كتب:دكتور ياسر الأمير
السبت الماضى تضامنت نقابتا المحامين والصيادلة ضد قانون ضريبة القيمة المضافة والذى إخترعته مصلحة الجباية أقصد الضرائب ووزارة المالية والحكومة الرشيدة متذرعة بأن هذا القانون يطبق فى 150 دولة وقام أعضاء مجلس النواب الموقر بتمرير القانون وإقراره وإعتمده رئيس الجمهورية.
وقام المحامون بعمل وقفة على سلم دار القضاء العالى باﻷرواب السوداء رافضين لهذا القانون كما جاء فى بيانهم الرسمى مبينين فيه أنهم سبق وأن حذروا الحكومة ورئيس الوزراء من 3 أشهر من تبعات إقرار القانون وأنه بتطبيقه سيوجه ﻹتجاه إقتصادى مدمر وكارثة ستضرب الطبقة المتوسطة. وأقامت النقابة دعوى أمام القضاء اﻹدارى بمجلس الدولة لرفض القانون وطالبت النقابات بالتعقب الدستورى للقانون وإجراء مفاوضات مع المالية وإتخاذ خطوات تصعيدية إذا واصلت الحكومة عنادها.
بالفعل القانون مطبق فى 150 دولة ولكن بمعايير مختلفة تماما عما هى فى القانون الهجين والذى هو خليط بين قوانين اﻹستهلاك وقانون ضريبة المبيعات فخلق كالجنين المشوه ،فنصوصه هلامية مطاطة ستترك المجال للائحة التنفيذية بالعبث فى التنفيذ وأدى تطبيقه إلى زياده فى اﻷسعار وإزدواجية فى التطبيق وإحداث العديد من اﻹختناقات فى اﻷسواق وحبس بعض السلع عن التداول وإستغلال التجار للقانون لتحقيق مكاسب لمصلحتهم وتطبيق القانون على سلع غير واردة أساسا فى القانون
من الواضح أن لدينا مجلس نواب إرتضى من ولادته أن يكون تابعا للحكومة فى الصحيح والخطأ ورفع نفسه للبرج العاجى الذى تعيش فيه الحكومة دونما إحساس بالمعاناة اﻷليمة للمواطنين الذين يدفعون ثمن حماقات القرارات الخاطئة والقوانين الشاذة المشوهة فنجد نواب الخطة والموازنة يدافعون بشدة عن القانون ويتهمون المحامين والصيادلة بأنهم يعملون ضد اﻹستقرار وهدوء اﻷوضاع وأن إحتجاجهم ليس إلا زوبعة فى فنجان لن تؤثر على القانون وأنهم لم يحترموا إرادة النواب الذين يمثلون الشعب.
عن أى شعب تتكلمون وقد طفح الكيل من أدائكم السيئ وفضائحكم فى تمرير القوانين والتى ثبت أن معظمها ضد مصلحة المواطن وأنها لطبقة بذاتها.
لقد زاد الحال السيئ سوءا والفقير زاد فقره والجشع زاد واﻹحتكار تفشى والنواب يوافقون والحكومة تقدم قوانين ولا تراقب والمواطن ليس له إلا أن يرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل داعيا أن يخلصه مما هو فيه ويرحمه من مجلس عجينة وأمثاله على الرغم من وجود نواب واعون ولكنهم أقليه تهرسهم أكثرية المطبلاتية..رحماك يارب