السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

متي تستعيد الأمة روح أكتوبر؟!

متي تستعيد الأمة روح أكتوبر؟!

 

كتبت/ريهام الزيني

 

رزقني الله اللسان لأتحدث به و أعبر عن أفكاري،كما رزقني العقل لأفكر قبل أن ينطلق لساني،لهذا فإنني أستخدم عقلي ليمد لساني بالكلام الذي سيكتب في هذا الموضوع الحيوي ، الذي لطالما أردت أن أجد الفرصة للتحدث فيه ،وذلك لمدي أهميته من أجل مستقبل أفضل لمصر ولأمتنا العربية بأكملها.

 

تمر السنون.. سنة بعد أخري .. ونحن نعتز ونحتفل بذكري أهم الإنتصارات،إنتصار أكتوبر المجيدة ،النصر الذي أعاد لمصر والأمة العربية كرامتها وعزتها..

 

وفي الوقت نفسه تمر الأمة العربية والإسلامية بمرحلة من أخطر المراحل وهى مرحلة تقرير المصير،ولابد أن تتوحد كلمتها وإرادتها فى وجه العدو الصهيونى الماسوني وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه .

 

إن ما تعيشه أمتنا اليوم من تفكك وتشرذم يشبه -إلى حد بعيد- حالات عاشتها من قبل، تقطعت فيها الراية الواحدة إلى عدة رايات.. يقاتل بعضها بعضا، وتمزق فيها الشعب الواحد إلى شعوب ودول شتى، وما أشبة الليلة بالبارحة، تلك الحالة تشابه كثيرا ما نقاسيه اليوم من شتات وضياع.

 

ورغم الإنتصارات العظيمة التي حققتها مازال حال الأمة حال فرقة وشتات وقتل للأرواح البريئة وإشاعة الخوف والذعر والفوضى، فالدماء تسيل في كل مكان ولا حول ولا قوة الا بالله.

 

واليوم لا أريد أن أحدثكم عن الإنتصارات التي حققناها في أكتوبر ،ولكني أريد أن أذكركم فقط بروح أكتوبر التي أتت لنا بهذة الإنتصارات العظيمة،وكيف نستلهم هذة الروح في الإعداد لمستقبل أفضل للأجيال القادمة،إنها روح أكتوبر التي نحن في أشد الحاجة اليها خلال هذه المرحلة لنعبر من جديد لمستقبل أفضل لمصر وأمتنا العربية…

 

فلا مستقبل دون إعادة قراءة التاريخ،فالأمم فى لحظاتها الصعبة تقف لتعيد قراءة ماضيها جيدا،لتفهم حاضرها،وتعبر إلى المستقبل .

 

ففي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت السادس من أكتوبر عام 1973 جاءت الساعة التي تمناها الملايين وعملت لها وإنتظرها المصريين و الأمة العربية والإسلامية جمعاء من المحيط الى الخليج، كانت مصر تعيش واحدة من أمجد ساعات عمرها ، وكان العالم المأخوذ بالمفاجأة والمشهد الجليل للقوة العربية يتجه بأنظاره الى مصر الحبيبة بإعتبارها مركز القيادة للعمل العسكري والسياسي.

 

وإذا قرأنا فى المراجع الأجنبية عن حرب أكتوبر،فإن أول ما يصدمنا هو غياب مصطلح “حرب أكتوبر” ،وسنجد بدلا منه مصطلحا غريبا هو “حرب كيبور”، أى حرب عيد الغفران،وهو مصطلح عبرى،وفي المقابل نفتخر نحن المصريين باسم “حرب العبور”، تمجيدا لذكرى عبور القناة وتحطيم خط بارليف،هذا المستحيل الذى كان يزعمه الكيان الصهيوني،كما نطلق عليها أحيانا حرب العاشر من رمضان، تبركا بأن الحرب وقعت فى شهر رمضان المبارك، وغزوة بدر، ولكن ساد كثيرا مصطلح حرب أكتوبر أو ٦ أكتوبر.

 

لكننا للأسف وقعنا فى العديد من الأخطاء،ربما أولها أننا حتي الأن لم نصدق قيمة و حجم الإنتصار الذى حققناه فى أكتوبر، وإستعادة الكرامة،وعودة التضامن العربى الذى عبر عن نفسه خير تعبير،ولم نستثمر تلك الروح الجديدة فى صناعة المستقبل .

