Site icon جريدة البيان

موسكو وواشنطن فى حرب على كل الجبهات

موسكو وواشنطن فى حرب على كل الجبهات

 

بقلم/نبيل الغنيمي

 

بعد الحرب السياسية بين امريكا وروسيا على مناطق النزاع فى الشرق الاوسط واوروبا الشرقية وتوسيع حلف الناتو بضم دول تعتبرها روسيا تهديد مباشر لها ، ثم الحرب الاقتصادية بفرض عقوبات قوية على روسيا فى جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية بعد ضم شبه جزيرة القرم ، اتت الحرب الدبلوماسية التى تمخضت عن طرد مئات الدبلوماسيين، وقامت السلطات الامريكية بإغلاق القنصلية الروسية العامة في سان فرانسيسكو والملحقية التجارية وتحطيم اقفال ابواب المباني وتفتيشها بشكل شامل ، وقد وصفت موسكو هذه الممارسات بانها تشكل “انتهاكا فظا” للقانون الدولي. كما ردت موسكو على ذلك بطرد اكثر من 750 موظف من أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية لديها.

 

 

والان جاء دور الحرب الاعلامية. وذلك بعد دعوة معظم المؤسسات الامريكية فى التحقيق بالتدخل الروسى فى الانتخابات الامريكية التى اتت بفوز دونالد ترامب واتهمت واشنطن قناة “روسيا اليوم “أكثر من مرة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي اول سبتمبر الماضي طالبت وزارة العدل الأمريكية الشركة التي تخدم قناة “روسيا اليوم الامريكية” بتسجيل نفسها كـ”عميل أجنبي”.

 

 

فقد اتهم مسؤولون روس واشنطن بممارسة ضغوط غير مبررة على عمليات تلفزيون “روسيا اليوم” في أمريكا وهي محطة يمولها الكرملين ويتهمها البعض في الولايات المتحدة بالتدخل في السياسيات الأمريكية الداخلية الأمر الذي تنفيه المحطة.

 

 

وجاء رد المتحدث الرسمى باسم الكرملين ديمترى بيسكوف في تصريح صحفي: “نأمل في أن هذه المضايقات لوسائل الإعلام وأنا اتكلم هنا عن ” روسيا اليوم ” و”سبوتنيك” في أمريكا، لن تمر من دون أن يلاحظها أحد بالمنظمات الدولية التي تشمل واجباتها مراقبة وضع حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام”.

 

 

وكانت مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير شبكة “روسيا اليوم “أعلنت في وقت سابق أن مطالب السلطات الأمريكية غير شرعية، مشيرة إلى إمكانية مغادرة قناة ” روسيا اليوم ” الولايات المتحدة بسبب ضغط السلطات هناك.

 

 

كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا ، أن لروسيا كل الحق في فرض قيود على عمل المنظمات الإعلامية الأمريكية في روسيا، ردا على “الضغوط الأمريكية” على وسائل إعلام روسية في الولايات المتحدة.

 

 

ويرى من ذلك ان الحرب المفتوحة بين روسيا والولايات المتحدة تتخذ شيئا فشيئا ابعادا متصاعدة، والسخونة تتزايد على كل الجبهات، والتلويح المستمر من جانب وزارة الدفاع الروسية بأن “الخيانة” الاميركية في سوريا ادت الى عرقلة العمليات ضد الارهاب وان واشنطن تسعى لتعزيز مواقع “داعش” ،تعكس ان القادم على مستوى العلاقة لن يكون تطبيعا او تراجعا في التوتر، بل ميلا نحو اطلاق حروب بالوكالة بدأنا نشهد بعض حلقاتها في سوريا وربما تمتد الى مواقع اخرى.

Exit mobile version