كلية اللغة العربية قسم صحافة واعلام وها انا استعد لعمل ندوة بالجامعة واستضيف الاستاذ الكبير حمزة الدعبس .والقديرة علية الجعار …وفاجاءة ودون سابق انذار اذ بأبنتى نورهان تقتحم خلوتى وذكرياتى قابضة على كتاب انجليزى بيديها وهى تستأذننى ابى مش فاهمة حاجة فى الدرس دة انت عارف انى بمتحن فى الشهادة الاعدادية ولا ناسى …….. هنا .. وهنا فقط تذكرت انى هرمت وان مامر من العمر كثير وان الباقى قليل … وهنا .. هنا فقط قررت ان ابداء صراعا جميلا وقويا مع فلذات اكبادى وكتبهم واساليب دراستهم التى تغيرت كثيرا .. وهنا وهنا فقط تذكرت حقوق اولادى نادر ونور ونيرمين وحقهم المكتسب فى الاستحواذ على كل وقتى وهنا وهنا فقط تركت جسدى ينسحب على سريرى وامسكت بتلابيب غطاء خفيف ملقى على السرير دفست رأسى فية حتى اترك لتفكيرى العنان بعيدا عن صراع فلذات الاكباد ….