Site icon جريدة البيان

ناشط قبطى مصرى يوجه رسالة مفتوحة إلى احمد الطيب شيخ الازهر

بقلم :- جرجش بشرى 

 

من المؤكد أن الأزهر الشريف مؤسسة دينية عريقة ، وتعتبر منارة الإسلام الوسطي حول العالم ، ويشهد التاريخ لوطنية الازهر في مواجهة قوى الاحتلال والاستعمار ، من اجل ذلك تعتبر مؤسسة الازهر الشريف من اخطر واهم أدوات القوى الناعمة على الإطلاق في دعم الدولة المصرية ووحدتها والتصدي بكل حسم وحزم لدرء الفتن ونبذ دعاوى التطرف .

 

ولذا فلا عجب أن رأينا وشهدنا بأم اعيننا محاولات الجماعات الإرهابية والتنظيمات التي تتخذ من الإسلام شعارا لها وهي بعيدة كل البعد عن روح الإسلام لاختطافه عنوة ..!! وتارة نرى محاولات غربية ضارة لتشويهه ، كما رأينا أيضاً محاولات جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات المتاجرة بالإسلام محاولة تأسيس كيانات موازية للأزهر الشريف في محاولة منهم لكتم صوته التنويري ، وإزهاق دوره الوطني ، وضرب قوته وإماته أثره الضارب بقوة في نفوس المصريين جميعا ً .

 

وأنا كمصري مسيحي مهموم بقضية وطنه يجب أن يشغلني أمر الأزهر الشريف لكي يستمر في دوره التنويري والوطني ، لأن ذلك ينسحب ايضاَ على مصر كلها ووحدتها وامنها واستقرارها ، فضرب الازهر واسقاطه هو ضرب أحد أهم اعمدة الاستقرار في الدولة المصرية ، وقد اصابتني صدمة شديدة عندما علمت موقف شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب من تنظيم داعش الإرهابي الذي في رأيي لا يمت بصلة للإسلام وتعاليمه السمحة ، حيث ينظر إليهم فضيلة الشيخ وهو على رأس قمة اعلى مؤسسة دينية إسلامية في العالم على أنهم “مسلمين” و”ليسوا كفرة ” !!! .

 

وهو ما يعد مغازلة واضحة لتنظيم إرهابي وإساءة للإسلام ، واعطاء ذريعة على طبق من ذهب للعالم الخارجي لربط الإسلام بالإرهاب ، وهو ما سوف تكون له تبعاته الكارثية على كل الجاليات المصرية والعربية والإسلامية في الخارج ، يافضيلة الشيخ لا تجعل الأزهر الشريف جزءا من المؤامرة الغربية على الإسلام بل اتخذ قرارا حكيما وواعيا ووطنيا وسارع باصدار بيان رسمي مترجم بجميع لغات العالم توضح فيه موقفكم من تنظيم داعش الإرهابي وبشكل صريح لا مواربة فيه .

 

حتى تبطل المؤامرة التي تحاك من الغرب والقوى الاستخباراتية المعادية للإسلام والعرب والدولة المصرية باسم الإسلام ، اخرج يا شيخنا وانفض يديك وابرئ ذمتك وابرئ مؤسسة الازهر من الإرهاب واعلن على الملأ موقف الازهر منها هؤلاء الخونة أعداء الدين والوطن والإنسانية ، ولا تكتفي بذلك فقط بل على الازهر الشريف ان يتخذ قرارات حاسمة يبين موقفه من الاعتداء على الآثار وتدمير هوية الدول العربية وتراثها الثقافي والحضاري المتنوع الذي هو ملك للإنسانية .

 

وان يوفد بعثات مدربة تخاطب الغرب بلغاتهم توضح فيها الصورة الصحيحة للإسلام ، ولم أكن مبالغا إذا قلت أنه آن الآوان أن يتخذ الازهر مواقف ثابتة وواضحة من بعض المواد المدسوسة على الإسلام في بعض كتب التراث وبعض أقوال الفقهاء التي لا تمت بصلة لروح الإسلام وسماحته، فهذه المواد والنصوص يتخذها الغرب ذريعة بل يجند جماعات إرهابية لا تمت للإسلام بصلة لتنفيذها في البلدان العربية والاجنبية كأحد الذرائع لغزو البلدان العربية واستعمارها وتشويه الإسلام ، وتجييش الغرب والحكومات الغربية ضده ، ايها الشيخ الجليل لا تتوانى في هذا الواجب الديني والوطني ولا تقبل بأي محاولات لاختراق الازهر بافكار او مناهج أو اشخاص تسيئ للاسلام بنشر فتاوى تحرض على والإرهاب والكراهية والتفرقة المذهبية بين السنة والشيعة ، فالمذهبية والطائفية هي مقبرة الأوطان وهي أول مسمار يعجل بتقسيم أي دولة .

 

وتعلموا الدروس والعبر من لبنان والعراق والسوادن واليمن وسوريا ، تعلموا الدرس ، حتى يظل الازهر الشريف دائما كما عهدناه جامعا وجامعة للإسلام الصحيح حول العالم ومنبر للوطنية ، كما يجب ان تطهروا الازهر الشريف من الاختراق الوهابي التكفيري الدموي المتطرف الذي يدمر الشعوب باسم الدين والذي إذا تمكن من دولة اسقطها وجعلها حطاما وخرابا ، فانتم مسئولون أمام الله وأمام شعوبكم وأمام الإنسانية والتاريخ حتى لا تكون جزءا من منظومة المؤامرة على الإسلام والوطن والعالم العربي ، وهذا اقوله لكم ولشيوخ الأزهر الآتين بعدكم بعد عمر طويل .

Exit mobile version