 

فنحن جميعا تأكدنا أن طريق الإنتصار الذي لا يأتى بالنوايا الحسنة أو التزام “شروط الدعاء المستجاب” رغم أن الله سبحانه وتعالى عز وجل هو من قال “إدعونى أستجب لكم” وفى نفس الوقت لابد من الأخذ بالأسباب ولأن الله “عدل” فلا يمكن أن يساوى بين من يعمل ومن لا يعمل ،ولا بين الإجتهاد والتواكل.

 

أن تحقيق النصر لا يكون أبدا للكسالى،ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب،والنبي صلى الله عليه وسلم، ضرب أروع الأمثلة عندما كان يدبر ويخطط لأمر الحرب فلم يكن حينها مشرعا ولكنه كان مشاورا لأصحابه، لأن أمر الحرب خاضع لتغير الزمان والمكان وتجدد فنون القتال.

 

وعندما نرى الجيش المصري فإننا نكون أمام منظومة مطبقة لنبوءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،فهو جيش متماسك على مر التاريخ،ومدافع عن وطنه وعرضه حتى قيام الساعة،و المشاهد التي رأيناها في حرب أكتوبر، والدراسات التي صدرت تؤكد أن جيش مصر قهر جيشا كان يقال إنه الجيش الذي لا يقهر.

 

ولنتذكر حرب أكتوبر التي إستحضر فيها جنودنا المصريين الذين هم خير الأجناد على الأرض قوة الروح ، فقوة الروح قادرة أن ترهب أعدائنا ، لهذا نرى أن المؤمن القوي يعمل بالعزة ويعمل من أجل الكرامة.

 

ولنتذكر أيضا المصري القديم وقدراته وطاقاته التي هي السبب في توازنه ، ما هذه العظمة ، وكيف تكون الروح بهذه القوة لبشر يبنون تراث ويحافظون على وطن في حيوية ونشاط .

 

إنها قوة إلهية تبث روح الأمان وإرادة فولاذية أذابت خط برليف ، أو ليسوا هم المصريين ، المصري القديم والمصري الحديث الذي لديه قوة الفكر وقوة الأداء الذي يقودنا للنصر،وإنتصار النفس الهادئة القوية على النفس الضعيفة،ومواجهة التحديات تجعلنا ننتصر في كل مواقف حياتنا وليس فقط الإنتصار في حروب.

 

إنه إنتصار النفس على النفس حتى نخرج إلى الإنتصار الأعظم ، إنتصارنا على جميع قضايانا التي تضعف من شأننا وتهز عرشنا ،ولإستعادة هذه الروح وإستغلالها في القفز بشعوبنا العربية إلى مصاف العالم الأول ، لابد أن نحيى العناصر والمقومات التي تمتلكها هذة الشعوب العظيمة.

 

والإحتفال هذا العام بإنتصارات أكتوبر، وبعد التقاط الأنفاس للشعب المصري العنيد علي التحديات التي واجهها الأعوام الماضية،لا يجب أن تكون مثل ما فات أو مثل السنوات الماضية،فما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة أن نتعامل مع روح الإنتصار والإرادة بإعتبارها منهج للحياة ينبغي أن نلتزم به .

 

ومن هنا تأتى الحاجة لإستحضار روح أكتوبر المجيدة..:-

 

إننا نؤمن جميعا أن هذه الأمة لن تكون لها مكانة ولا قوة إلا بوحدتها،فعندما تحتفل مصر و أمتنا العربية بنصر أكتوبر،علينا أن نذكر سنوات الهزيمة والهوان وأن نتذكر دائما أن لنا أعداء يتربصون بنا ويسعون لدمارنا كما هو حاصل الآن في المنطقة .

 

إن النصر الكبير الذي حققه الجيش المصري والعربي، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التلاحم العربي والتضامن العربي هما الأساس الأول بعد الله لأي إنتصار .

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الأن..
ماذا بقي من تلك الروح والتضامن العربيين ؟!

 

لا أتحدث فقط عن أوضاعنا حاليا والعرب ممزقون ، وأبناء البلد الواحد يفني بعضهم بعضا ، بل أتحدث عن السنوات الماضية منذ 1973.

 

ماذا بقي من روح أكتوبر؟!
و أين التضامن العربي ووحدة المصير والطريق والنضال؟!
و هل كتب على هذه الأمة أن تبقى متفرقة؟!
و هل من سبيل إلى إستعادة روح أكتوبر؟!

