*( في رحاب سورة ق)* الجزء الأول
: الداعية الدكتور: ايهاب السعيد عبد الحافظ من علماء الأزهر الشريف
نحن على موعد مع سورة من أعظم سور القرآن الكريم ” سورة ق ” ؛ لأهميتها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص دائما على إسماعها الصحابة في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت: ( لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين – أو سنة وبعض سنة- وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس ) وروي مثله عن عمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأها في الجمعة والعيدين. ………………………………….
لقد وقفت سنين وأيام أمام عظمة هذه السورة ******
لماذا يخصها الرسول صلى الله عليه وسلم بكل هذه الخصائص؟؟؟؟؟؟ وبالتأمل والدرس نجد في هذه السورة عدة خصائص منها: 1- بينت السورة أصناف الناس وطريقة التعامل مع كل نوع. 2 – السورة على وجازتها جمعت جميع أبواب الإيمان: ( توحيد، عبادات، معاملات، ……) حتى أنها جمعت السياسة كلها في كلمة واحدة ( وما انت عليهم بجبار ) آية :٤٥. 3 – بينت الطريق الحتمي للدعوة والمكر بها بل بينت طرق من يقفون في وجهها على اختلاف توجههم في كل الأزمان. 4- ذكر الامام الفخر الرازي في تفسيره خاصية عجيبة لهذه السورة مع سورة (ص) وهي أن السورتين تشتركان في افتتاح أولهما بالحروف المعجمة والقسم بالقرآن والتعجب كما يتفقان في آخرهما فنهاية سورة (ص) ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) ونهاية سورة (ق) ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)
********************* ************* *******
وحول العلاقة بين السورتين يقول الفخر الرازي: وهو أن سورة ص صرف العناية فيها إلى تقرير الأصل الأول (التوحيد) بقوله ( أجعل الآلهة الها واحدا ….) ( وانطلق الملأ منهم ….) أما في سورة ق فصرف العناية فيها إلى تقرير الأصل الآخر (الحشر) ( ….. أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ). ولما كان افتتاح سورة ص في المبدأ قال في آخرها ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين …… آية : 70) وامها بحكاية بدأ خلق آدم لأنه دليل الوحدانية، ولما كان افتتاح سورة ق لبيان الحشر قال في آخرها (…… يوم تشقق الأرض عنهم سراعا …..آية : 44). يتبع،،،،،،،،،،
الداعية الدكتور: ايهاب السعيد عبد الحافظ من علماء الأزهر الشريف محاضر ومدرب دولي خبير واستشاري تربوي استشاري اسري