الخميس الموافق 20 - مارس - 2025م

لعبة ترامب ..وترحيل الطلاب المؤيدين لفلسطين

لعبة ترامب ..وترحيل الطلاب المؤيدين لفلسطين

  

عصام أبوبكر 

« اعتقل عملاء فيدراليين أمريكيين الطالبة الفلسطينية «لقاء كردية» بسبب مشاركتها في الاحتجاجات الداعمة لغزة بجامعة كولومبيا، بعد عدة أيام من اعتقال الطالب الفلسطيني «محمود خليل»، 

ويعد إعتقال خليل ومن بعده لقاء من بين أولى الخطوات التي يتخذها ترامب على ما يبدو للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المتورطين في حركة الاحتجاج المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية 

وكانت تصاعدت المظاهرات بصوره متزايده في عدد من الجامعات الأمريكية ضد الحرب في غزه وقد بدأت المظاهرات في جامعة كولومبيا في مانهاتن بنصب خيام واعتصام للمتظاهرين داخل الحرم الجامعي وقد قامت نعمات شفيق رئيس الجامعه وهي مصرية الأصل أمريكية الجنسيه باستدعاء الشرطه والتي قامت باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي وتوقيفهم وبررت شفيق في رسالة عبر البريد إلكتروني خطوة استدعاء الشرطة “غير العادية” بأن الظروف الراهنة استثنائية”

وبعدها نظم المئات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا إضرابا عن العمل تضامنا مع الطلاب المتظاهرين واحتجاجا علي قرار إدارة الجامعه باستدعاء الشرطه الي الحرم الجامعي وعلي أثر ذلك امتدت المظاهرات الي اكثر من ١٢ جامعه امريكيه تضامنا مع الطلاب المتضامنين في جامعة كولومبيا وقد هدد رئيس مجلس النواب وقتها مايك جونسون باستدعاء الحرس الوطني الي الجامعات التي تعاني وفق قوله من “فيروس معاداة السامية”.

ما حدث في الجامعات الامريكيه وقتها هو امر طبيعي فأمريكا هي بلد الحريات والديمقراطيات والتعبير عن الرأي وحقوق الأنسان كما كان يحكمها وقت خروج هذه المظاهرات الحزب الديمقراطي برئاسة بايدن وهو حزب يساري يؤمن بحرية التعبير عن الرأي والخروج في المظاهرات لكن يبقي السؤال ما الذي جعل هذه الجامعات تصمت لمدة 7 شهور من المجازر في غزه دون أن تتحرك ؟؟

أعتقد أن الامر لا يهدف الي ما كان يحدث من حرب إباده وقتها في غزه والتي كانت مضي عليها وقت خروج هذه المظاهرات أكثر من 7 شهور بالمقام الاول قدر ما كانت جزء من لعبه انتخابيه بتحريك المعارضه لصالح ترامب ضد بايدن في محاوله من ترامب للتأثير علي شعبية بايدن وأظهار صوره سلبيه للحزب الديمقراطي أمام الناخب الأمريكي للاستفاده منها في الانتخابات الامريكيه

وإظهار ان المبادئ التي يتشدق بها الحزب الديمقراطي من الدفاع عن الحريات والحريه في ابداء الرأي والمشاركة في المظاهرات والتي هي من أساسيات الدستور الأمريكي قد باتت في خطر نتيجة سياسات الحزب الديمقراطي الحاكم وقتها خاصة مع خروج صور للاعلام الامريكي والعالمي يظهر دخول شرطه مكافحة الشغب للحرم الجامعي واعتدائها علي الطلاب وتوقيفهم وفض الاعتصام داخل جامعة كولومبيا بالقوه المفرطة ووصل الأمر حد توقيف أساتذة جامعات الأمر الذي أثار حفيظة طلاب الجامعات الامريكيه الاخري مما ساعد علي انتشار المظاهرات في باقي الجامعات الامريكيه الاخري احتجاجا علي دخول الشرطه الي الحرم الجامعي وتضامنا مع الطلاب الذين تم اعتقالهم تضامنا مع غزه

كما أساءت وقتها نعمات شفيق رئيس جامعة كولومبيا وهي مصرية الاصل مسيحيه صهيونيه من حيث أرادت ان تحسن بتقديمها فروض الولاء والطاعه للصهيونيه باستدعائها للشرطه لفض الإعتصام بالقوه فانقلب السحر علي الساحر وقد استغل الحزب الجمهورى هذا الأمر لصالحه وساعد علي إمتداد شرارة المظاهرات الي الجامعات الامريكيه الاخري نتيجة سوء تصرفها وطالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عضو ديمقراطي واحد على الأقل في مجلس الشيوخ باستقالة شفيق

ويبقي السؤال الثاني المهم هل أثرت هذه المظاهرات علي ما كان يحدث للفلسطينيين في غزه وقتها ..؟؟ أعتقد أنه لم يكن لها تأثير كبير علي مجريات الحرب في غزه لأن صانعي القرار قي البيت الأبيض لم يتراجعوا عن استمرار حربهم قي غزه ومساعدة إسرائيل حتي النهاية لأن حرب غزه هي حرب امريكيه بأداه اسرائيليه الهدف منها تدمير غزه بالكامل وتهجير سكانها خارج القطاع وقد يمتد هذا الأمر لسنوات

بل علي العكس قامت الإداره الامريكيه وقتها بالوقوف بالقوه ضد هذه المظاهرات ومنع انتشارها وقد شاهدنا اعتقال اكثر من ٥٠٠ من الطلاب المشاركين في هذه المظاهرات بل تطور الامر الي اعتقال أساتذة جامعات مما يؤكد أن الاداره الامريكيه كانت ماضيه في قرارها وأن هذه المظاهرات تأثيرها كان محدود علي ما حدث في غزه لكونها لا تعدو إلا أداه في حرب انتخابيه كانت بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممثلا في ترامب وبايدن للتقليل من شعبية بايدن وتشويه صورة الحزب الديمقراطي بإظهاره بصورة المخالف للدستور الأمريكي ومنعه الحريات في أمريكا والاستعانه بالشرطه لاقتحام الجامعات الامريكيه مما يصدر صوره سلبيه عن أمريكا الي العالم الخارجي

وقد ظهرت نوايا ترامب الأن بعد إنتهاء لعبة الانتخابات بأصدار أوامر بإعتقال وترحيل الطلاب المتورطين في الإحتجاجات في الجامعات الأمريكية المؤيده لفلسطين والتي كانت وقتها تتم بتشجيع من الحزب الجمهوري لإستخدامها كورقة انتخابية لصالحه لتشوية صورة الحزب الديمقراطي الذي يتشدق بالحريات والدفاع عن الديمقراطيه وإظهارة بالمناهض للحريات وقمع المظاهرات، والأن وقد تم له ما أراد من هزيمة الحزب الديمقراطي فقد ظهر بوجهه الحقيقي وقام باعتقال الطلاب الذين شاركوا في هذه المظاهرات والسعي في ترحيلهم خدمة للصهيونية بعد أن أنتهت اللعبة .

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80525036
تصميم وتطوير