كتب دكتور:محمد هلال
إن المتأمل فى قصه نبى الله يوسف فى القرآن يجد سيلا من المعانى و العبر . وكلما قرأنا السوره نجد ظلالا جديده و نسبح فى معانى جديده . اننى دائما ابكى عندما اعايش نبى الله يعقوب و هو يغالب دموعه صابرا على فقد وله يوسف و يدفن الشوق ولا ينساه ويرد عليهم إنما أشكو بثى و حزنى إلى الله و أعلم من الله مالا تعلمون . و أتأمل هذا التب الذى تختلجه مشاعر الأبوه و صبر الأنبياء و الثقه واليقين بوعد الله . و انظر إلى عزيز مصر و هو الشخص الغريب الذى ليس عنده نخوه ولا غيره فإنه يجد زوجته تحاول إرتكاب الفاحشه فيكون رده بعدما ثبتت عليها الجريمه ( يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) و لا شئ . إنها حياه الترف و اللاكرامه .. رد فعل عجيب لوزير الدوله و كأن هذا الأمر من الشيوع كى لا يحرك فيه ساكنا . وأيضا أجد نفسى أمام قضيه عجيبه وهى قضيه سجن نبى الله يوسف متهما فى قضيه أخلاقيه اذ أن العجيب هنا أن الفاعل الأصلى و هى زوجه العزيز معترفه وأيضا أمام شهود من أهلها وان القاضى يعلم تمام العلم ان يوسف برئ و لكن الأعجب أن يتفق الجميع على سجن سيدنا يوسف .. إنها الفطره المنعوجه إنها فطره الضلال . لما لا يرجع الجميع الى الحق ؟ لماذا نصر أحيانا إلى اتهام الأبرياء بل و الإتفاق عليهم وتحميلهم تهم جزافيه والصاق العيوب التى ليست فيهم بهم ؟ لكن الله العدل لم يترك يوسف و شمله برحمته وجعل علمه ينفع به الأمه كلها بل والأمم المجاوره . فأخرجه الله عز وجل من السجن مرفوع الرأس و أظهر برأته من التهمه الاخلاقيه الحقيره و جعله على خزائن الارض فكان القوى الامين الذى انقذ البلاد والعباد . و اقر عين والده به وهو يراه وزير اكبر البلاد ويعلم الجميع ان الله يدبر تدبير الخير . و لايصح إلا الصحيح و تنتصر الأخلاق القوميه اخلاق الدين . ويعلم اخوه يوسف بفداحه ما فعلوا ويتوبوا و يعيشوا فى كنف من حاولوا قتله صغيرا . فهل نتوقف عن الظلم و نلتفت لحياتنا نصححها ؟
نبى الله يوسف
![د. محمد هلال](https://www.elbyan.com/wp-content/uploads/15032387_1608722682754601_1756365865_n.jpg)
د. محمد هلال