كريم صبري
من لا يملك قوتة لا يملك قرارة، هذا الرأي الذى يعتبر البوابة الرئيسية في الإصلاح الاقتصادى،فحينما تصل الدولة لمرحلة الأكتفاء الذاتي من السلع الأستراتيجية، و التي تمثل قوة الدولة في تأمين أحتياجات مواطنيها ، وبمرحلة أولى هي الغذاء.
فقد كانت مصر سلة الغذاء لخصوبة أرضها ووجود الموارد المائية بوفره، أما الأن فيوجد فجوة كبيره بين العرض والطلب من الأستهلاك المحلى، ويشير تقرير صادر لمنظمة الأغذية والزراعة ، الى أن استهلاك الفرد في مصر من القمح يتراوح بين 180 الى 200 كيلو جرام سنويا ، ولذلك تحتاج مصر الى زيادة مساحة الاراضى الزراعية بمعدل 90 الف فدان سنويا ، وليس حجم واردات مصر من القمح والمنتجات الزراعية فقط، فيوجد فاتورة صادره من الجهاز المركزى للتعبئه والأحصاء ، تقول فاتورة واردات مصر خلال 270 يوما 47.1 مليار دولار خلال التسع أشهر الأولى من عام 2017 في الفترة من يناير الى سبتمبر، وبحسب النشرة الأحصائية ، والنتائج المجمعه، فكانت تفاصيل السلع التي استوردتها الدوله خلال التسع اشهر الأولى من عام 2017 .
هذا وقد تم رصد واردات مصر من الوقود من مواد خام ، ومنتجات بتروليه ، وفحم، بلغت 7.4 مليار دولار ، ومواد خام من قمح وذرة وفول صويا وسمسم وتبغ وكبريت ورخام وخامات الحديد والصلب والومنيوم بقيمة 5.1 مليار دولار، وأيضا واردات مصر من السلع الوسيطة قد بلغت 13.3 مليار دولار، وتضمنت زيوت وشحوم ودهون نباتية ، وسكر ، ومواد كيماوية، وأخشاب، وغيرها من سلع تدخل في الصناعه ، وأيضا سلع استثمارية بأجمالى مبلغ 5.8 مليار دولار ، وهى تتضمن الات ،ومعدات ، وأجهزة طبية، ومصاعد ، ومضخات وتقاوى وبذور، ولكن استوقفت عند قراءة حجم الوارد من السلع المعمره ، والسلع الأستهلاكية.
وقد تبلغ قيمة الواردات من السلع المعمره 2.5 مليار دولار، وهى عبارة عن غسالات ،. وثلاجات، وتليفزيونات ، وسيارات ، وأثاث ، وأجهزة هواتف محمول ، اليس هذا بعبث؟ بعد ما كنا دوله لها باع كبير في الصناعه، ونتباهى بالايدى العامله المهره، وحجم المصانع في بلادنا ، نصبح هكذا!!!! اين ذهبت تلك المصانع من دولة رائدة في صناعة السيارات والاثاث؟؟ لقد كنا نفتخر ونتباهى بالصناعه المصرية قديما.، إذ كانت مدينة دمياط مدينة ذات شهرة عالميه كبيرة في صناعة المنتجات الخشبية والأثاث المنزلى ، وليس ذلك فقط بل كانت تصدر الى كافة دول العالم ، وكانت مدينة المحله الكبرى أيضا هي المدينة الأولى عالميا في صناعة الملابس والغزل والنسيج، أين ذهبت تلك المدن؟؟ وأين نحن ذاهبون؟؟ هل نعيش في فجوه زمنية؟؟ لقد كنا في فترة ليست ببعيدة نصنع سيارات واتوبيسات نصر بأيدي مصرية خالصة ، وتليفزيون تليمصر ، ومنتجات شركةباتا ، وعلى سبيل المثال لا الحصر مصانع الأغذية قها وادفينا، وبسكو مصر ، إضافة إلى مصانع البلور ومصانع الأقلام الجاف والرصاص أبسط المنتجات، ناهيك عن غلق جميع محالج القطن، و مصانع الغزل والنسيج ، والملابس الجاهزه ، ومصانع الزيوت والصابون، ومصانع النحاس وحجر البطارية، وغلق ترسانة الإسكندرية لصناعة السفن .
ولسنا في صدد حصر جميع المصانع التي أغلقت بفعل فاعل ،. وتسريح عمالها ، كنا نصنع، وقادرون وونستطيع ، لسنا شعب كسول ولكن إذا ما أعطيت له الأدوات الصحيحه والامكانيات سيبدع ويفاجأ الدنيا بإبداعاتة ولنا في العمال والصناع المهرة الذين إستعارهم الأتراك ايام الاستانة، والاحتلال التركي، الذين قدموا إبداعات مازالت تتحدث عن نفسها في تركيا الان، أكبر مثال على التميز والابداع، لن نقول العلماء والأطباء والمبدعين مصر قادرة بسواعد أبنائها على رفع مشاعل البناء، والتنوير، والتنمية ، قس على ذلك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التي اذا ماتولت مشروع تفوقت علي اعتي الشركات العالميه من يمد يد العون للعمالة المصرية؟ من يبعث روح الحماس للإبداع المصري، أجزم اننا قادرون فقط تكون هناك اردة حقيقة، فاليوم لا نملك قوت يومنا ، فهل نحن من نصنع قرارنا؟