ولإستلهام روح أكتوبر المجيدة، علينا أن نعي الدروس المستفادة من هذا الإنتصار وأولها أن العرب قوتهم في وحدتهم وفي تضامنهم وأن التضامن العربي يتجلى وقت الشدة والمحن .

 

نعم لقد شاركت معظم الدول العربية في تحقيق هذا النصر بالرجال والعتاد وبوقف ضخ النفط للدول المتضامنة مع الكيان الصهيوني.

 

ومن الدروس المستفادة كذلك أن ما أخذ بالقوة لا يسترد الإ بالقوة ، فلا المفاوضات ولا المؤتمرات تعيد للعرب حقوقهم ولا مقدساتهم التي تداس .

 

ولنعلنها صراحة من هذا المنبر .. الكيان الصهيوني وأهل الشر لا يفهموا غير لغة القوة مهما تظاهروا بغير ذلك ، ولغة القوة تأتي باللجوء الى الله سبحانه وتعالى والتكاتف مع بعضنا البعض.

 

فهؤلاء لا يريدون سلاما ، بل يريدون لنا ذلا وهوانا وإستسلاما لكل عربي ، ويريدون أن تذهب الأرض ومقدسات المسلمين ، و أولى بشاير النصر أن ننتصر على الخوف في داخلنا ، وأن نكسر حاجزه ونعيد بناء الإنسان المصري والعربي من جديد.

 

فعلينا أن نتسلح بالوعي والعلم ونسعى اليه ونطلبه في كل وقت وفي كل مكان ،في يوم ساد الجهلاء إنكسرت الأمة،ونالت الهزيمة وراء الهزيمة .

 

لكن أثبتت حرب أكتوبر أن التخطيط هو المحرك الأول لتحقيق الإنتصارات ،فعلينا بالتخطيط حتى نقضي على الفوضى التي تسود حياتنا، وعلينا محاربة الفساد والمفسدين، وأن نحرر أنفسنا من الضغائن والأحقاد ،فأول أسلحتنا سلامة الجبهة الداخلية فيها نحصن أنفسنا من الفتن والشقاق، لتحقيق الإنتصارات كما تحققت في أكتوبر 1973 .

 

فعلينا أن نستفيد من نصر أُكتوبر وعبور أصعب مانع مائي،وتحطيم خط بارليف لنعبر ببلدنا الصعاب ونحطم كل التحديات التي تمر بيها أمتنا العربية .

 

وعلينا وعلي شبابنا أيضا أن نستعيد روح أُكتوبر وأن نستعيد تاريخنا المجيد الحافل بالإنتصارات ليكون حافزا قويا لبناء الحاضر والمستقبل،لننقذ مصر وأمتنت العربية من الضياع

 

إن ملحمة حرب أكتوبر شهدت العديد من القصص البطولية وعلت روح التضحية والفداء، وإننا في حاجة الأن وبإستمرار أن نتعرف علي نماذج من هذه البطولات ، نماذج من الرجال الذين ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن ، وننعم جميعا بالسلام علي كامل أراضينا.

 

إن كتاب البطولات زاخر بالعديد والعديد من البطولات الفردية والجماعية الذي يجب أن نتعرف عليها ونعرفها للأجيال الجديدة التي لم تعش ملحمة حرب أكتوبر ،حتي نستلهم روح أكتوبر من جديد من هذه القصص والبطولات.. نستلهم منها روح التضحية والفداء..

 

و إستعادة روح أكتوبر يكون بالعمل الجاد المستمر، وأن يكون الشعب علي قلب رجل واحد ، كما كان في حرب أكتوبر ننكر ذاتنا ونعلي من قدر أوطاننا بأن نعمل ونعمل لنحقق الرخاء لشعوبنا.

 

ومن أجل ذلك كان علينا أن نستعيد من جديد روح أكتوبر بوعى شبابنا ،و روح الإنتماء الذى تفجر بداخل كل مصري وعربي مع حرب أكتوبر المجيدة .. لننقذ مصر والأمة أولا نحمى بلادنا التى ضحينا بأغلى أرواح أبنائنا وآبائنا وإخواننا فكل أسرة مصرية وعربية لديها شهيد على مر التاريخ ..

