كتب : منصور سمل
بعد اصرار من صديقي الصحفي امير أحمد واستاذه ابراهيم عارف واستاذنا جميعا علي ان اكتب تجربتي او قصة دخولي لاثيوبيا مرتين، كانت اول زيارة كانت في٢٠٠٩وقتها لم اقم بزيارة لاثيوبيا الا لأديس أبابا العاصمة لما سمعته لجمال هذه المدينة .
المرة الثانية كانت في ٢٠١٦ اخذني الفضول والشغف ان اجول في اثيوبيا بعض الشئ وان تكون الزيارة لبني شقول
وقررت ان ادخل بني شقول من حدود السودان نظرا بصداقتي بالبعض هناك كما أنني احمل الجنسية السودانية فتوجهت الي صديق لي كان يعمل في جهة سيادية في السودان وايضا هناك صلة صداقة شديدة ما بيننا فتحدث اليه اني انوي العزم وادخل اثيوبيا وازور سد النهضة بما ان في هذا العام بعد عام من الاتفاقية التي وقعت “اتفاقية المبادئ” وما كان يثار من احاديث وروايات حول سد النهضة .
فلابد ان تشاركني في الرحلة بطريقة معنوية ومساعدة قد تكون لفتح الأبواب المغلقة التي سأواجهها وعندما تحدث وبدأ الحديث ..ضحك صديقي بشدة وقال انت تتحدث بانني افتح لك الابواب وانت تشبه الاثيوبيين .
مزحة جميلة فتحدث إليه ماذا تعني قال ساعطيك بعض النصائح المهمة وبعض المعلومات الهامة .
قال قبل كل ذلك دعنا نبحث عن من هو وألي الولاية الحدودية ويقصد ولاية النيل الازرق بالسودان لانها ولاية حدودية مع بني شقول تحديدا وان ابدا زيارتي بها ، فحاول ان يعمل اتصال وتحدث قليلا وقال بالنص انت محظوظ ، هناك في الولاية شخص محترم وسيساعدك عندما تحتاج المساعدة ولكن
قبل ان انسي كانت النصائح المهمة من صديقي ٤
١-ان اتعامل بشكل طبيعي وكانني ابن من ابناء المنطقة
٢-حاول ان لاتقوم بتصوير نفسك في كل الاماكن كي لا تثير الانتباه اليك
٣-في اضيق الاحوال استعمل البطاقة الدبلوماسية التي تحملها
٤-ارجو ان لاتدخل اثيوبيا بعد بني شقول وان تعود للسودان
وبدات رحلتي في الصباح الباكر لاتوجه واركب الاتوبيس من الخرطوم متجها الي ولاية النيل الازرق
دون معاناة وكوني اسمر البشرة وقصير ولي بعض الصفات والملامح السودانية لم يكن هناك اي عائق
الحمد لله وصلت بسلام ولاية النيل الازرق وقمت بالمبيت فيها ليلتين او تلاثة قبل التحرك وذلك حسب تعليمات صديقي
بعد اسبوع في اجمل بقاع السودان الدمارين زيارة لسد الروصيرص منطقة الروصيرص ، وبعد اسبوع توجهت الي بني شقول والتي تبعد حوالي ساعة بالسيارة من المنطقة التي تحركت منها وبعد ان علمت ان الدخول سيكون بشكل غير طبيعي او غير قانوني كان اول يوم لي كان عند صديق لصديقي الذي قام بتوفير السيارة والاشخاص وان ما انا فيه ما هي الا رحلة شخصية عادية وان الامور طبيعية .
دخلت بني شقول فوجدت نفسي في السودان لاني قمت بزيارة لاديس أبابا من بضع سنوات وما وجدته في اديس غير الذي اجده في هذا الاقليم
العادات التقاليد الملبس كل شئ كانك في السودان وتجولت قبل ان اذهب لسد النهضة حيث كان سحر المكان والطبيعة ايضا
بل تتحدث مع السكان عن سد النهضة وعن السودان ومصر
تفاجأ عندما تسمع منهم، فما سمعته في ذلك التاريخ وما وجدته اليوم هو ما جعلني اكتب ، فجملة رجل في قرية صغيرة بجوار السد كان يبدي عليه المرونة والتحدث وفهم العربية كونه درس اللغة العربية في الجامعة بالسودان وكون بعض دراسته عن الشعوب وتأثير اللغات فتحدثت قليلا معه وكان لقاءا قد يكون له دلالات كثيرة فيما سيحدث في الايام القليلة المقبلة
فقال ذلك الرجل ما يحدث في سد النهضة شئ يدعو للقلق لا للاطمئنان فتعجبت ولما ؟!
