Site icon جريدة البيان

“ميران حسين” تكتب: 《ضد المنطق》.. العاهرة وزبائنها  

“ميران حسين” تكتب: 《ضد المنطق》.. العاهرة وزبائنها

الكل بيتكلم عن العاهرة لكن ماحدش بيتكلم عن زبائنها، الناس بتجيب سيرة العاهرة وإنها سبب عهر الرجال بس ماحدش فكر للحظة إنها مابتضربش حد على إيده وتشده غصب عنه وإن إللى بيروحلها بيروح بمزاجه وبكامل إرادته وقواة العقلية .

 

ماحدش فكر إنها أقدم مهنة فى تاريخ البشرية وإنها مهنة زي أى مهنة .. آه مهنة قذرة مش هنختلف على ده .. لكن قبل ما نقول قذرة أو مش قذرة خلينا نناقش الموضوع من كل جوانبه .

إيه إللى ممكن يخلي واحدة تشتغل عاهرة ؟ هل فيه واحدة فى الدنيا دي كلها ممكن تحب تكون دي مهنتها وحياتها ؟

 

قبل ما نجلدها ونقول عليها عاهرة ياريت كل واحد يسأل نفسه الأول سؤال بسيط جداً إيه إللى أجبر الست دي تمشى فى الطريق ده ؟ وإيه إللى حولها بقدرة قادر من ست محترمة لها بيت وأسرة لعاهرة كل يوم فى حضن راجل شكل ؟ طب أسأل نفسك سؤال أهم كنت فين وقت ما الست دي مشيت فى الطريق ده ؟ وهل ساعدتها ولا حتي وقفت جنبها ؟ هل عملت إللى ربنا قال عليه ورحمتها ؟

 

للأسف ما حصلش فبقت هي العاهرة فى عيون المجتمع بالرغم من إن المجتمع هو إللى عاهر لإنه سابها توصل للحال ده ومارحمهاش من المصير المهبب ده

فى نظر المجتمع هي العاهرة الفاجرة وأنت الزبون الغلبان إللى أضحك عليه، ماحدش شاف ولا فكر للحظة إنك أنت إللى بتروح برجليك لحد عندها وبتدفع بكامل إراتك فلوس مقابل المتعة إللى بتحصل عليها، ماحدش فكر فيها ولا فى القرف إللى بتحس بيه لما سيادتك بتقرب منها وتلمسها، ماحدش فكر إنها مجبرة على الحياة المُهينة دي علشان الكام ملطوش إللى بتأخدهم منك ومن غيرك وإللى بيفتحوا بيوت مش بيت واحد وإللى لو لقت طريق تاني غير ده ماكانتش أشتغلت الشغلانة القذرة دي المتعة بتكون ليك أنت وبس أما هي فحاجة تقرف ويعلم بيها ربنا بس هي مضطرة إنها تعمل كده علشان تقدر تصرف على بيت وعيله، على إللى عيان وإللى بيتعلم وإللى وإللى وإللى..

 

مع أحترامي هي مش عاهرة أنت إللى عاهر وحيوان كمان ولو إني كده ظلمت الحيوان لأن الحيوان عنده رحمه وبيعرف ربنا مش زيك خسيس وندل، الفلوس إللى دفعتها مقابل متعتك لو دفعتها كشهرية مُقابل إنك تسترها مش هتلاقي عاهرات إلا قليل جداً إنما المعظم هتلاقيهم ماصدقوا ربنا رحمهم من إللى همه فيه ده وبطلوا السكة البطالة دي وقعدوا فى بيوتهم محترمات

 

هي عاهرة آه بس أنضف منك يا طالب المتعة
هي عاهرة آه بس بتشتغل بالغصب مش رايحة بكيفها ومزاجها زيك
هي أكرهت إنها تكون عاهرة نتيجة لظروفها الأقتصادية وربنا قادر يرحمها ويغفرلها كما ذُكر بسورة النور ( 33 ) ” ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم” إنما أنت بقي وضعك إيه رايح بكامل إرادتك ورغبتك لحد عندها وفى الآخر بتقول عليها عاهرة، طب أنت تتوصف بإيه، واجه نفسك وأقف قدام المرايا وحاسب نفسك وشوف مين إللى عاهر

 

” من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ” كلمات رائعة للمسيح عليه السلام عندما أتي معلمو الشريعة والكتبه بإمراة تزني، عندما أمسكوا بالضعيف وتركوا القوي عندما عاقبوا المرأة وتغافلوا عن مُعاقبة الرجل، والمجتمع عمل زيهم مسكوا الضعيف وسابوا القوي، قالوا عليها عاهرة ونسيوا البيه إللى كان معاها، قالوا عنها بتغوي الرجالة ونسيوا إن الرجالة بيروحلها بكامل إرادتهم وإن ماحدش غواهم

المسيح كتب تشخيص لواقع بشري مريض، كتب دواء اسمه الرحمة المسيح عليه السلام أخد من رحمة الله وطبقها على البشر فبالرحمة تحل جميع المشكلات

ربنا مش عايز موت الخاطئ مهما كانت خطيئته, لكن عايز يكون ليه فرصة جديدة لحياة مشرقة ومتجددة بدليل

قال تعالى بسورة الفرقان ( 69 ) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما

وقال تعالي بسورة الزمر ( 53 ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

وقال تعالي بسوره الشوري ( 25 ) وهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

وقال تعالي بسورة النساء ( 110 ) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا

وقال العفو الغفور في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )

للأسف أحنا عايشين فى مجتمع بيضحك على نفسه مجتمع بيسيب المجرم وبيمسك فى الضحية .. مجتمع أتنزعت الرحمة منه .. مجتمع بيجلد من غير ما يفكر ويوزن الأمور بعقلانيه

هي مش عاهرة أنتم إللى عهره، كل عاهرة يقابلها مئة عاهر وإللى يقول غير كده يبقى ضد المنطق!!

Exit mobile version