الجمعة الموافق 11 - أبريل - 2025م

لماذا زرع مبارك البهرة فى قلب القاهرة ؟

لماذا زرع مبارك البهرة فى قلب القاهرة ؟

أسماء الطيب

 

 

حصل على عقد حق إنتفاع لحديقة الأزهر 50 سنة مقابل انشائها بينما يحصل على إيجار للمطعم الواحد فى الشهر 150 ألف جنيه وتضم الحديقة 30 مطعماً و 55 كافيتيريا . فى خبايا النظام السابق ملفات غريبة ومريبة ربما ليس مهماً أن نلهث وراء أخباره ولكن يوماً بعد يوم تنكشف ملامح رهيبة فى ملف دولة الإنفاق السرية ودولة المخابئ السوداء ..لا أحد حتى الآن يمكنه أن يعرف سبب زراعة البهرة فى مصر ولا جحم مصالحهم ولا مشروعاتهم وإنتماءاتهم الفكرية ولا السياسية ولا أحد يعرف من يقودهم ولا يرسم لهم خرائط إستراتيجيتهم فى مصر ..

 

 

خبر صغير جداً منشور بجريدة الأسبوع كشف ملامح تلك المملكة وأنفاقها السرية وكيف تشكلت وكيف يعيشون فيها .
لقد كان الخبر مجرد إفتتاح جراج أغاخان فى الدراسة.. وحتى هذا الخبر ليس هناك مشكلة حتى ذكر إسم الأمير كريم أغاخان.. لكن لا أحد يعرف من هو كريم أغاخان باستثناء أنه رجل أعمال لكن بالبحث أكتشفنا أنه أمير للبهرة فى مصر وينفق عليهم ويقدم العطايا للمتردين على مسجد الحاكم بأمر الله بالدراسة والكثيرين منهم لا يعرفون من يقدم لهم العطايا ولا اللحوم المعلبة أحياناً منهم المقعدون والجوعى وطالبى الحاجة وما أكثرهم فى تلك المنطقة.. لا نعرف على وجه الدقة
أثار تزايد أعداد طائفة البهرة، علامات استفهام فى مصر، خاصة فيما يتعلق بأنشطتهم التى أصبحت ظاهرة بشكل كبير، حتى إن سلطان البهرة محمد برهان أصبح يأتى إلى مصر كل عام للاطمئنان على رعاياه وأبناء الطائفة كما يحتفلون هم بمولده أمام مسجد الحاكم بأمر الله فى قلب القاهرة.
وفى المهندسين وشارع سوريا تحديداً يوجد للبهرة مكتب يدعى «مكتب سلطان طائفة البهرة فى مصر» يقوم بعمل المنسق بين أبناء الطائفة وهو ما يدعو للتساؤل حول حجم أعداد الطائفة فى مصر ونشاطاتها غير الظاهرة.
«البهرة» بضم الباء هى طائفة شيعية انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، مركزها الرئيسى مدينة بومباى بالهند، وعدد أتباعها يزيد على مليون ونصف المليون، أما أصولهم فهى تمتد لعصر الدولة الفاطمية فى مصر. زعيم فرقة الإسماعيلية البهرة الحالى هو الدكتور محمد برهان الدين وهو الزعيم الثانى والخمسون للفرقة ويحمل لقب «الداعى» ويتواجد فى الهند وهو من أغنياء العالم ويحمل إقامة دائمة فى مصر، وله قصر كبير فى المهندسين بالقاهرة، أما أتباعه فيتواجدون فى عدة دول منها الهند وباكستان واليمن والبحرين وسوريا وعدة دول أخرى.
«المصريون» غير مرحب بهم هنا «شعور ينتابك منذ دخولك» فندق الفيض الحكمى مقر طائفة البهرة فى مصر، ووجهة كل أبناء الطائفة فى العالم، وقد تراه فندقاً عادياً فى البداية بمستوى متوسط ولكن عند البحث تجد أن الفندق لا يدخله المصريون ولا السائحون الأجانب من الدول الأوروبية وأتوبيسات السياحة تنقل الهنود والباكستان من أتباع الطائفة إليه يومياً.
أحد المصادر داخل الفندق، رفض الكشف عن اسمه، قال إن هناك شبهات دائمة تحوم حول الفندق باعتبار أنه يمارس فيه أعمال منافية للإسلام أو طقوس خاصة بطائفة البهرة، وهو ما ينافى الحقيقة وإن كان كل نزلاء الفندق من أبناء الطائفة بالفعل ولكن لا تمارس أى طقوس غريبة داخل الفندق والطقوس تمارس فى مسجدى الحاكم بأمر الله والأقمر.
وقال إن لطائفة البهرة طقوساً معينة فى عباداتهم حيث يعتبرون أنفسهم مؤمنين والباقى من الناس مسلمين لعدم اكتمال إيمانهم، كما أنهم يصلون مع نسائهم فى صف واحد ولا يصلون جماعة فيقفون بجانب بعض لكن الكل يؤدى صلاته منفرداً غارقاً فى طقوسه، ويرددون فيما بينهم أنهم ينتظرون عودة الحاكم بأمر الله الغائب لتعود معه دولة الخلافة الفاطمية، وأركان الإسلام عندهم سبعة الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج و«الولاية والطهارة» وفى صلاتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون صلاة الجمعة بل يصلونها ظهراً، ويصلون العيد بدون خطبة أربع ركعات، ويحتفلون بذكرى عاشوراء لمدة عشرة أيام وهم يحرمون التدخين والموسيقى والأفلام.
وأضاف المصدر: «تشديد الدخول والخروج على الفندق نتيجة ممارسات تعرضنا لها فى السابق وافتراءات من قبل جهات عديدة تنظر للفندق على أنه يقوم بأعمال جاسوسية»، وأكمل حديثه قائلاً «الرئيس السابق مبارك كانت له علاقات جيدة بالبهرة، وسلطان الفرقة عندما كان يأتى إلى مصر كان ينزل فى استضافة رئيس الجمهورية وليس فى فندقنا»، مؤكداً أن كل أبناء الطائفة فى مصر لهم علاقات جيدة بالنظام السابق وأمن الدولة.
توجهنا إلى أماكن عبادة البهرة فى مصر.. فقال حارس مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمى بوسط القاهرة إن البهرة يأتون إلى المسجد كل يوم خميس فى وقت صلاة المغرب ويقيمون اجتماعاً وصلاة تشبه صلاة الجمعة لدينا وحول انطباعه عنهم قال إنهم مسالمون ولا يقومون بالمشاكل ولكنهم لا يصلون خلف أئمة المسلمين العاديين، مؤكداً أن فكرة التصوير داخل المسجد أثناء وجودهم فكرة مستحيلة، لأنهم عانوا من الإعلام الذى يعتبروه عدوهم الأول.