قال : تارة تجد العمل ليل نهار وتارة تجد ان العمل توقف فجاة وهذا ليس بمشروع قومي في دولة تعرف كيف تدير مشاريعها القومية الكبيرة
فتحدثت اليه ولكني لم اجد كما يقال ان نسبة اكتماله ٧٥٪
فخبرني القليلة والتي لاتساوي شيئا يقول ما شاهدته هو نسبه لايتعدي٤٠٪
فضحك وقال هذا ما اقصده ستجد المفاوضات تطول تطول بنسبة السد
اي مفاوضات تقصد قال مفاوضات السد وما ستجده في الاعوام المقبلة وهنا قاطعت وتحدثت بان اثيوبيا لا تريد ايذاء مصر او السودان حسبما صرحت به الصيادات الأثيوبية !
قاطعني قائلا الشعب، فالشعوب لاتحكم ولكن الحكام لهم رأي آخر ، فالايذاء مبني علي اشياء اخري .
هنا جهلت ما سرده ، فقلت لاتاخذني الي السياسة فهذا مشروع لدولة ومن الممكن ان يكون هناك ضررا علي جيرانها ومن المؤكد ان يجدوا حلا
فقال هذا مشروع سياسي
فطلبت بعض الشاي وابرزت له شخصيتي بانني شخص عادي ولكن مهتم جدا بما تقول من قبيل هل ما تقراه سيحدث
فقال نصا بعد ٥ اعوام تحديدا ستجد ان الطريق مسدودا وانه لا حل الا الحلول العسكرية وقد يحتدم الصدام بين مصر والسودان واثيوبيا
ضحكت قليلا بعد ٥ اعوام فقلت بالعربية ضاحكا “يدينا ويديك طولت العمر”
فقال لي دعني اخبرك بشئ اكثر غموضا من ذلك ، أن مشكلة سد النهضة هي مفتاح حل لغز الشرق الاوسط الذي يدعموه ..
فتعجبت !كيف ؟
فقال : ان كان هناك شرق اوسط جديد كما يزعمون فستفوز مصر وستخسر اثيوبيا وليبيا والسودان وايضا سوريا ” هنا قاطعته انت خيالك بعيد ام انك تهوي التنجيم
هنا قال بالنص ستجد ان حل سد النهضة بما يرضي مصر والسودان ليس ضررا لاي طرف .ولكن ان فعلت اثيوبيا وتعنتت كما اعتقد وأؤكد ذلك والايام ستثبت لك ذلك .
ما اقوله هو ” اربط مع الاحداث مع الارقام مع ماسيحدث
مصر الان محاطة بليبيا والسودان مرورا بدول الخليج
فليبيا وما يحاك مع الحكومة وما يحدث مع الاخوان في ليبيا لدغدغة مصر من الاطراف
فما تقوله مصر ان ما يحاك لنا كجيران فلابد ان نتصدي له لاننا كقيادة في مصر ندعم شعب مصر اولا شعبا وارضا ولن نرضي بما يحاك للمنطقة ولكن بشكل اخر
ان تلاعبتم بنا فسننجوا بمصر وباصدقائها وستدعكم مصر دون اي معاونة او مساعدة
فقاطعته وقلت بالنص هو انت ايه ياحج شكلك مصري وبيتشجع مصر!
ضحك وقال لا وألف لا
يعلم الله اني لا اريد الايذاء والشعوب هي من تدفع الثمن
فقال ما يحدث ان اثيوبيا تصر ان عليها زعامة افريقيا وليس مصر ، وان ما يحول حول هذه الزعامة هي مصر وسد النهضة وما سيحدث من سدود في الاعوام القادمة .
قلت سدود
فقال نعم هناك اكثر من سد سيعلن البناء عنه في ظل مفاوضات سد النهضة ، جزء في اثيوبيا وجزء في دول افريقية اخري
هنا بدا الرسم علي الارض علي التراب واعتذر عن الوصف، ولكن هذا ما حدث قام الرجل برسم خريطة لمصر والسودان واثيوبيا وليبيا وحدد ان هناك مراكز قوي لزعزعة مصر وبعض الدول في القرن الافريقي وتعجبت فقال ما سيحدث في القادم هو صراع علي الذهب
ذهب اي ذهب
قال ذهب الماس المعدن ، صراع المعدن وصراع التكنولوجيا فهززت راسي وودعته علي ان اكمل في اليوم التالي في لقاء موسع .
اليوم الثاني موقع سد النهضة ابريل٢٠١٦العمل شبه متوقف بعض الشئ والنزول شرقا لصديقنا.ع.
