إيناس سعد
أكد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أن المكتبة فخورة بالاحتفال للعام التاسع على التوالي بتخرج دفعة جديدة من طلاب رابطة شباب
الصفوة الأفارقة، ضمن الأنشطة التي ينظمها برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية، لافتًا إلى أن هذه الدفعة
تمثل أكثر من خمسمائة طالب إفريقي من الدراسين بجامعات جمهورية مصر العربية المختلفة ويمثلون دول السودان وجنوب السودان وأوغندا ومالاوي وجزر القمر والصومال وكينيا ونيجيريا.
وأضاف الفقي: “منذ أن توليت مسؤولية إدارة مكتبة الإسكندرية أوصاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمزيد من التركيز والاهتمام بالقضايا الإفريقية وأن أحرص على أن يكون جميع الأفارقة داخل وخارج مصر مُرحبا بهم في المكتبة وأن يكونوا جزءا لا يتجزأ من أنشطتها”.
وأشار الفقى إلى أن مكتبة الإسكندرية كانت أعلنت بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، فتح باب التقدم لبرنامج “منح ما بعد الدكتوراه” في دورته الثانية، الذي يستهدف الباحثين المصريين وغيرهم من الأفارقة فيمن تقل أعمارهم عن الخامسة والأربعون عاما، يقدم إجمالي 50 منحة بحثية في مجالات علوم الأغذية والزراعة، والعلوم الطبية، وعلوم البيئة، والعلوم الهندسية والتكنولوجية.
واوضح أن مكتبة الإسكندرية احتضنت الشباب الأفارقة من خلال مجموعة من البرامج المتخصصة وعلى رأسها برنامج “رابطة شباب الصفوة الأفارقة”، الموجه للطلاب الأفارقة الدارسين بجامعات الإسكندرية والقاهرة وعين شمس، بهدف تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية وفتح قنوات للتواصل بين الطلاب الأفارقة وزملائهم المصريين لتنمية مهارتهم العلمية والمعرفية.
وأكد الفقي حرص مكتبة الإسكندرية على تبني الطلاب الأفارقة الدارسين بمصر، وتسخر كافة إمكانياتها لدعم وبناء قدراتهم، وذلك تأكيدًا منها على دور مصر الريادي بالقارة الإفريقية. وأوضح أن المكتبة تحرص على خلق منصة علمية لتبادل المعرفة والخبرات بين هؤلاء الشباب وبين أقرانهم المصريين، وأن تكون تلك المنصة منبرًا لعرض الرؤى العلمية والثقافية.
وتحدث الدكتور ياسر رفعت، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى الطلاب الخريجين، مقدما التهنئة لجميع الشباب الخريجين المشاركين في البرنامج.
وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن مصر تبذل قصارى الجهد للاستثمار في القيادات الشابة، وتثق أن الاستثمار في الشباب الأفريقي سوف يؤتي بثماره المستقبلية في ظل إيمان الدولة المصرية برسالتها وواجبها تجاه الدول الأفريقية وجيل الشباب الأفارقة.
وأكد رفعت اهتمام الدولة المصرية بجميع الطلاب الوافدين الدارسين في مصر، لافتا إلى أن وجودهم للدراسة والبحث العلمي إلى جانب اندماجهم مع المجتمع المصري يجعل منهم سفراء ينقلون الصورة الحقيقية عن مصر.
وأشار نائب وزير التعليم العالي إلى أن عدد الطلاب الوافدين في مصر شهد زيادة بنحو خمسة أضعاف تقريبا ليتجاوز 100 ألف طالب في العام الحالي مقارنة بـ 22 ألفا في عام 2014، مسجلين حاليا في جامعات مصر الحكومية والخاصة.
ولفت إلى أن إجمالي المنح المصرية المخصصة لدول القارة الأفريقية بلغ 2083 منحة مقسمة إلى 1350منحة في المرحلة الجامعية و686 منحة لمرحلة الدراسات العليا و47 منحة لدراسة اللغة العربية، موضحا أن الوزارة قدمت من خلال أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا جوائز سنوية للشباب المبدعين والباحثين الأفارقة لدعم عملية البحث العلمى والابتكار، وقد تم الإعلان عن فوز عدد 2 باحثين أفارقة ضمن شباب العلماء الأفارقة بجوائز الدولة بمصر.
وأكد أن المراكز البحثية تسخر إمكانياتها للتواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مشتركة، خاصة فى مجالات الصحة، والطاقة، والزراعة، والمياه، إضافة لوجود 4 معاهد وكليات للدراسات الأفريقية بالجامعات المصرية، مؤكدا أن الطلاب المصريين ليسوا معزولين عن الطلاب الأفارقة، ويوجد تواصل بينهم.
وقال إن البرنامج يسعى إلى بناء القدرات وتنمية المهارات من خلال العديد من الأنشطة والمحاور العلمية؛ وطرح فرص مستقبلية لهؤلاء الشباب، والذي من شأنه أن يكون له الأثر الإيجابي على مستقبل الشباب المشاركين، وعلى علاقاتهم بمجتمعاتهم المختلفة.
وألقى السفير محمد خليل، الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كلمة حول الوكالة ونشأتها والدور الذي تقوم به في دعم الدول الأفريقية مستعرضاً محاور عمل الوكالة المتنوعة والموضوعات العديدة التي تغطيها، والدعم القوي الذي تحظى به من القيادة السياسية.
وتطرق السفير محمد خليل، إلى دور الوكالة المصرية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣ بما يتفق وتطلعات القارة الأفريقية في تحقيق حياة أفضل لشعوبها.
من جانبه هنأ الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة شابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، الطلاب الأفارقة بتخرجهم، وألقى كلمة عن أنشطة برنامج شباب الصفوة وتأثيره في بناء قدرات الطلاب العلمية والمعرفية.
وقدم الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتورة شهيرة سمير نائب رئيس جامعة عين شمس، التهنئة للطلاب الأفارقة الحضور، وألقوا كلمات عن أنظمة التعليم والبحث العلمي والخدمات التي تقدمها مؤسساتهم الجامعية للطلاب المصريين والوافدين.
كما تحدث الطلاب الأفارقة ممثلين البرامج المختلفة من الدول الإفريقية الذين تقدموا بالشكر لمكتبة الإسكندرية لاحتضانهم في فترة دراستهم في مصر وتقديم كل امكانيتها لتنمية مهاراتهم، كما شارك الطلاب بعرض ثقافتهم المختلفة من أغاني ورقصات وطنية وعروض للأزياء الوطنية لدولهم. كما تقدم الطلاب بالشكر لجمهورية مصر العربية لاستضافتهم.
جدير بالذكر أن برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بمكتبة الإسكندرية ينظم مجموعة من البرامج الأسبوعية التي تهدف إلى تنمية القدرات العلمية والمعرفية في مجالات التنمية المستدامة والتوعية البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية الموجهة للشباب المصري والإفريقي.