بقلم : حازم محمد
بعد تعليمك ونشائتك وتربيتك على أرض مصر الحبيبة وبلغت من العمر مايقرب من 40 عاما اسمحي لي أن أتوجه اليكم بسؤال وهو ماذا قدمت لك مصر ؟ التعليم والخدمات الأساسية والأمن والأستقرار والاحترام الدولي وحرية التعبير عن الرأي؟ وبدورك ماذا قدمت أنت لمصر؟ سؤال آخر ما هو الفرق بين الحقوق والواجبات ؟ ألا تشعرون بأنكم تطالبون غيركم بالحقوق أكثر من مطالبتكم لأنفسكم بالواجبات،من أجل ماذا؟ لا أعلم.وأن ما تبثونه فى أعلامكم لا تفرقون فيه بين الألفاظ ، سيدى الأعلامى والمذيع والصحفى ألا تعرف أن هناك فرق بين السجين والمعتقل ، لذا كلمة سجين تختلف عن كلمة المعتقل ، فالمعتقل يتم إعتقاله من العمل أو البيت أو أي مكان آخر دون المحاكمة وهذا يمكن نتوقع حدوثه في أمريكا واو دول تتفنن في الدكتاتورية، أما في بلد السلام وبوجود الرجل السموح والحكيم فهذا محال.وكل ما تبثونه يدعو(عذرا) للسخرية ،لابد من التوازن بين الحقوق والواجبات وهو أساس كل حضارة الحق في مقابل الواجب، والواجب في مقابل الحق. الحق أخذ، والواجب عطاء.
ولا أخذ بلا عطاء، ولا عطاء بلا أخذ، وارتبط الحق إذن بالقانون وارتبط القانون بالحق أكثر من ارتباطه بالواجبات، فالحقوق في حاجة إلى دفاع. والواجبات إلزام خلقي فردي.
الحق ينتزعه الانسان من المجتمع، والواجب يلتزم به الانسان من تلقاء نفسه، لذلك أنشئت كليات الحقوق للدفاع عن حقوق الانسان والمواطن في حين أن الواجبات جزء من علم الأخلاق ، لذلك نشأت مدرسة الحق الطبيعي من أجل تأسيس القانون عليه.
فالحق في الطبيعة البشرية، حق الحياة والبقاء والمعرفة والحرية في القول والعمل والاعتقاد والحركة. فالحق مغروز في طبيعة البشر، وليس منحة أو منة من أحد. والواجب التزام أخلاقي ينبع أيضا من طبيعة الفرد وليس مفروضا عليه من الله، الواجبات الدينية مثل الحدود والكفارات، أو من الحاكم، الواجبات السياسية مثل الطاعة والالتزام بالقانون.
ومع ذلك فقد قيل عن الحضارة الاسلامية أنها عرفت الواجبات ولم تعرف الحقوق، وأن الحضارة الغربية ربما عرفت الحقوق ولم تعرف الواجبات. وبالرغم مما في كل تعميم من جور إلا أن الأفكار الشائعة المتداولة في الثقافة العامة قد يكون لها أبلغ الأثر في توجيه الرأي العام من الأحكام العلمية الدقيقة. والحقيقة أن هذا حكم ظالم. فلا توجد حضارة إلا وعرفت الحقوق والواجبات. ولكن القضية هي إيجاد التوازن بينهما.
وهذا التوازن لا يحدث تلقائيا بل يقع في سباق تاريخ وبجهد بشري أحيانا تكون الحقوق موجودة بالقوة والواجبات موجودة بالفعل كما هو الحال في الحضارة الاسلامية.
وأحيانا تكون الحقوق موجود بالفعل والواجبات موجودة بالقوة كما هو الحال في الحضارة الغربية. ويستعمل أنصار الحكم الأول أن الحضارة الاسلامية عرفت الواجبات دون الحقوق بحجة أن الله هو صاحب الحق وأن الانسان هو خلقه وأداته لتنفيذ الواجب.
كما تستعمل بعض الحجج المعاصرة من طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ثقافتنا وممارساتنا السياسية، أن الحاكم له حقوق أكثر مما عليه من واجبات في حين أن المحكوم عليه واجبات أكثر مما له من حقوق، فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم مثل العلاقة بين الله والانسان في التوازن بين الحقوق والواجبات.
كما يبرز في السلوك اليومي حق المواطن على غيره أكثر مما يبرز واجبه نحوه، يأخذ المواطن حقه من غيره وربما أكثر منه ولا يقوم بواجباته نحوه كرد فعل على سلب حقوقه وتكبيله بالواجبات على المستويين الديني والسياسي فتنازع الأفراد في الحقوق مع بعضهم البعض وتركوا الواجبات تجاه بعضهم البعض ، فياإعلامى مصر قبل أن تبحثوا عن حقوقكم من فضلكم أعرفوا واجباكم اتجا وطنكم.
حمى الله مصر وجيشها