فوجدت عنده بعض الاشخاص وهم٣ اشخاص اعمارهم ما بين ٣٨ و ٣٤ و ٤١ وتعرفت عليهم وعرفني صديقي ع بان احد المتواجدين ضمن خريجي كلية الهندسة جامعة امدرمان الاسلامية في السودان .ايضا عمل لبضع سنوات في مشاريع الطرق بالسودان في الفترة من ٢٠٠٨&٢٠١٤ قبل ان يعود الي اثيوبيا ويعمل بها باحد مشاريع لدولة خليجية باثيوبيا وتعجبت من ان يتم تعريفي بهذا الشخص تحديدا وترك ال٢ الاخرين فجلسنا لوجبة الفطور وجبة سودانية اثيوبية وبعد الفطور تحركنا الي الحديقة الخلفية فنشرب الشاي ونبدا بعض الحديث فبدا الحديث بصديقي .هل ذهبت الي مكان السد وشاهدت مكان السد وما تحدثنا فيه بالامس فاجبت نعم وماذا قررت هل كل ما سبق من حديثي امس ماذا وجدت
هنا تدخل صديقنا المهندس فقال ماذا تريد من السد ولماذا تقوم بزيارة الي السد فكان حديثه نوع من انواع العنصرية كوني شخص غامض بالنسبة اليه.
وبدا الحديث عن اني من الفضول والشغف وكوني اعشق افريقيا وكون اني من مواليد السودان .
ومن حيث الشكل فانا احمل الشبه بين الشباب الاثيوبي والسودان
فتهكم قائلا انت مصري وتربية مصر 🇪🇬 وما يحمله مصر لنا من ضغائن لاثيوبيا ولا تريد لاثيوبيا اي تقدم .
وجدته مهاجما متحدثا من احداث اديس ابابا والثورة بمصر وبعض الدول والاحداث التي كانت في ذلك التاريخ من توتر في ليبيا وبعض المناوشات في السودان .تحدث اكثر من٣٥دقيقة ونحن ننصت اليه
هنا بدا صديقي.ع بالرد عليه وبدا الرد ان صديقنا.ع بانه الاكبر سنا وعاصر بعض الاحداث ابان احداث اديس لمبارك
وما اعقبها من ازمات داخل مصر وخارجها وما كان يحدث داخل اثيوبيا في ذلك التاريخ مرورا بالاحداث الحالية والتي توقفنا عنه عن سد النهضة والعلاقة المصرية الاثيوبية الافريقية هنا تدخل احد الجالسين وقال نصا.
ما يحدث صراع علي زعامة افريقيا وان كان سد النهضة وما يكمن فيه من ازمات سيحدد من هو متزعم افريقيا الاعوام القادمة تدخل ع وقال هذا جزء من المخطط فنظرت اليه للمرة الثانية واليوم الثاني وانت مصمم ولديك اصرار علي ان سد النهضة مخطط ضمن مخططات اخري الهدف منها هو
ان تفقد مصر اي سيطرة او اوجه تعاون بينها وبين قارة افريقيا يبحث ابي احمد مع بعض القادة في افريقيا علي تحجيم مصر وتقليص دورها في القارة السمراء وما حدث من القيادة في مصر اربك بعض الحسابات لابي احمد
ودعونا لاننسي ان القيادة في مصر هم من كانوا يضعون ويصنعون القرار ابان فترة مبارك وبعد المجلس العسكري
وابان حكم الاخوان تاكدت مخاوف لدي بعض ممن يتولون القيادة الان بان ما يحدث هو تقارب غريب بين الاخوان المسلمين وبعض القادة الافريقية وان ساهم حكم البشير للسودان وهيمنه الجماعة الاسلامية في السودان بان تتوغل الجماعات الاسلامية وتحديدا الاخوان المسلمين الارهابية داخل افريقيا ووضع اسس وانظمة لتتعامل بها الفترة القادمة
كل ما سبق هو جزء وما حدث من تنصيب الرئيس السيسي لحكم مصر منذ عامين هو نقطة الحوار جميعا نظرنا اليه
فقال متحدثا لم ينسي رئيس مصر ان يذكر افريقيا في جميع خطاباته او لقاءاته لمً ينسي ان يمد يد المعاونة لبعض الدول الافريقية بل الاكثر من ذلك ذكاء القيادة في مصر جعلهم بان يتعاملو مع السودان كجزء من مصر
رغم اعتراف بعض الساسة وبعض الاكاديميين وبعض الخبراء السياسين بان ما يحدث من السودان لمصر في هذه الفترة يدعو الي القلق
اتحدث هنا٢٠١٦فتارة تجد القيادة في السودان تؤكد حق اديس في بناء السد وبان السودان 🇸🇩 لن يتضرر وان السودان يقف جانبا الي الاشقاء في اثيوبيا
وقاطعته قائلا .بان المصالح المشتركة بين الجارتين الخرطوم واديس يجعلها تقف مع اديس
فقاطعني قائلا مصالح الدول الكبري لاتحكم فيها الا مصلحة الشعوب وليس الجيرة