Site icon جريدة البيان

مجزرة الحرم الإبراهيمي ونابلس وقصف غزة . . حي علي الإنتفاضة الثالثة

 

أعد الملف / أبوالمجد الجمال

 

وسط أسوأ عملية إستغلال لإنشغال العالم بتداعيات زلازل تركيا وسوريا التي خلفت وراءها أبشع كارثة إنسانية في تاريخ العالم أكثر خطورة وضراوة من تبعات الحروب “النووية والذرية” حيث قتلت أكثر من 44 ألف ضحية وتسببت في تضرر أكثر من 23 مليون مواطن جراء 4000 زلزال تابع لزلزال “6 فبراير” المدمر ليفاجئ العالم قبل أن يلتقط أنفاسه بزلزال جديد يقتل نحو 11ضحية تلاه زالزالا آخرا في تركيا وسط صور مأساوية بشعة يشيب لها الجنين في بطن أمه في ظل إستمرار عمليات البحث عن الضحايا والمصابين تحت الأنقاض وإستمرار تحذيرات العالم وخبير هولندي بوقوع تلك الزلازل في دول أخري بعد أن تنبأ بوقوعها في تركيا وسوريا ووسط تحذيرات ومخاوف خطيرة من أن يتسبب “سد النهضة” في زلزل يضرب مصر وإن كان رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور “جاد القاضي” والحكومة المصرية والعديد من الخبراء نفوا نفيا باتا وقاطعا التنبأ بوقوع أي زلازل في مصر أو دخولها منطقة “حزام الزلازل” ووسط تداعيات الحرب “الروسية – الأوكرانية” التي دخلت عامها الثاني في ظل تأكيدات ل – محللون ومراقبون – بأنه لم يعد هناك وقتا الآن ل “الحوار أو التفاوض” في ظل تمسك كلا الطرفين بشروطهما التعجيزية والمستحيلة مادفع الصين لتقديم مبادرة جديدة لحل الأزمة “الأوكرانية – الروسية” وسط إعتراض الرئيس الأمريكي “جون بايدن” الذي أعلن ترشحه لولاية جديدة فبينما يشترط الرئيس الأوكراني “فولديمير زيلينسكي” إنسحاب القوات الروسية بالكامل من كافة الأراضي الأوكرانية المحتلة وعودة المناطق الأوكرانية الأربعة التي تم ضمها للإتحاد الروسي قبل إجراء أي تفاوض مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” يشترط الأخير ضرورة الإعتراف بالأمر الواقع وضم المناطق الأربعة لروسيا وسط تزايد وتيرة المخاوف الإقليمية والدولية من تسببها في حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها قوة “الردع النووي” وإتهامات موسكو لواشنطن بوجود مختبرات نووية لها علي الأراضي الأوكرانية ودعم إجراء تجارب نووية عليها وإتهامات لحلف الناتو بالتورط في دعم كييف عسكريا وإقتصاديا حيث رصدت موسكو مؤخرا دعم واشنطن لكييف بمساعدات عسكرية بلغت قيمتها لنحو 50 مليار دولار هذا بإستثناء الشحنات الأوروبية بحسب نائب رئيس مجلس الأمن القومي “ديميتري ميدفيديف” في وقت فرض فيه الإتحاد الأوربي مؤخرا حزمة عقوبات عاشرة علي روسيا وشركات إيرانية متهم طهران بتزويد الأولي بطائرات مسيرة بحسب ماأعلنته رئاسة الإتحاد السويدية وقررت كندا تزويد كييف ب 4 “دبابات ليوبارد 2” بحسب رئيس الحكومة الكندية “جاستن ترودو في ظل إستمرار توسع الناتو عسكريا علي مقربة من الحدود الروسية وهو مااعتبرته موسكو تهديدا لأمنها القومي في ظل عدم إستجابة واشنطن والغرب لمطالبها التي اعتبرتها سببا رئيسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا بعد أن تسببت في ازمة طاقة عالمية خاصة في أوروبا في وقت بات فيه العالم علي شفا أزمة جوع غذائي في ظل توحش غلاء الأسعار بصورة جنونية وغير مسبوقة ونادرة في وقت يسعي فيه مجلس الأمن الدولي برعاية أمريكية خلال الساعات القليلة المقبلة لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد ساعات قليلة من أول زيارة للرئيس الأمريكي “جون بايدن” لكييف وإلتقائه بنظيره الأوكراني “فولديمير زيلينسكي” لدعم كييف التي اعتبرها نظيرهما الروسي “فلاديمير بوتين” إعترافا صريحا وواضحا لواشنطن بتورطها في الصراع الأوكراني وسط تزايد وتيرة المخاوف أيضا من شن الصين لعملية عسكرية مماثلة في تايوان في ظل إختراقها المستمر للمجال الجوي للأخيرة والتجارب النووية لكوريا الشمالية وبعد 24 ساعة فقط من العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة علي مدينة نابلس وسط صمت وتخاذل دولي فاضح ومشين قصفت قوات الإحتلال الإسرائيلي مواقع للمقاومة في قطاع غزة ردا علي اطلاق صواريخ علي إسرائيل إعترفت حركة “الجهاد” الإسلامي بمسؤوليتها عنها ردا علي العدوان الشامل علي نابلس وبعد مرور أيام قليلة عليها أقرت حكومة الإحتلال بناء أكثر من 7 آلاف بؤرة إستيطانية جديدة في المستوطنات غير القانونية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة بعد تصديق مجلس التخطيط والبناء الأعلي في المستوطنات عليها خلال 24 ساعة فقط بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية أدانها بقوة الإتحاد الأوربي في بيانه الناري لتشتعل الإنتفاضة الثالثة في فلسطين حيث نفذت المقاومة نحو 53 عملية نوعية خلال 24 ساعة فقط ضد قوات الإحتلال أسفرت عن وقوع 8 إصابات بين صفوفه أعلنت جماعة “عرين الأسود” مسؤليتها عن تنفيذ عملية ضد معسكر “صبره” أسفرت عن إصابتين بين صفوف قادة الإحتلال فضلا عن عمليات أخري للمقاومة بالضفة الغربية والقدس المحتلة في إطار الذكري ال 29 لمجزرة “الحرم الإبراهيمي” في وقت إعتمدت فيه حكومة الإحتلال 9 مليارات شيكل بمايعادل نحو 2,5 مليار دولار أمريكي لدعم خطة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف “إيتمار بن غفير” لتنفيذ عمليات ضد المقاومة الفلسطينية لكسر إرادتها وإثناءها علي مواحهة الإحتلال وكان “بن غفير” طلب في وقت سابق نحو 14 مليار شيكل بمايعادل 4 مليارات دولار أمريكي لهذا الغرض في مؤشر قوي وتأكيد جديد علي قرب إندلاع الحرب الثالثة علي غزة وأنه “لاوقت الآن للتفاهمات والإتفاقيات” 

