إيناس سعد
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن قضية حقوق الإنسان قضية نبيلة وعادلة ولكن لابد أن نؤمن بنسبية حقوق الانسان
من مجتمع لمجتمع ومن دولة لدولة، فمحاربة الفساد حق من حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية من حقوق الإنسان وكذلك الوحدة الوطنية.
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج يحدث في مصر على فضائية إم بي سي مصر، إنه لا يمكن تعميم الحوادث الفردية التي
تحدث بها خروقات لحقوق الانسان واعتبارها ظاهرة.
وأشار الفقى إلى أن البيان الصادر من 31 دولة عن حقوق الانسان في مصر محاولة إفتراء وتشويه لمصر، فالدول الأوروبية تحلل لنفسها أشياء وتحرمها على غيرها.وأوضح إنه تم تسيس حقوق الانسان وإخراجه من معناه النبيل لاستخدامه كعصا ضد بعض الدول، لافتا إلى أن هناك دول لديها خروقات أكثر من مصر في ملف حقوق الانسان ولا أحد يتحدث عنها.
وقال إن أغلبية الموقعين على بيان حقوق الانسان ضد مصر لا يعرفون شيئا عن الوضع في مصر، مطالبا بعدم الشعور بالذعر من بيان بعض الدول بشان حقوق الانسان في مصر.
وتطرق الفقي للحديث عن المحاولات التركية التصالح مع مصر، لافتا إلى أن هذه المحاولات قد تكون مرحلية للخلاص من بعض الأزمات الإقليمية أو المشاكل الداخلية.
وأضاف أن أردوغان الآن في موقف مختلف عن السنوات السابقة فهو لن يكون مدللا من الرئيس الأمريكي جو بايدن مثلما كان في عهد الرئيس السابق ترامب، لافتا إلى أن ترامب خسر المعركة في ليبيا سياسيا ولم يحقق الاهداف التي جاء من أجلها كما أن المصالحة الخليجية مع قطر جعلت حدة العداء مع شركاء تركيا أقل حدة.
وأشار الفقي إلى أن مصر تربطها بتركيا علاقات وشراكة إقتصادية قوية فضلا عن شراكة سياحية، وكل هذه الامور تجعل من أردوغان يفكر في تحسين العلاقات مع مصر، فمصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو دولة قوية وراسخة.
ورأى أن مصر تتعامل بهدوء مع محاولات تحسين العلاقات ولكن يجب قبل أن تكون هناك مصالحة أن يتم وقف العدائيات بقنواتها المختلفة ضد الدولة المصرية وأن يتم الإعتراف رسميا بوقف تلك الممارسات حتى يكون هناك صفحة جديدة معهم.
وقال الفقى إن مصر تستطيع أن تتخذ مواقف معينة وتتخذ سياسات محددة ليست متوافقة مع السياسة التركية وحدث ذلك تاريخيا أيضا فالعلاقة بيننا ندية وليست علاقة تابع، والأتراك أيضا ينظرون إلى مصر نظرة مختلفة.
وأكد أن مصر دائما لا تسعى إلى الخصومة والدخول في أزمات والرئيس عبد الفتاح السيسي يسعى دائما إلى العمل في صمت وهدوء لبناء دولة عصرية حديثة وقوية، لافتا إلى أن السيسي يؤمن بأن الدور الإقليمي القوي لا يمكن أن يحدث إلا بدولة قوية إقتصادية وهو ما تسعى إليه مصر الآن.