السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

عند الشدائد تظهر المعادن

عند الشدائد تظهر المعادن

كتب / حازم محمد

روي أنَّ سائلاً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عندما تولى الخلافة فقال : كم عدد أصدقائك يا أمير المؤمنين ؟ قال علي رضي الله تعالى عنه : لا أدري لأنَّ الدنيا مقبلة عليَّ والناس كلهم أصدقائي وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت الدنيا عنيّ فخير الأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان . يتأثر الإنسان سواء كان رجلاً أم امرأة بعدة عوامل خلال حياته، فالناس قد خلقوا وجبلت فطرتهم على الخير، إلا أن الظروف التي يتعرض لها هؤلاء الناس خلال أوقات حياتهم قد تؤثر على طبيعة تصرفاتهم، فهي إما أن تزيدهم خيراً وتملؤهم محبة وسلاماً وصفاء قلب وإما أن تعكر نفسيا تهم وتضع الغل والحقد والطمع والشرور فيها، فنفس الإنسان كالوعاء قابلة لأن تحتوي أية صفة أو أي خلق متى ما أراد الإنسان ذلك، وما يكتسبه الإنسان خلال حياته من أخلاق يفرغه خلال خلال تعامله مع الآخرين. ولكن يجب أن لا ننسى شيئاً وهو أن نسبة تأثر الناس بالظروف التي يمرون بها تختلف من شخص لآخر وذلك تبعاً لاختلاف صفاته وشخصيته، فقد يكون الحدث أو الموقف أو الظرف هو نفسه يقع على شخصين مختلفين وفي الوقت نفسه، إلا أن أحدهما يتأثر بشكل كبير بهذا الظرف والآخر يتأثر ولكن ليس كتأثر الشخص الأول حيث أن تأثر الشخص الثاني لا ينعكس على أخلاقه، وبالتالي يتوجب علينا أن نمتنع وأن نتوقف عن مقارنة الناس يبعضهم البعض، معتمدين على ومفترضين أن الظروف التي مروا بها هي نفسها عند الجميع. لهذا فيتوجب على الإنسان أن يعمل جاهداً على أن لا يطلق الأحكام جزافاً على الناس لأنه قد يظلمهم دون أن يعرف بذلك، فيجب على الناس أن يدعوا الخلق للخالق كما يقولون.ومعادن الرجال تعرف على أنها ما يحتوي عليه الناس من أخلاق متنوعة وأصالة، حيث أن هذه الأخلاق هي التي تحدد ماهية الإنسان وطبيعته هل هي جيدة خيرة أم أنها سيئة شريرة تنفر الناس منها ولا تقربهم إليها، بسبب سوء التعامل وربما الغدر والخيانة، فإن وصل الإنسان إلى هذا الحد من سوء الخلق، فإنه يكون قد وصل إلى مرحلة كبيرة جداً وعظيمة بحيث يتوجب عليه أن يدفع ثمن انضوائه على هذه الأخلاق المتردية المحقرة الدنيئة باهظاً في بعض الأحيان والأوقات.وإن أفضل طريقة لمعرفة معادن الناس وأطيانهم التي جبلوا منها، هي عند الشداد والمحن التي تعصف بالناس فهذه المحن والشدائد تظهر ما انضوت عليه نفوس الناس الذي يعرفون بما أصاب الشخص من طريقة تفاعلهم مع ما سمعوه، فإذا كان تفاعلهم إيجابياً ولم يتخلوا عنه كانت معادنهم نقية صافية نظيفة، لم تشبها ملوثات الدنيا، وإن سمعوا به وأعرضوا عنه وكان تفاعلهم سلبياً معه دل ذلك على سواد سريرتهم وسوء أخلاقهم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79677302
تصميم وتطوير