 . . وفي أول رد ناري وعاصف علي العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة والمفاجئة علي مدينة نابلس طالبت السلطة الفلسطينية واشنطن بالتحرك الفوري والضغط علي حكومة الإحتلال لوقف جرائمها البشعة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل

 

 . . فيما اعتبرتها الحكومة الفلسطينية علي لسان رئيسها “محمد أشتية” إرهاب دولة منظم يؤدي لمزيدا من التصعيد وطالبت المجتمع الدولي بممارسة مسؤوليته تجاة وقف الإنتهاكات والخروقات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في تحد صارخ وفاضح لقواعد القانون الدولي والإنساني وقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بهذا الخصوص التي من شأنها منع أي قرارات أحادية من الجانب الإسرائيلي 

 

. . في حين أعلنت كافة القوي والفصائل الفلسطينية تنظيم إضرابا شاملا بدءا من الخميس 23 فبراير حدادا علي الشهداء الفلسطينيين الستة

 

 . . فيما حذرت كلا من كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحماس علي لسان المتحدث بإسمها “أبوعبيدة” وحركة “الجبهة الشعبية” من إستمرار إنتهاكات الإحتلال والعدوان الشامل علي الضفة الغربية والقدس مايشعل نيران المقاومة ويؤجج الصراع ولن يثني المقاومة عن الدفاع عن كامل التراب والأراضي الفلسطينية المحتلة

 

 . . بينما اعتبرتها حركة “الجهاد” الإسلامي محاولة لخنق المقاومة وتشوية للحقائق وتآمر علي القضية الفلسطينية ومجزرة جديدة للإحتلال لن يرد عليها إلا بمجزرة مثلها 

 

