Site icon جريدة البيان

علاقات مصر والسعودية على صفيح ساخن

بقلم: دكتور ياسر الأمير
إن العلاقات المصرية السعودية شعبيا ورسميا علاقات لها جذور متينة منذ نشأة المملكة العربية السعودية ،والعلاقات بين الشعبين لا تتأثر بالخلافات فى وجهات النظر بين حكومتى البلدين وإختلاف الرؤى بشأن أى قضية سواء عربية أو عالمية.
ولكن من الواضح منذ وفاة خادم الحرمين الملك عبد الله رحمه الله ووصول خادم الحرمين الملك حفظه الله أن هناك خلاف فى وجهات النظر بين البلدين بشأن قضايا المنطقة ووضح ذلك جليا منذ أغسطس الماضى حينما طلبت السعودية تأجيل إجتماع جامعة الدول العربية والمقرر ﻹعلان بروتوكول القوة العربية المشتركة وأيدت موقف السعودية 5 دول عربية هى العراق والبحرين وقطر واﻹمارات والكويت مما أدى لتوقف إنشاء هذه القوة ﻷجل غير مسمى.
حقيقة خلاف الحكومتين يأتى بسبب تباين عقيدة كل دولة منهما بشأن قضايا هى:
1/اﻷزمة السورية
2/إعتراض السعودية على تدخل مصر عسكريا فى ليبيا بناء على الطلب المتكرر من خليفة حفتر.
3/اﻷزمة اليمنية.
4/موقف السعودية من موقف تركيا وقطر من النظام المصرى.
5/موقف السعودية من جماعة اﻹخوان المسلمين.
إن من حق كل دولة أن تتخذ مواقفها طبقا ﻷوضاعها وتوجهاتها وقناعاتها ومصالحها وإن كنت أرى أنه كان يجب أن تصل دبلوماسية الحكومتين لرأب الصدع وتخفيف أجواء التوتر بين البلدين الشقيقين ولكن ماحدث فى إجتماع اﻷمم المتحدة من تصريحات مندوب السعودية تجاه موقف مصر أثار عاصفة من القلق والتوتر فى العلاقات فقد إنتقد بشدة وبأسلوب غير دبلوماسى تصويت مصر لمشروعى القرارين (الروسى) و(الفرنسى اﻹسبانى).
وبدون الخوض فى هذين المشروعين ومصيرهما إلا أنه كان يجب على الخارجية السعودية إصدار بيان توضيحى لتصريحات مندوبها وهو مالم يحدث ، تواكب ذلك مع إعلان شركة أرامكو السعودية للبترول بوقف اﻹمدادات البترولية لمصر خلال شهر أكتوبر فقط وهو مالم يلتفت له من ربط بين قرار أرامكو وتصريحات مندوب السعودية فى حين أن الحقيقة أنه لا علاقة بين اﻷمرين والتعاقدات البترولية مستمرة وتوقف اﻹمدادات مؤقتا لشهر أكتوبر فقط ومصر لديها البديل لذلك.
إن محاولات مستغلى مايحدث لتأجيج النار بين البلدين الشقيقين سواء كانت قناة الجزيرة القطرية أو قنوات اﻹخوان بتركيا وأيضا بعض الكتاب السعوديين وتدويناتهم على تويتر ستبوء محاولاتهم بالفشل بإذن الله تعالى إذ أن علاقات مصر والسعودية شعبيا لا تشوبها شائبة ولا يعكر صفوها مواقف الحكومتين ،أيضا أعتقد أن الرئيس السيسى وجلالة الملك سلمان يدركان تماما مدى خطورة حدوث أزمات وخلافات بين البلدين خاصة وأن مصر هى الشقيقة الكبرى للدول العربية وحصنها المنيع والسعودية من كبريات الدول العربية ولها ثقلها ووزنها كما أعتقد أنهما لن يسمحان بالخلاف والتوتر أن يزيد بينهما.
وأخيرا الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ،خاصة أن مايصيب أى دولة عربية يوجع ويؤلم الدول العربية اﻷخرى فنحن جسد واحد وروح واحدة وكلنا مستهدفون لزعزعة هذه اﻷخوة .
حمى الله وطننا العربى وأزال غمته ووحد صفه وأعانه على أعدائه ،وأصلح الله التوتر بين مصر والسعودية فلا غنى ﻷحداهما عن اﻷخرى.

 

Exit mobile version