الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

سوريون أكراد في وجه العثمانى أردوغان

سوريون أكراد في وجه العثمانى أردوغان

بقلم الإعلامية: غانيا درغام

الهلوسة العثمانية التي تسيطر على سياسة أردوغان لازالت على قيد الإرهاب، والانتهاك، والشرذمة السياسية التي تقود لهدر الدماء السورية، فقد قامت تركيا بانتهاك واضح لحرمة الأراضي السورية بتاريخ 13 يناير ( شباط ) 2016م، وكان ذلك من خلال قصف المدفعية التركية الثقيلة لأراضي سورية يتواجد فيها مواطنين أكراد سوريين إضافة لمواقع الجيش السوري، كما قصفت المدنيين الذين يتواجدون في قرى “مرعناز والمالكية ومنغ وعين دقنة وبازي باغ”.

سياسة أردوغان العثمانية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتصارات التي يحققها الجيش السوري بسحق مرتزقتها الإرهابيين، ودفع عجلة الأزمة السورية لبر الأمان بما يصب بمصلحة الشعب السوري في جميع فئاته وفسيفسائه التي تدافع عنه بكل ما تملك من قوة، إلا أن الحلم العثماني لازال يطمح للتحقق حتى لو كان ثمنه مواطنين سوريين، بل إنها تعتبر من خلال دعمها للجماعات الإرهابية في سورية مدانة عالمياً بحسب قرارات حقوق الإنسان ومجلس الأمن، فهي تتخذ من أجساد الضحايا السوريين جسراً لعبورها إلى الإتحاد الأوروبي، وتثبيت هيمنتها على المنطقة.

الجدير بالذكر أن ملاحقة هذه السياسة للوجود الكردي في سورية، تعمدت على  الضربات التى تعمل على فرض التواجد لها في سورية، فحقد تلك السياسة على القومية الكردية جعلها لا تميز بين الداخل التركي والأراضي السورية، وكأنها تلاحقهم أينما وجدوا كي تجتث إضرام الأكراد الأتراك نار المساواة والحقوق الإنسانية في تركيا، لاسيما أن تركيا تملك تاريخ يماثل أردغونها بالقذارة السياسية تجاه حقوق الأكراد في أبسط مقتضيات الحياة الكريمة في تركيا، حيث نوه من يسمى المفكر الرئيسي للايدولوجيا القومية التركية “نهال آتسز”: “الكرد موجودون.. وهم مخلوقات أدنى ومعادية لنا”!، هذا التميز الذي لا تعرفه سورية بين أبنائها جعل لنا قلم يدافع عن إخواننا، فاستهداف الأكراد في سورية لا يعني استهدافهم فقط بل استهداف جميع الفئات والقوميات التي تتألف منها سورية، وإن كان الحقد التركي على الأكراد في تركيا يمتد إليهم في سورية فهو يمتد إلى جميع السوريين بقصفها مناطق أخرى وأخرى.

أما عن الأكراد في سورية فهم يقفون جنباً إلى جنب الجيش السوري والقوى الداعمة له في الدفاع عن الوطن من الإرهاب، ولم تثنيهم مدافع تركيا عن هدفهم بالدفاع عن الوطن فقد تحدث المقاتل السوري جهاد الكردي قائلاً:
” لن تستطيع تركيا ان تضعف التحام القوى الشعبية المقاومة التي تساند عمليات الجيش السوري، بكل بساطة لأن هذه القوى مع الحق، والله مع الحق، فإن استطاعوا على الله سوف يستطيعون على سورية، كما أن القصف التركي للأراضي السورية هو انتهاك لحرمتها بالتالي يجب الدفاع عنها بكل السبل المتاحة”.

وقد نوه المقاتل الكردي “كندال علي”:
“القصف التركي هو اعتداء سافر وجبان ومشين يهدف الى نقل مشاكل تركيا الداخلية الى الداخل السوري، في محاولة لزعزعة الثقة بين الدولة السورية والمكون الكردي الوطني المنتمي الى الفسيفساء السورية، بهدف احداث شرخ لإقامة منطقة عازلة لنقل المهاجرين السوريين الى المناطق السورية، تحقيقاً للحلم العثماني القديم بالوصول الى حلب وفتح طريق آمن لدعم المسلحين.. نحن لا نساوم وسورية لن تركع، كما ان حضارة السبعة آلاف عام لن تركع للحديد والبارود.. ونحن سوريين اولاً قبل ان نكون اكراد”.

طبعاً انقسام القوميات والطوائف الدينية في سورية هو المحرك الأساسي الذي عولت عليه السياسات الصهيواستعمارية التي صنعت الأزمة السورية، لكن كان ولازال للشعب السوري الشريف في موقف الممانعة لهذا المبتغى الذي لم يتعود عليه المجتمع السوري، بغض النظر عن بعض النفوس التي تركت حركة الإخوان المسلمين أثرها فيهم وظهر في الأزمة، إلا أن باقي الشعب يعي جيداً أن الفسيفساء السورية هي هوية الحياة والمكون الإنساني السوري، حيث أن السوريين استنكروا استهداف تركيا لأراضيهم عامة وللأكراد خاصة، رافضين انتهاك تركيا للأكراد السوريين.

وقد أكد “ياسر هرمز” بقوله:
” أنا ضد استهداف تركيا للسوريين الأكراد، أنا اعتز بهم فهم قدموا شهداء مثلهم مثل اي سوري حتى أنهم حاربوا رجالاً ونساءً، كما أؤكد أن سياسة اردوغان القمعية لن تجعلهم يتخلون عن قضيتهم السورية بالدفاع عن الارض ودحر الارهاب، بل تزيد لحمتهم الوطنية، والدليل على ذلك أن سورية أعطتهم الجنسية والهويات السورية فلو كان لديهم اي شك في هذه القضية لسارعوا إلى التحالف مع اردوغان، لكن كلما ازداد الضغط عليهم زادت قضيتهم بالدفاع عن سورية”.

أخبر زوارك أيها التاريخ هم أبناء أمتى، سوريون رغم التنكيل، هم على عهدهم باقون، فإن استطاع ذاك المستعمر أن يفصل دم شهيد سوري عن آخر في معركة واحدة، وإن استطاع أن يفصل أشلاء ضحايا في تفجير عن بعضها، حينها سيفصل سورية عن فسيفسائها.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79634326
تصميم وتطوير