Site icon جريدة البيان

“محمد حسان” يكتب : فــقــــــر الـعـقــــــــــــول

بقلم / محمد حسان

الفقر ليس فقر الجيب وقلة المال ولكنه فقر العقول التي تجلب المال ، عادت بنا الأيام وتقهقرت الى حيث بدأنا منذ عهد المخلوع في اللعب على الشعب الطيب الغلبان بماتش الكورة لتفويت قانون ما على الناس أو نسيان ماحدث في غرق مركب أو أو … الآن نفس اللعبة عادوا لها وكأنهم أبقوا على المخلوع كي يشاركهم ويتدارسون معه كيف نُلهي شعبك أنت أعلم به منا ؟ فكانت مسكنات11 / 11 وهي على حد علمي والله اعلم لعبة مخابراتية من الدرجة الأولى فلقد بلعها الشعب ومعها بلع الكثير من زيادات الأسعار الغير مسبوقة في التاريخ وكذلك تعويم الجنيه ورفع سعر الدولار في البنك المركزي من 8.30 الى 14 ج ،أسمع هذيان وغليان في الشارع ، حالة من الذهول تنتاب الجميع وكأنهم سُرقوا ونُهبوا وهذه هي الحقيقة فهم بالفعل سُرقوا ونُهبوا كل شيء في ازدياد غير طبيعي ،أصبح الجنيه في جيب المواطن لا يساوي عشرون قرشا والتجار خُلقت لهم كلمة الجشع كي يوصوفوا بها ولا فرق بين صيدلي أو تاجر طورشي كلهم يتاجرون بنا فالصيدلي يعرف أنه ستكون هناك زيادة في الدواء فيخفي الدواء مثله مثل أي تاجر غير متعلم ، يملك بضاعة بمليون جنيه يحتكرها ويخفيها لتصبح مليوني جنيه لم يفكر قط في مريض أو فقير أو ابن بلد نسي كل شيء ما دامت هناك مصلحة.

هاجت المعارضة المصرية وماجت على حد زعمهم وأطلقوا ما يسمى 11 / 11 وثورة الغلابة واشك في ذلك والتي ستسعى للإطاحة بالحكومة العسكرية جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والغلاء المتزايد وفقدان الشعب ثقته في الحكومة المصرية ، وظهر علينا سائق التوكتوك يوم 13 أكتوبر تحدث بشكل مؤلم عن أوضاع البلاد من غلاء ونقص السلع وخلق زوبعة إعلامية وانتهي ، وظهر آخر سمى بوعزيزي الاسكندرية في يوم السبت 15 أكتوبر، حيث أقدم الشاب على إحراق نفسه في منطقة كورنيش سيدي جابر وانتشر هاشتاج “حرق نفسه ياسيسي” ألهوا الناس بالاعلام الذي تجاهل بالكلية الكلام عن الثورة ، وشبكات التواصل الاجتماعي بلغت أهدافها ، وفي النهاية فعلت الحكومة ما تريده بنا وأصبحنا مكتوفي الأيدي لا حول بنا ولا قوة .

مؤسس الشيوعية كارل ماركس قال ” الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة.. الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً .

بالفعل ليس الفقر فقر الجيوب لكنه فقر العقول.

Exit mobile version