بقلم : السيد الربوة
إن للتاريخ أهمية قصوى في حياة الأمم والشعوب، فهو فن عزيز المذهب , جم الفوائد , نحاول أن نستخلص العبر، ونقطف منه الثَّمر, إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين في أخلاقهم و الأنبياء في سيرهم , و الملوك في دولهم و سياساتهم .
فهل مناهج التاريخ التى طلت على اولادنا هذا العام فى كتب التاريخ ، تدفع إلى ذلك أم تدفع إلى السطحية والتزيف من أجل النفاق ، بالرغم من أن كتابة التاريخ قبل ظهور ابن خلدون كانت لدى المؤرخين المسلمين تتمحور فقط حول أخبار الملوك و الأمراء السابقين , معتمدة في ذلك على الرواية المبنية على السند شأنها في ذلك شأن الأحاديث النبوية ,الا اننا نهلنا منها الكثير ومازالنا ،ولم يشهد عصر من العصور كتابة التاريخ بهذا الاستخاف الذى نشاهده الأن .
لقد كانت أحوال البلاد الإسلامية فى عصر ابن خلدون قد تبدلت و تغيرت , فبعد أن كان المسلمون في أوج ازدهارهم صاروا يتخبطون في أزمات طاحنة نذكر منها على سبيل المثال : هجوم التتار, و انتشار الطاعون , و الفتن السياسية , و الانهيار الديموغرافي نتيجة الحروب ، وكل ذلك دفع ابن خلدون المشتغل أساسا بالسياسة أن يحاول فهم ما يجري حوله عن طريق اللجوء إلى دراسة التاريخ و استخلاص العبر منه.
حيث كانت كتابة التاريخ والتى كانت تعد بالنسبة لابن خلدون ليست نقلا للأخبار فقط مثلما درج عليه من سبقه من المؤرخين ، حيث قسم ا بن خلدون عمله الذي اعتبره جديدا كل الجدة إلى قسمين :
– تمحيص أخبار السابقين .
– الكشف عن كنه الأخبار , أي عن الحقيقة الكامنة وراءها .ووضع ابن خلدون قواعد جديدة لكتابة التاريخ أهمها.
1- تجنب التشيع للآراء و المذاهب و الاستقلال عن السلطة ( الوقوف على
الحياد ).
2- تمحيص الروايات و عدم الثقة بالناقلين , فمنهجية الحديث التي أساسها التأكد من ثقة الرواة عن طريق مبدأ التعديل و التجريح تصلح فقط للعلوم الشرعية و لا تصلح في الكتابة التاريخية لأن التاريخ ليس علما من العلوم النقلية بل علما للعمران لأنه ليس جامدا في أصله بل في حركة و نمو متصل .
فهل تعرف ياوزيرالتربية التعليم كيف يكتب التاريخ ، بعدما ظهر فى كتاب تاريخ الصف السادس الابتدائى وغيره إن التاريخ لن يرحمك أنت ومن سمح بذلك ، الم يحن الوقت لنعلم الاّجيال القادمة التاريخ الحق .
التعليقات