الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

وفيق عامر يكتب لـ”البيان”.. ونفس وما سواها

وفيق عامر يكتب لـ”البيان”.. ونفس وما سواها

إذا سلمنا ان الانسان جسد ونفس وروح فما يحدد مصيره هو النفس لان الجسد وعاء يبلى بالموت والروح من ربها (ونفخت فيه من روحي) تعود لبارئها اما النفس هي التي تنعم او تعذب حسب نوعها فالنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية وهي النفس المليئة بالتقوى وهناك نفس أخرى فاجرة قال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها صدق الله العظيم، هذه النفس الأخيرة تعذب صاحبها في الدارين اما الرسل والأنبياء والصالحين فنفوسهم طاهرة زكية، ونفوس باقي العباد تتأرجح بين التقوى والفجور فحين تترك للشيطان مرتعا داخلها هو الذي يتحكم فيها بوسوسته ويقهرها ويتغلب عليها ولكن المعصومين من الأخطاء قلائل.

وهم من اختصهم الرحمن ورفع ذكرهم كما فعل مع سيد الخلق أجمعين وما ينطق عن الهوى فالوحي من الله للمصطفى صاحب المعجزة الكبرى بعض الأنبياء لهم معجزات كسيدنا موسى شق البحر بقوم فرعون او ضرب الحجر لينهمر الماء للسقيا او كسيدنا عيسى وأحياء الميت وإبراء الابكم او الضرير ولكن القرآن معجزة ازلية لا تنتهي بموت محمد صلى الله عليه وسلم بما فيه من إعجاز علمي لكل العلوم التي ما زالوا يكتشفونها إلى الآن وما يحتويه من سلوكيات وتنظيمات اجتماعية للتعامل مع الاخر غير اننا لاننسى أيضا ان في حياة الرسول كانت له دلالات واعجاز فشق القمر يوم مولده اثبت علميا ويده التي وضعت على شاة عجفاء فمتلأ الضرع باللبن ليسقي كل من معه والأكبر من ذلك سقوط تاج كسرى وهذا مثبوت تاريخيا، ولمن لا يعلم الربط بين مولده صلى الله عليه وسلم وسقوط كسرى دلالة اذكرها لكم.

فقد كان لكسرى عالم من علوم الدين أشار عليه أن مشكلة الإنسانية تكمن في الصراع على الماء والنساء فاجعلهم مشاعا للعامة لا يتحكم فيهم أحدا لتنتهي مشاكلك وهذا قانون يطبق فأقره كسرى فجاء العالم الخبيث يوما وطلب زوجة كسرى لنفسه فانزعج كسرى وابنه لان هذا عار على الملك ونسيا انه من أقر هذا القانون الوضعي وأيده لكل رعيته وغاب عنه التشريع السماوي فحين خلط الأمر استحق العقاب فكان يوم مولد المصطفى من أتى معه نور الرحمن على الأرض وحمله رسالته وقوانينها الشرعية الخاتمة للبشرية ولد المصطفى بما جاء معه من الحق ليسقط الباطل في نفس التو فهذا العالم شيطان وسوس لكسرى فحين استجابت نفسه استحق العقاب فالنفس ان اطاعت قوانين السماء نجت وان خالفتها زلت لسوء المستقر فتعبد الشيطان تسرق تقتل تزني تنم تغتاب تحسد تحقد تفتن فإذا ندمت وانابت تجد يد الله تتلقفها وتقبلها كما فعل الله مع أبينا آدم حين خالف واكل من الشجرة ثم تاب وتقبله الله هذه النفس يحركها العقل الذي تحمل المسؤلية قال تعالى إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض فاشفقن منها وابين ان يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا،،، فمسؤلية العقل هي مفتاح السر داخل النفس الضعيفة او القوية وقد أشار الله للقلب والعقل كثيرا وقد عبر في بعض الأحيان عن الافئدة عقلا وقلبا فالقلب به الأهواء وكذلك العقل وهناك قلوب متعقلة وهناك عقول متقلبة فكل من سلط الله عليهم غضبه قد قالوا قلوبنا غلف او قال الله عنهم كلا بل ران على قلوبهم فحين تنتصر الأهواء نسقط وحين تتبلد العقول نسقط وارجعوا إلى الوراء أين الملوك والطغاة وارم ذات العماد قال الله فيهم في سورة الدخان الاية ٢٩، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين صدق الله العظيم لان السماء والأرض تملك عاطفة تبكي على المؤمن الصالح من باب عمله ورزقه وموضع سجوده فهو صاحب النفس التقية اما هؤلاء الطغاة فليست لديهم عاطفة ولا نفس زكية وقد وصفهم الله في سورة البقرة الآية ٧٤، ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة او أشد منها قسوة صدق الله العظيم، اما العاطفة التي تنبع من الرحمة والعقل الذي تنبع منه الحكمة هما من يحددا مصيرك أيها الإنسان فلا تترك للشيطان قلبك ولا عقلك وتمعن في قوله تعالى في سورة يس الاية٦٠، ٦١ ألم اعهد إليكم يابني آدم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون، فعند غياب التعقل في العقول والقلوب ننزلق وننسى الله فينسانا ويتركنا نتخبط واليوم بعد انقطاع الرسل بخاتم الأنبياء لم يبقى لنا الا كتاب الله وسنة رسوله كما قال المصطفى تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنة رسوله فعلينا ان نضع الخطوط العريضة في دنيانا لتصبح نفوسنا تقية ونحارب الشيطان بثبات انفعالي بلا غضب وندير له ظهورنا وندعو الله ان يثبتنا فإن غضبت توضأ لتطفئ غضبك وان عصيت سارع للاستغفار فورا وان أدركت انك تسير وراء قلبك فقط أو حريتك فقط أو مصلحتك فقط فاعلم انك سلمت نفسك لشيطانك فتراجع فورا وأشعر بالآخرين وهذب سلوكك.

واقترب من القرآن فهو سلاح لا يستطيع الشيطان التغلب عليك مادام في قلبك وعلى لسانك فلنكن نفسا لوامة تراجع صفحة يومها وتعاتب نفسها وتدعو كثيرا لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ولمن تمر عليه هذه الآية دون أن ينتبه فالسر الاعظم فيها في كلمة واحدة وهي (كذلك) اي بنفس الطريقة كما انجينا يونس من الظلمات والهلاك ننجيك تأمل الآية فهي أجمل ختام(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79650638
تصميم وتطوير