شيخا يعشق وطنه ويحب عمله
بقلم : حازم محمد سيدأحمد
يقول الرسول الكريم ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
يقول الرسول الكريم ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) ولو تدبّر كل إنسان هذا الحديث النبوي الشريف ومافيه من دلالات، لما قصر في عمل يوكل إليه؛ لأن إتقانه للعمل ،علاوة على أنه واجب وأمانه ملقاة عليه ،وهو مدعاة لمحبة الله سبحانه وتعالى ، لهذا العمل مهما صغر أو علا شأنه،
وأداء العمل من جميع العاملين ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً متفاوت ومتباين بين الأداء الحسن والأداء السلبي، وتتضاعف المسؤولية، ويعظم الأجر أو الإثم حينما يكون هذا العمل مرتبطاً بمصالح الناس ،و حينما يسهم الموظف أو العامل من خلال تقصيره وتقاعسه في تأخير حقوق الناس ومتطلباتهم،
والموظف المجد المجتهد يجب ألا ينتظر الثناء والشكر من المسؤول، وإن كان حقاً على الأخير، فالموظف يحتسب في أداء عمله أن يكون خالصاً لوجه الله – عز وجل – ينتظر منه الأجر، ويبتغي المثوبة وفقاً لما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وإذا كان بعض المسؤولين فيهم من السلبية في تقدير الموظفين المجدين في أعمالهم فإن ذلك يتساوى في الدرجة مع الموظفين المقصرين، وهذا مخالف لتأصيل إسلامي في مقابلة الإحسان بالإحسان يقول الحق – تبارك وتعالى -: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (60) سورة الرحمن، فلابد أن يكون المسؤول قدوة للعاملين أداءً وتقويماً وتقديراً، ومنها العمل واجب أن يؤدى على أتم وجه، فلا يقصر فيه، ولا يغلب فيه الهوى على الحق، ولا تعطل مصالح الناس أو تأخره،
والعاملون في كل مجال ينقسمون إلى نوعين: النوع الأول: هو الذي يقوم بعمله الموكل إليه ليأخذ نتيجة أو راتبه حسب نظام معين، وفي دوام معين، وفي كيفية معينة، ولا ينظر للأفق الأبعد من منظومة العمل، بل يعرف أن عليه ساعات يجب أن تقضى، ولحظات يجب أن تمضي، وراتب يجب أن يعطى.
والنوع الآخر: هو الذي يعمل، ولكنه لا يعرف الكلل، ينتج ولا يحسب الساعات، يعطي ولا ينتظر الثناء والشكر، يجند كل قواه وطاقاته لإنجاح عمله والتفاني فيه، وليس هذا فحسب، بل يحاول الإبداع بعمله للوصول به إلى أرقى درجات الإنجاز والإثمار، فهو يسير بعمله، ويتدرج، ويرتقي بمستوى العمل من جيد إلى أفضل، ومن رائع إلى أروع، وبه تتطور الحياة وترتقي، وهذا النوع وجده فى فضيلة الشيخ (السيد المنجاوى وكيل قطاع شمال سيناء الأزهرية )، يعطى ولا ينتظر ، ويبدع بفكره فى التعليم ولا ينظر ولا ينتظر من أحد ترقية أو شكر ،وعندم سئلته فى يوم من الأيام لماذا كل العناء فى عملك ، زيسبب لك مشاكل وجهد كثيرا ، فكان رده علينا ،ونحن جميعا في حاجة إلى أن يتوجه الشباب بكل طاقاته إلى إتقان العمل، والبناء، وإلى الدفع بالأمة الإسلامية إلى أن تكون قوية،والتعليم هو الأساس والدافع القوى لمصرنا الحبيبة ، لكي تقف على قدميها وتحترمها الأمم الأخرى التي تستغل ضعفها وتملي عليها سياساتها وتوجهاتها وترسم لها سقف القوة وسقف النهضة
ويضيف فضيلة الشيخ السيد المنجاوى : إن الأمة الإسلامية ليست أمة هينة، وفيها شباب يستطيع أن يغير ويقفز بها إلى الأمام، لكننا نجد كل معارك شبابنا ،حول شكليات لا تنفع ولا تضر وينشغل بها الطلاب والطالبات ويتركون وقت المذاكرة، ولا يجدون بأسا ولا إثما ولا حرجا دينيا في ضمائرهم من أنهم لم يؤدوا واجباتهم وهذا خلل في التفكير والسلوك، ويضيف لنا والكلام على لسان الشيخ سيد المنجاوى :أن العمل هو روح الدين،وأن تلك الأهداف لم ولن تتحقق إلا بإتقان العمل وإعلا ء قيمته فى جميع المجالات فى مصر ومن أهمها العمل فى مجال التعليم وخاصة التعليم الأزهرى منه،ومع حبه لعمله وإتقانه يعشق وطنه ويعتبر حبه لعمله هو خدمة لوطنه ، ويعد من الأعمال الصالحة التى يؤجر عليها الإنسان ،وأن الوطن قد أعطى للإنسان الكثير في حياته، وبالتّالي وجب مقابلة الإحسان بالإحسان، فحين يمنح الوطن حقوقه لمن ولد فيه وعاش على أرضه من جنسيةٍ وحقّ عيشٍ وكسبٍ وحماية من الأذى وغير ذلك من حقوق المواطنة، فإنّ الوطن بذلك يكون قد أعطى من يعيش فيه معروفاً وإحساناً، وبالمقابل ينتظر الوطن منّا أن نبادله نفس هذا الشّعور برد الإحسان بصورٍ أخرى،وأن
الإنسان بقدراته العاطفية الهائلة والكبيرة هو أقدر الناس على تحديد ما يحبه وما يكرهه، ومن هنا فعندما يقول شخص ما أن الصحراء القاحلة وطنه ويتغنى بحبه لها، يناجيها بالليل والنهار كأنها إحدى معشوقاته، فهو صادق، لأن هذا الوطن هو منبع الحنان والعطف والمحبة لديه، فنعم هذا الفكر لهذا الشيخ الجليل الشيخ السيد المنجاوى.