Site icon جريدة البيان

“فوق التكريم”

“فوق التكريم” . .

أبوالمجد الجمال يكتب : “عباس العقاد” يعانق “علي القماش” . . عباقرة في الأدب والصحافة وشراكة الإبداع

علي طريقة رفض عبقري الأدب العملاق “عباس العقاد” الذي قلما يجود الزمان بمثله لتكريمه ومنحه درجة الدكتوراة الفخرية لأنه هو الذي يكرم بكسر الراء ولايكرم بفتح الراء لأنه فوق أي تكربم وهو الذي يمنح الدكتوراه ولايمنحها لكونه منبعا لكل إبداعا ودكتوراة . 

يقف عملاق آخر قلما يجود الزمان بمثله عبقري صاحبة الجلالة “الصحافة” العملاق المبدع وأستاذ الأساتذة ورائد أهم المدارس الصحافية في تاريخ صاحبة الجلالة الكاتب الصحافي الكبير الخلوق المفرط تواضعا “علي القماش” هو الذي يكرم بكسر الراء ولايكرم بفتح الراء . .

لأنه فوق كل تكريم بل وهو منبع كل تكريم فتاريخه الصحافي الطويل الحافل بالإنجازات وقهر الفساد والإفساد والمفسدين ونصرة المظلومين والتصدي لكل مراكز القوي مهما كانت مناصبهم القيادية التي يحتمون بها ويتسترون بها علي حيتان الفساد الكبار وفلوله وذيوله . 

فالصحافة التي لاتكشف الفساد ورموزه ولاتطيح بهم ولا تفضحهم للرأي العام من أجل الإصلاحات القومية الحقيقية وتغليب المصلحة العليا للبلاد علي المصلحة الخاصة فليست هي بصحافة الشعب بل صحافة حملة المباخر والأكلون علي كل الموائد والراقصون بهز الوسط واللسان والقلم أيضا .

من هذا المنطلق حمل كاتبنا المبدع وأستاذ الأساتذة “علي القماش” علي عاتقة رسالة قومية كبري لأنه كان مهموما بقضايا الوطن والأمة والمهنة والصحافيين .

فلم يحابي يوما لظالم ولم يطبل يوما لسلطان جائر أو غير جائر لم ينافق أحدا يوما لم يخشي يوما في الحق لومة لائم لأنه “القماش” قاهر الفساد والإفساد والمفسدين والظالمين والجبابرة والفراعنة والطغاة .

فكان إسما علي مسمي في متانة وسماكة إسمة كالخامة السميكة في الصوت والجودة في نفس سماكة وثقل ووزن وموهبة وإبداع صوت “أم كلثوم” و”عبد الوهاب” و”الأطرش” و”العندليب” وغيرهم الكثير في زمن الفن والصحافة الجميل الذي لم ولن يكرر إذ ظهر هؤلاء الفطاحل في أزمنة متقاربة جدا لكن لم يتم إستنساخ “عبد الحليم” ولا “أم كلثوم” و”لا عبد الوهاب” آخر حتي الآن . 

من هذا النسق أيضا لم يتم إستنساخ “القماش” آخر لأن سماكة وجودة الخامة التي تشبه سماكة وجودة خامة صوان الفراشات ذات التراث والطراز البديع الفريد من نوعه التي قلما يجود بها الزمان هي نفس خامة جودة ومتانة موهبة وإبداع أستاذنا العملاق “القماش” . 

ولا أخفي عليكم سرا أن رجل المبادئ الأول التي لا تتجزأ عنده أبدا أستاذنا “القماش” فقد دفع الثمن غاليا مدافعا عنها كالفارس المغوار في ميدان المعارك وهو راضيا كل الرضي عندما تنحي يوما عن رئاسة تحرير الجريدة الحزبية التي تشرفت بالعمل فيها معه دفاعا عن مبادئه رافضا تعين مراسل الجريدة بإحدي المحافظات قبل تعين المحررين لا لشئ إلا لكونه محابي له من قبل الحزب لأنه أمين الحزب بالمحافظة هذا هو أستاذنا “القماش” رجل المبادئ والقيم والأخلاق أقوالا وأفعالا وسلوكا وعملا . .