 
وفى منطقة المرج حيث ضريح «الأشتر» الذى يعتقدون أن الإمام المالك الاشتر مدفون هناك ويحتفلون بمولده، كانت لدى صلاح حارس الضريح تعليمات واضحة بعدم الحديث عن البهرة، رغم أنه يتقاضى راتبه شهرياً منهم إلا أنه كان حريصاً أن ينفى أى صلة له بهم وقال «خلوا حد من المهندسين يتصل بيا وأنا أتكلم»- أى يقصد مكتب البهرة فى مصر. وقال الحاج «كمال» كبير منطقة «العجمى» بالمرج وهى التى يقع فيها الضريح: إن هناك الآلاف يتوافدون على الضريح فى شهور مختلفة من السنة ولكنهم يجتمعون جميعاً فى مولد الإمام الأشتر الذى يعتقدون أنه مدفون هنا، مضيفاً أن هناك البعض يأتون لزيارة «الشيخ العجمى» من المسلمين السنة العاديين، لافتاً إلى أن البهرة لا يحبون الحديث مع الغرباء غالباً، ولذلك يشددون على عدم الحديث لأى صحفى أو إعلامى.

 
ورغم أن للبهرة فى مصر تصريحات إعلامية سابقة لكننا رصدنا تخوفاً من الظهور على السطح فى تلك المرحلة.. وقال أحد المنتمين لطائفة البهرة، رفض الكشف عن اسمه، إن هناك حالة من التخوف حالياً من أى تحرك لأى أقلية دينية، حيث كانت هناك علاقات مع النظام السابق وصفها بالجيدة، خاصة أن معظم أبناء الطائفة فى مصر ينتمون إلى رجال الأعمال، أما الآن فهناك شكل غير واضح للدولة ولا نعرف ماذا سيكون مصير إطلاق الحريات الدينية، وكنا استبشرنا خيراً مع ظهور البهائية، لكن صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم يعيدنا إلى نقطة الصفر مرة أخرى ويجهض حق الأقليات فى مصر فى ممارسة معتقداتها بسهولة، وأضاف نتوقع مزيداً من التعقيد فذلك قد يؤخر ممارستة المعتقد بحرية، ولكنه لن يقضى على وجودنا فى مصر، لأنها فى النهاية وطننا ولا نسعى لتركه وسنمارس طقوسنا مثل أى شخص، وقال أستغرب أن الجميع يعلم بوجودنا ومع ذلك هناك مؤسسات لا ترضى بالاعتراف بنا مثل الأزهر، مشيراً إلى أن الطائفة فى مصر لا تقوم بالتبشير أو أى محاولة لاستقطاب أشخاص آخرين.

 
وقال: ليس للبهرة أى طموح سياسى لأنها طائفة دينية وليست سياسية وكل ما يشاع عن شراء العقارات فى محاولة لاحتلال القاهرة الفاطمية وإقامة الخلافة الفاطمية مرة أخرى «كلام فارغ» يروج له أعداء الحرية الدينية.

 
وأضاف أن كل أبناء البهرة من مصر يكتبون بأسماء مستعارة ولا يستطيعون الكشف عن حقيقة معتنقهم الدينى إلا فيما بين بعضهم خوفاً من الاضطهاد أو الإصابة بأى. أذى وعن الأعداد التقريبية للبهرة فى مصر قال إن هناك آلافاً يعتنقون المذهب ولكن لا يستطيعون الكشف عن أنفسهم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80968099
تصميم وتطوير