 

فقط من أجل المصلحة العامة كانوا متوحدين صامدين .. وبهذه الروح القوية من الإنتماء والإيثار والتضحية علينا أن نتوحد جميعا لننقذ مصرنا ،و ننقذ أمتنا من هذا الشلل الذى يزحف عليها ، من الفوضى التى تعم حياتنا مع

إنتشار الحروب والفوضي بأساليبها الحديثة و الخطيرة.. فتسرق منا جميعا الأمان ومن أبنائنا من قبلنا وتخرب مصالحنا وأعمالنا وسير حياتنا لتجرنا إلى الضياع ..

 

والسؤال الذي يطرح نفسه….

كيف حققت مصر والأمة العربية هذا النصر العظيم في ظل ظروف صعبة تحارب فيها عدو يقف معه ويساعدة القوي العظمي في العالم ؟!

 

الإجابة بإختصار …

 

إنه الإنتماء لهذا الوطن ولهذة الأمة هو الذي حقق هذة المعجزة،فبدون الإنتماء لوطن لايمكن أن تحقق أي شيء .

ولكن… كيف يتولد الإنتماء ويتعمق في نفوس المصرين والعرب

والإجابة بكل وضوح هي :-

 

الإنتماء يتولد بالحب فإذا أحببت فسوف تنتمي..
والحب يتولد بالإعجاب فإذا أعجبت بشيء أحببتة..
والإعجاب يتولد بالمعرفة..

وأُولي درجات المعرفة أن تعرف تاريخ بلدك العظيم وإنجازاتة رغم كل التحديات علي مدار التاريخ فتفخر ببلد ونفسك..

 

والمعرفة تولد الفخر والإعجاب ..

والإعجاب يولد الحب ..

والحب يولد الإنتماء ..

والإنتماء يصنع المعجزات ..

 

فأنا أنتمي لهذا الوطن ولهذة الأمة لأنني أحببتها نتيجة إعجابي بيها من خلال معرفتي بتاريخها الذي أفخر به..

 

لهذا كان كل هذا الحب الذي يتولد عند المصرين والعرب ويظهر بجلاء وقت الأزمات والمشاكل والصعاب التي تمر بها الأوطان.

 

واليوم، ونحن نستعيد ذكرى أكتوبر، لسنا بحاجة الى شئ في الوطن العربي، قدر حاجتنا الى إستعادتها روحها هذه وهي روح أكتوبر .

 

وهنا يمكننا أن نتسأل ..

ماذا تعني روح أكتوبر ؟! :-

 

تعني أولا، الإرادة.. إرادة مواجهة التحديات والثقة في القدرة على ذلك .
وتعني ثانيا، العمل والتخطيط..

وتعني ثالثا، التوحد العربي وحشد الامكانيات والقدرات العربية من اجل تحقيق اهدافنا..

وتعني رابعا، إستنهاض الروح الوطنية لدى الإنسان العربي، والذي أثبت أنه قادر على تحقيق البطولات دفاعا عن وطنه وأمته..

 

وإننا في هذا الشهر العظيم شهر الإنتصارات نأمل أن نستعيد جميعا هذه الروح حتي نحقق النصر من جديد..

 

فما أحوجنا في زمن الإنكسار العربي الى أن نستلهم روح أكتوبر من جديد، فقد حقق الجندي المصري معجزة تفوق كل خيال ومقياس عسكري، فقد قهر أكبر مانع مائي بالتاريخ،وقضى بقدرة الله على أسطورة جيش الكيان الصهيوني الذي لا يقهر.

 

فلم تكن إنتصارات أكتوبر مجرد حرب إنتصرنا فيها علي العدو وإنما هي منهاج حياة نتذكره كلما حل بنا كل تحدي جديد .

 

إن حرب السادس من أكتوبر وحدت الأمة العربية بجميع أطيافها، خلف مصر التي تعتبر حجر الزاوية فى البيت العربي ، نعم إننا في حاجة الي روح أكتوبر التي نجحت في لم شمل الأمة العربية من المحيط الي الخليج..

 

ففي يوم السادس من أكتوبر 1973 سجل الجيش المصري التاريخ بحروف من ذهب في صحائف من نور ليسجل الميلاد الجديد لمصر الكنانة وللأمة العربية جمعاء.

 

و إننا في أشد الحاجة الأن لإستعادة هذه المنظومة، وإستلهام روح أكتوبر لعبور جديد لمصر والأمة العربية من صعوبة الوضع الحالي إلى المستقبل المشرق والغد الأفضل،خاصة مع ما تمر به المنطقة من فوضى وإضطرابات وحروب وصراعات ، فروح أكتوبر لم تصعد إلى بارئها، بل ما زالت تسكن أجسادنا وهى ستلبى النداء متى أردنا.