ولأنني لا أجامله ولا أحابيه سأعرض عليكم موقفا له معي إذ شرفت بكوني واحدا من تلاميذه عندما كنت أخطو خطواتي الأولي في بلاط صاحبة الجلالة “الصحافة” وكنت أضرب بيد من نار علي رموز الفساد والإفساد وإخترت هذا الطريق الصعب المحفوف بالمخاطر والصعاب والمشاكل والأزمات والكوارث والمحفوف أحيانا بمخاطر غيابات الجب المهم كان أستاذنا المبدع “القماش” خير عونا وسندا وصديقا ومعلما عندما كشفت فساد أحد “الحيتان الكبار” الذي رفع ضدي علي الفور دعوي قضائية ولم تكن المشكلة في الدعوي لكنها كانت في سقوطي في فخ “عش الدبابير” إذا كان للحوت الكبير نفوذا وسطوة لاتخطر علي بال الشيطان وإستعرضها علي العبد الفقير لله مستخدما علاقاته الوطيدة ببعض جهات سيادية كانت تربطه بأحد الكبار فيها صلة مصاهرة ولم يكتف الحوت الكبير بذلك بل إستخدم سلاح الشائعات ضدي لإرهابي فتارة يطلق علي شائعة حبسي وتارة أخري يطلق ضدي شائعة صدور حكم قضائي بسجني وتكبيدي غرامة مالية كبري وزد علي هذا كله إستخدامه لسلاح المال الذي يملكه وليس لي طاقة به لإرهابي أيضا بجيوش محاميه المدافعين عنه كل هذا لم يرهبني بل زادني صلابه وقوة فوق صلابتي وقوتي وعزيمة وإرادة فوق أي عزيمة وإرادة . . كان أستاذنا المبدع “القماش” علي الجانب الآخر وأنا أعمل تحت رئاسته للتحرير في بداية حياتي الصحافية يشد من أزري ويدعمني بكل ما أوتي من قوة ولما لا وهو قاهر الفساد والإفساد ولما لا وهو الخلوق الصادوق والودود ذو الشجاعة والقوة التي لا تعادلهما أي شجاعة وقوة قال لي يوما بحرقة وجرأة وبالغم المليان وبأعلي صوت يزلزل “حيتان الفساد”

 “إستمر في ضرب أوكار الفساد وتفرغ لكشف فساد هذا الحوت الكبير” وهو ما حدث بالفعل .

لكني في المقابل دفعت فاتورة ذلك بهدلة سنتين من عمري مجرجرا في النيابات والمحاكم ألم أقل لكم أن هذا الحوت الكبير صاحب علاقات بجهات نافذة تصل لحد المصاهرة سنتين سود من العذاب والمر والحنضل وقل كيفما تشاء ووقتما تشاء فكل أسبوع كانوا يلففوني كعب داير بإسم التحقيقات علي مدار السنتين السود وفي كل مرة كانوا يتحججون إما بعدم وجود سكرتير النيابة لحصوله علي إجازة إسبوعا وإما لأنه مشغولا في جلسة أخري مع القاضي وإما أن عضو النيابة المحقق في إجازة حتي مرت السنتين السود في أحلك لياليهما السوده وبعد هذا كله يصدر قرارا بتحويل القضية ضدي رغم أن السيد المحترم رئيس النيابة ضرب “أخماس في أسداس” بسبب صحة أصول المستندات التي بحوزتي وأراد أن يعرف مصدرها ورفضت بالطبع 

. وعلي جانب المقاتلين الشجعان كان العبقري المبدع الأستاذ “القماش” يواصل دعمه الأدبي والمعنوي لي ولا أنسي زميلي الرائع “عبده مغربي” الصعيدي الجدع الشهم الطيب الذي كان يقول لي دوما : “يوم الجلسة سأكون معك سنكون كلنا في ضهرك سنكون كلنا معك صحفيين ومراسلين وإدارة وحزب” وللحق وللأمانة فقد سخر لي الأمين العام للحزب الذي كان يصدر عنه الجريدة الورقية التي كنت أعمل فيها وقتها تحت رئاسة أستاذنا المبدع “القماش” أكبر محامي في مصر للدفاع عني كما أرشدني وقتها زميلي الصعيدي الجدع لمركز المساعدة القانونية ومركز الأرض لحقوق الإنسان . . ورغم هذا كله حول المحقق القضية ضدي وكأني أنا الفاسد الذي أبغي في الأرض فساد وإفساد وليس كاشفا وفاضحا للفساد ورموزه وفلوله من أجل خدمة الوطن ولصالح الوطن بينما كان الفاسد الحقيقي حرا طليقا يجلس في مكتبه المكيف ليعبث في الأرض فسادا ويخرج لسانه للجميع وكأنه فوقهم وفوق القانون والدستور الذي داس عليهم بمنصبه الميري كمسؤولا كبيرا يستعرض سطوته ونفوذه . . وفي النهاية وبعد مرار وعذاب وبهدلة سنتين وجرجرة في النيابات والمحاكم إنتصر القضاء المصري الشامخ والعادل والمنصف كالعادة للحق وللمظلومين وقهر الظالمين والمفسدين وحصلت علي حكم بالبراءة في أخطر وأكبر قضية فساد هزت مصر في حينها . 

وكل هذا يعود الفضل فيه بعد المولي عز وجل لعون ومساعدة ومؤازرة أستاذنا المبدع العملاق “القماش” فارس الكلمة القلم في زمن ندرت فيه الكلمة المدوية والقلم المدوي كالمدفع الرشاش والأخطر من الرصاص في تقويم الفاسدين وكشف فضائحهم وفسادهم ومهازلهم التي تنسف الوطن وتدمر الأمة

. إنه فارس صاحبة الجلالة التي قلما يجود به الزمان فوق أي تكريم لعل الرسالة وصلت

. اللهم بلغت اللهم فإشهد.

 

 

Exit mobile version