قراءة نقدية/د. أنسام المعروف
تدور قصة “شتاء الوقت” للقاص العراقي أحمد البياتي حول حارس فقير يعيش في كوخ صغير في البساتين خلال فصل الشتاء، حيث يحاول البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف صعبة تجعله يعاني من ندرة الحطب والأدوات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ويتعرض الحارس لموجة من الأحداث السلبية في ليلة عاصفة، حيث يحاول البحث عن عود ثقاب لإشعال النار والحفاظ على دفئه، ولكنه لا يستطيع العثور عليه، وعندما يحاول التقاط أي شيء في الظلام، يجد نفسه ينجرف في الظلام وحيدًا في البرية.
تستخدم القصة الأسلوب البسيط والوصف المفصل للحياة الصعبة التي يعيشها الحارس والتحديات التي يواجهها، وهذا يعكس حالة عدم الاستقرار النفسي الذي يعاني منه الحارس. يتحدث القصة عن الفقر والعزلة واليأس والخوف، وهذه الموضوعات السلبية تمثل تجربة الحياة التي يمر بها الحارس.
يمكن تحليل هذه القصة من خلال نظرية التحليل النفسي لـ “كارل يونغ”، حيث يمكن رؤية الحارس كرمز للذات النفسية، والمنزل الذي يعيش فيه كرمز للذات النفسية. يتميز الكوخ بأنه مهجور وفي حالة سيئة، وهذا يمثل الحالة النفسية المضطربة للحارس. ويعبر الحطب الذي يحتاجه الحارس لإشعال النار عن الطاقة الحيوية الداخلية التي يحتاجها الإنسان للبقاء على قيد الحياة.
ويمثل المطر والرياح في القصة الصعوبات الخارجية التي يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية للإنسان وتزيد من تعقيد حياته. ويمثل الظلام والركام الذي يحيط بالحارس رمزًا للجوانب المظلمة في الحياة والتحديات التي يواجهها الإنسان في التغلب عليها.
ويمكن رؤية الظلام في القصة كرمز للعدمية والقلق والفزع التي ترافق حياة الحارس، حيث يحاول جاهدًا التغلب عليها والعثور على مخرج للخروج من هذا الوضع المحفوف بالمخاطر.
كما يمكن أن يمثل الذئب الذي تذكره القصة رمزًا للأنا الوحشية التي يمكن أن تظهر في النفس البشرية في حالات الضغط الشديد والتوتر. ويمثل الفراغ الذي يشعر به الحارس عندما يمسك بالفراغ رمزًا للوحدة والعزلة التي يشعر بها الإنسان عندما يواجه صعوبات في حياته. ويمكن أن يعكس النوع النادر من الحطب الذي يحتاجه الحارس للبقاء على قيد الحياة، رمزًا للتميز والاختلاف والتحدي الذي يواجهه الإنسان في الحياة.
بشكل عام، تعكس القصة الحياة الصعبة التي يمكن أن يعيشها الإنسان، وتحث على التعاطف مع الآخرين وتقدير الصعاب التي يواجهها الآخرون في حياتهم. وتعكس أيضًا رغبة الإنسان في البحث عن الأمل والتفاؤل في مواجهة الصعاب والتحديات.
تستخدم القصة لغة بسيطة ومباشرة تناسب طبيعة القصة القصيرة، وتعبر عن الواقعية الشديدة التي يعيشها الحارس. تستخدم اللغة الوصفية المفصلة لتصوير الظروف الصعبة التي يواجهها الحارس، وتعبر عن حالة القلق والتوتر التي يشعر بها.
كما تستخدم القصة الصور الشعرية مثل “عيدان الثقاب تسبح في بحيرة الماء” لتصوير الظروف الطبيعية في القصة، وتستخدم أيضًا الصور الرمزية مثل “الظلام” و “الركام” للدلالة على الجوانب المظلمة في الحياة.
وتستخدم القصة أيضًا اللغة الشفافة لتصوير الشخصيات فيها، ويتم التركيز بشكل خاص على الحارس وظروف حياته، ويظهر ذلك من خلال الوصف المفصل للمكان الذي يعيش فيه والصعوبات التي يواجهها.
بشكل عام، تستخدم اللغة في القصة لتعكس الواقعية الشديدة للحالة التي يعيشها الحارس وللتعبير عن الجوانب النفسية والعاطفية للشخصية الرئيسية.