بقلم الإعلامية: غانيا درغام
لازالت مقامرة الاحتلال تبحث لنفسها عن أوراق جديدة للرهان على الشأن السوري، فاستمرار دعم للإرهابيين في سورية، والتغاضي عن جرائم تفجيراتهم وانتهاكهم للبيبان الروسي الأميركي بما يخص وقف اطلاق النار من جانب آخر، إضافة لغيرها من الانتهاكات “الإنسانية، الإجتماعية، الإقتصادية…”، التي تُمارس بحق الشعب السوري، كما تقوم تلك السياسات على الترويج لما ينتج عن ممارساتها من خلال إرهابيها في سورية، فيستثمرون سوء الوضع الإنساني في بعض المناطق من أجل النعيق له في محافلهم السياسية، ومن أجل زج الوضع العام ككل في بوتقة صهر الصمود السوري الذي أذهل العالم أجمع خلال الأزمة.
لم يكن الصمود السوري في حسبان تلك السياسات، فقد جهزوا أموالهم وإرهابهم منذ قبل الأزمة، راقبوا، درسوا، خططوا، ثم نفذوا، كانوا يعتقدون أنها مسألة أيام معدودة ويحصلون على مبتغاهم في سورية، لكن الواقع كان ولازال حتى الآن يصفع بهم وبمآربهم، بداية من السيادة السورية التي لم تراهن ولم تفرط بحبة تراب سورية، ولم تتنازل عن عماد الكيان السوري المقاوم .
وهذا ما أكدته مؤخراً الوثائق التي نشرتها ويكليكس حيث جاء فيها أن الحكومة القطرية حاولت تقديم مغريات اقتصادية لدمشق مقابل التخلي عن المقاومتين “اللبنانية و الفلسطينية”، لكن وثائق و يكيليكس أكدت أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض كل المغريات المقدمة له من قبل من يسمى الأمير القطري، دون أن يقدم أي تنازلاً أو أي معلومة حول أمن المقاومة و حزب الله.
هذا ما يترجم تهجم الدول الإستعمارية وغرابان الخليج على منصب الرئيس، مقارنة بمواقفه الحكيمة التي كان ولازل يصدر مفاهيمها بكل شفافية إلى الشعب السوري من خلال خطاباته واللقاءات التي يتعمد الإعلام العالمي إجراءها معه، إضافة لنهجه الممانع لسيطرة المستعمرين فكرياً وسياسياً وميدانياً، بكل الأحوال نجد الرئيس بشار الأسد ثابت بموقفه المقاومة وكل ماحوله من مؤامرات وسياسات يدور دون جدوى.
أما عن الصمود الآخر في سورية فهو الجيش السوري، قوافل الشهداء لم تثني عزيمة الرجال، يفدون وطنهم بأرواحهم متوجين عقيدتهم في الحفاظ عل الثواتب الوطنية بقوة لا تُقهر، صمود الجيش السوري في وجه إرهاب العالم، ودفاعه عن الوطن، جعل لله امتداد في رجال حفظوا الدين والوطن بعقيدتهم، حيث يقول أحد ضباط الجيش السوري ه.ع برتبة عميد: “اثنان.. الشهيد والصمود هما آية لتوحيد الوطن ونحن قدمنا قوافل من الشهداء في ميادين الشرف والبطولة وصمدنا، ومازلنا صامدين في مواجهة العدوان الاجرامي التكفيري المسلح والغزاة المعتدين على الشرف والعرض والأرض .
كما أننا مستعدين لتقديم قوافل جديدة من الشهداء ابتداء مني انا كقائد ميداني وكجندي في ساحات القتال من أجل تطهير هذه الارض المقدسة، أرض الاسلاف ولتخليصها من كافة دنس الإرهاب، يعتبر هذا أحد اسباب صمود الجيش السوري والقيادة الحكيمة، واخص بالذكر سيدي وسيد الوطن والموقف والقرار القائد المفدى الدكتور بشار الأسد الذي علمنا معنى الصمود والتحدي بحكمته المستمدة من شعاع الشمس المرتبط بنور الله الواحد القهار”.
كما أضاف الضابط المقدم ن. د: “جيشنا جيش عقائدي موحد بغض النظر عن اطيافه، فنحن لا ننتمي الى النزعة أو الفكرة الطائفية، وقد عاهدنا الله والوطن والرئيس على السعي لتعزيز روح الاستعداد والصمود والتضحية والإصرار على الحياة بكرامة، أو الشهادة بكرامة في مواجهة الاستعباد من الدول الغربية المرسلة والداعمة للإرهاب المسلح، والفكر التكفيري، لتبقى سورية عزيزة صامدة وأبية على العصيان، هذه عقائدنا نحن الجيش العربي السوري، وعلى خطى فخامة الرئيس بشار الأسد حكيمنا سائرون، كما أننا على عهدنا باقون، سيدنا الذي علمنا ان لكل صمود عاقبة وان عاقبة الصمود والثبات والتضحية هو النصر وهذا وعد الله”.
وأضاف الجندي السوري م.ف: ” نحن في مواجهة هذه الازمة الشرسة منذ خمسة سنين ونيف، وسنظل صامدين بوجه اعداء الله والإنسانية صمود الجبال، فالجيش والشعب الذي “يتشبث بإنسانيته وكرامته وأصالته ويؤمن بالله واليوم الآخر وبالحق ويمقت الظلم والظالمين والفساد”.. هو شعب صامد بفطرته بجيشه وقائده، هو الشعب الذي يقدم التضحيات مقابل أن يعيش حراً عزيزاً لا يَستعبد ولا يُستعبد، هذا الشعب عامة، إضافة للجيش السوري خاصة يؤهل ومستعد لمواجهة التحديات والأخطار مهما عظمت ومهما تكالبت قوى الشر، وانا باسمي واسم عناصر الجيش السوري عاهدنا الله على الصمود حتى النصر المظفر وبقاء سورية حرة عزيزة دائماً ابداً”.
وختم الجندي ث.س بقوله: “لكل انسان حي ثابت عاقل كرامة وكرامتي كرامة الحق ومستمدة من كرامة الوطن وقائد الوطن الرئيس بشار الأسد، فلكل انسان حر اصيل ثابت وموجود مسعى يسعى اليه ووطن، وإن مسعاي هو بقاء وطني سورية حرة مستقلة صامدة عزيزة ابية في وجهه كافة صور الجور المتعددة والمختلفة المنبثقة من منبع الظلم ومحرك الشر ومؤسس الفكر الوهابي الماسوني وهو الكيان الصهيوني، وأيديها الطويلة دول الخليج واخص بالذكر مملكة الشيطان، نعم صمدنا وسنظل صامدين وإن انتهينا من الصمود سيبدأ صمود جديد.. فهيهات نحن الجيش العربي السوري لهم منا الذلة، هذا عهدنا لأنفسنا ولقائدنا الرئيس بشار الأسد، وهذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد بالنصر المؤزر منه ومن قائدنا، فنحن سائرون وعلى اقواله فاعلون”.
نهاية ليس لدينا إلا التذكر أن في سورية صمود لا يُقهر، صمود نال حصته من الشهادة فهنيئاً له حياة الخلود في الجنة، وصمود يلقن العدو درساً ببقاء الحياة حرة كريمة في سورية.