كتب د.رضا عبد السلام
واقعة السحل والضرب المبرح لهذا الشاب المصري على يد شاب محدث نعمة ليست الأولى ولن تكون الآخيرة…فهناك عشرات الحالات التي تم تصويرها والتي لم يتم تصويرها…
ورغم ذلك تبقى هذه الحالات حالات استثنائية ولكنها صادمة…وعلى كل منا أن يتخيل هذا المشهد المهين لفلذة كبده او شقيقه وبعدها يقرر.
خرج هذا الشاب وتغرب وترك كل محبيه ليبحث عن لقمة العيش الحلال بعد أن ضاقت عليه ارض مصر بما رحبت…ولكن لم ترحمه الغربة ولم تكن كافية… ليتم اهانته بهذه الطريقة الحيوانية على يد همجي محدث نعمة.
للأسف ستتكرر هذه الواقعة، وربما تحدث يوميا في دول الخليج على وجه الخصوص، نظرا لأن الهمجيون لم يسمعوا بموقف قاسي من الحكومة المصرية او من دولهم بشأن الحالات السابقة، كإن يخرج امير البلاد او الملك ليعلن اعتذاره لمصر وشعبها وليتحدث عن فضل مصر وأهلها لتكون رسالة يتناقلها الأجيال.
مع كل حالة نسمع عبارات الاستنكار والشجب، وصورة لسفير الى جوار المسحول، ربما لايعرف شيء عن مشكلات الالاف الذين اوكل اليه امر رعايتهم وحمايتهم…فهو خادم لهؤلاء وليس متفضلا او متعطفا عليهم
لا لا لا…لابد من وقفة مع سفرائنا ومكاتبنا في دول الخليج العربي على وجه الخصوص من خلال التدقيق في الاختيار، وسبب ذلك ان العامل المصري هو الطرف الضعيف في المعادلة ولهذا غالبا ما يتم دهس حقوقه، وغالبا عليه ان يقبل بما يمليه عليه كفيله او سيده…لأن فالكفالة ماهي الا صك عبودية،..والا فبماذا نسميها؟
الأخوة العرب وأغلبكم أصلاء محترمين، تذكروا ان هذا المصري وان جار عليه الزمان هو من وضع اللبنات الاولى لبلادكم…المصري هو من علم وعالج الرعيل الأول وكانت الحكومة المصرية هي من يدفع مرتبات هؤلاء العاملين والمعلمين والإطباء.
من حسن الحظ ان الجيل الكبير في الخليج يدرك فضل مصر ويدين لها بكل صور الفضل والثناء، ويحمل لها حبا واحتراما جارفا…
ولكن الأزمة في الجيل الجديد من الخليجين، الذين هم في الغالب دون الاربعين…هذا الجيل عاش مصر الضعيفة وعاش المعلم والعامل المطحون الذي يتوسل ليبقى دون ترحيل.
من واجب الكبار الأصلاء في دول الخليج تعريف هذا الجيل التافه الخاوي بمصر وشعب مصر وعظمة مصر وفضل العامل والمعلم والطبيب المصري.
على هذا الجيل الكبير الاصيل ان يعرف هؤلاء محدثي النعمة والمغيبون ان والد هذا الشاب المصري الذي قمت بسحله واهانته هو من فتح لك بابه وقدم لك قوته عندما احتل صدام الكويت وعندما مزق بشار سوريا وعندما مزق الامريكان العراق وعندما ضاعت ليبيا…كانت مصر وهذا المواطن هو بر الامان.
علموهم ان مصر تمرض ولا تموت…وحتى وهي مريضة مائدتها تكفي الجميع وتسع الجميع تعطي وهي مبتسمة حتى ولو استدانت…هذه هي مصر وهذا هو المواطن المصري الذي لا يمكن ان تجد في الكون له شبيها ولا نظيرا.
علموهم ان هذا المصري هو ابن مصري علمنا وطببنا وحمانا ومات من اجل وجودنا.
وفي الختام…لن تحترم كرامة المصري في أي مكان الا إذا أيقن الكون انه يحظى بالاحترام والتقدير في وطنه…
علينا جميعا ان نوقن ان احترام حقوق وكرامة المواطن المصري ليس منة أو تفضل من احد..وانما هو حق أصيل وواجب على المسئول وخاصة في بلد قامت فيه ثورتين من اجل كرامة الوطن والمواطن.
اتذكر
..ولن أنسى بعد ثورة ٢٥ يناير كيف كان ينظر الينا كل عربي….كان المصري يمشي بين شوارع الخليج مزهوا فخورا بنفسه…وكان العربي يتمنى أن يأخذ صورو الى جواره…ولن ننسى شعار ارفع رأسك إنت مصري…صدقنا هذا الشعار..لابد وان يعاد بثه في نفس كل مصري ليعود الحب والانتماء والتقدير لكل ماهو مصري.
انها مسئولية مشتركة على الدولة المصرية بكافة مؤسساتها ليؤدي كل منها دوره تجاه حرمة وكرامة المواطن المصري ومسئولية على الدول الحاضنة للمواطن المصري مؤسسات وكبار ومسئولين للتعريف بخصوصية المواطن المصري (بالذات) لتعرف الأجيال العربية الجديدة أن هؤلاء العاملين هم أحفادا لمن بنوا الخليج ماديا وعلميا….حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.