. . كانت قوات الإحتلال الغاشم قد شنت عملية عسكرية شاملة علي مدينة نابلس صباح الأربعاء 22 فبراير بحجة البحث عن مطلوبين وحاصرت منزلا بالبلدة القديمة كان يتحصن به مقاومين من حركة “عرين الأسود” واطلقت عليه صاروخا وقتلت عنصرين داخله من جماعة “عرين الأسود” كماقتلت أكثر من 9 آخرون وأصابت أكثر من 102 فلسطينينا بالرصاص الحي منهم 6 في حالة خطرة في مواجهات دامية مع شبان فلسطينيين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية

 

 . . كانت قوات الإحتلال منعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول للمصابين في البلدة القديمة واطلقت الرصاص الحي عليها بحسب الهلال الأحمر في فلسطين

 

 . . واعتبرها – محللون ومراقبون – فلسطينييون ضغوط قوية للإحتلال للإعتراف بدولة إسرائيل الكبري والأمر الواقع ولإحتواء المظاهرات الإسرائيلية الرافضة للتعديلات القضائية التي أقرتها حكومة الإحتلال ولملمة أشلاء خلافات المعارضة الرافضة لحكومة “نتنياهو” التي تضم في عضويتها اليميني المتطرف “إيتمار بن غفير” وزير الأمن القومي الذي إقتحم المسجد الأقصي 3 مرات حتي الآن في حماية قوات الإحتلال وأعلن عن خطته لتهويد القدس وبناء “الهيكل” المزعوم وتوسيع النشاط الإستيطاني التي بدءها ب ببناء “9 بؤر إستيطانية” جديدة من ضمن ألف وحدة مرتقبة

 

 . . علي الجانب الآخر كشفت “هيئة البث” الإسرائيلية نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي إستعداد جيش الإحتلال لأي عمليات إنتقامية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومواجهات عنيفة خلال الساعات القليلة المقبلة ردا علي مجزرة “نابلس”

 

 . . فيما إستهدفت العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس مقاومين تابعون لحركة “عرين الأسود” كانوا قد قتلوا جنديا إسرائيليا في عملية أكتوبر الماضي بحسب وسائل إعلام إسرائيلية

 

 . . في حين برر بيان لجيش الإحتلال العملية العسكرية في نابلس كخطوة إستباقية لعملية جديدة للمقاومة والفصائل الفلسطينية في معلومات وردت بشأنها لجهاز “الشاياك” الإسرائيلي ومشاركة 100 جنديا إسرائيليا وقوات “اليمام” الخاصة بمكافحة الإرهاب في عملية نابلس الأخيرة وإنسحاب قوات الجيش لثكناتها علي أطراف مدينة نابلس بعد إنتهاء العملية العسكرية

 

 . . هذا وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بعد 24 ساعة من التنسيق الأمني “الإسرائيلي – الفلسطيني” لوقف التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية وبعد شهرا من العدوان الإسرائيلي الغاشم علي مدينة جنين 

. . وكان كلا من رئيس حكومة الإحتلال “بنيامين نتنياهو” ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي قد كشفا عن وجود تفاهمات “إسرائيلية – فلسطينية” برعاية أمريكية بغية التهدئة ووقف التصعيد في الضفة وغزة والقدس مقابل قيام السلطة الفلسطينية بسحب شكواها من مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لإدانة جرائم الإحتلال ووقف مشاريع التوسع في النشاط الإستيطاني في وقت تسلح فيه حكومة الإحتلال المستوطينين اليهود في الضفة الغربية وغزة والقدس

 

 . . وكان مجلس الأمن الدولي في إجتماعه في 21 فبراير قد صوت علي مشروع قرار يدين التوسع الإستيطاني

 

 . . وكانت واشنطن قد رفضت في وقت سابق مشروع قرار في مجلس الأمن يوقف الإستيطان الإسرائيلي رغم إعلان الإدارة الأمريكية علي لسان وزارة الخارجية الأمريكية “أنتوني بلينكن” دعم واشنطن لحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتعزيز “حل الدولتين” في ظل تناقض غريب ومثير للإدارة الأمريكية تجاة القضية الفلسطينية 

 

. . وكان الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قد طالب مرارا وتكرارا وفي كل مناسبة بالتهدئة ووقف التصعيد وحل الدولتين 

 

. . وكان زير الخارجية المصري السفير “سامح شكري” طالب خلال قمة الإتحاد الأفريقي مؤخرا بوقف جرائم الإحتلال وإنتهاكاته الصارخة بحق الشعب الفلسطيني ووقف التوسع في العمليات الإستيطانية التي تزيد من لهيب الصراع والتصعيد بما يهدد أمن وإستقرار المنطقة.

Exit mobile version