 

“متى إستعادت مصر و الأمة العربية هذه الروح،فإنها قادرة على أن تحقق المعجزات “

 

وللأسف أن أول من يدرك ذلك هم أعداء الأمة،هم يدركون أن الأمة العربية تملك كل القدرات والإمكانيات على أن تحقق المستحيل إن هي قررت ذلك،وإن هي توحدت وعملت من أجل ذلك،ولهذا، يسعى أعداء مصر و الأمة العربية دوما الى تمزيق صفوفها وإهدار قدراتها ومصادرة إرادتها، والحيلولة دون توحدها بكل السبل.

 

متى إذن تستعيد الأمة روح أكتوبر ؟!

فهل نتوحد جميعا ياخير أجناد الأرض الطيبة على روح الإنتماء والتكالتف والإيثار ليعم الخير على مصرنا الغالية وأمتنا العربية ؟!.

 

ما أجمل أن يتحد العرب ولما لا ؟ ألم يعلموا أن يد الله مع الجماعة ، آه لو توحد العرب !! ولما لا ؟ ألم يعلموا قول الله : ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” ،فالوحدة أمل الشعوب العربية والإسلامية منذ القديم وهى الآن فريضة شرعية وضرورة بشرية ، فهى الوسيلة الوحيدة الآن للنصر على الأعداء وتحقيق الأهداف

 

قال تعالى : ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ، ومن الطبيعى أن يكون هناك صعوبات أمام هذه الوحدة بسبب الإستعمار الذى قسم الدول العربية ووضع فيها بذور الفرقة والخلاف وإعتزاز كل دولة بنفسها ونسيان حقوق الدول الأخرى .

 

نحن مطالبون اليوم -أكثر من أي وقت مضى- بالاستفادة من تلك التجارب ودراستها بجدية ووعي، كي نتعلم منها ونعمل لتحقيق هدف الوحدة الذي تتوق إليه الأمة.

 

ولذلك لابد من بذل الكثير من الجهود من أجل تحقيق هذه الوحدة ، وليس معنى الوحدة العربية الإسلامية أن يصبح الوطن العربى كله دولة واحد برئاسة واحدة فهذا ليس ضرورى ، ولكن يكون هناك آراء واحدة ومواقف واحدة .

 

إننا يلزمنا أن نستلهم روح أكتوبر بكل مناحي الحياة فسلاما لرجال الدفاع المصري الذين قطعوا يد الكيان الصهيوني الجبان ، وقضوا على أسطورة تفوقها الجوي والجيش الذي لا يقهر ، وسلام للجيش السوري البطل السابق وسلام الى كل من شارك من البلدان العربية بروحه ودمه وماله في تحقيق هذا النصر .

 

وأسأل الله في هذه الايام المباركة أن يسود الحب والتفاؤل بين الأطراف المختلفة وجميع البلدان العربية إكراما وحبا في بلدانهم وفي مواجهة أطماع أهل الشر.

 

وأسأله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداء مصر والأمة العربية ، وأن يحمي أعراضهم وأنفسهم وأموالهم،وأن يجتازوا كل الأزمات، وأن يحفظهم من كل شر ومكروه .

 

فما أحوجنا الى إستعادة روح أكتوبر، لنعبر بمصر والأمة العربية هذه الصعاب حتى نضعها على الطريق الصحيح، ولتستطيع أن تحتل مكانتها اللائقة بين الأمم.

 

ما تم كتابته وعرضه في هذا المقال، يوضح مدى أهميته على كل فرد في مجتمعاتنا، وما يمثله من نقطة تحول عظيمة لمصر والأمة العربية.

 

حفظ الله مصر وحفظ الله الأمة العربية،وأنعم علي أبنائهم بنعمة الإنتماء والحب لأوطانهم .

 التعليقات

  1. يقول ايمان فرج:

    تسلم الايادي على المقال الرائع د ريهام

  2. يقول عبدالعزيز محمد السيد:

    مقال اكثر من رائع وهذا ليس بغريب علي باحثة وكاتبة بحجم الاستاذة ريهام الزينى
    ادعو الله ان يعي الجميع مابه واري انه لابد ان يكون هناك اسلوب مبتكر بألية جديدة بها يستطيع شبابنا المصري ان يتعرف على مثل تلك الانتصارات واخذ العبر حتي يثق بنفسة وقدرتة .
    بارك الله فيك يا استاذة

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79667444
تصميم وتطوير