بقلم – د. علي يوسف
المعاني والمبادئ مجردة وتحمل تفسير واحد
ولكن للأسف الشديد نحن نحرف المبادئ والمعاني ونلبسها ثوباً جديداً شائهاً وكريهاً
وأضرب عدة أمثلة
الأبحاث العلمية تتميز بالدقة الشديدة والتحقيق الحصيف وتنشر في مجلات عالمية محترمة ومتخصصة فتنفق وقتاً كبيراً في التدقيق والمراجعة
ولكننا غيرنا وشوهنا هذا كله فبدلاً من التدقيق كان هناك الفبركة التلفيق أي اننا نجحنا في القضاء علي المفهوم الحقيقي للبحث العلمي
والديموقراطية في حقيقتها هي جعل الناس يختارون بحرية شديدة ممثليهم ومن خلال الشفافية وعدم إستغلال النفوذ
ولكن عندنا التزوير والتلفيق وشراء الأصوات والشللية تخرج الديموقراطية من معناها الحق
رجل الأعمال في الخارج شخصية محترمة تكسب من خلال إجتهادها وتركيزها
ولكن رجل الأعمال لدينا في معظمه مثال للإنتهازية يتعامل بالفساد والرشوة والمحسوبية
حقوق الإنسان في الغرب تعني أن الإنسان حر لا يحاسب علي أفكاره ولا يسجن أو يموت بسبب رأي أو فكرة والطوارئ لا تفرض إلا في حالة الحرب
أما عندنا فهي تعني حرية التأييد والتقييد
لو تجولت في مناحي حياتنا كلها ستجد عجباً عجابا
العدل في كل الدنيا يعني قاضيٍ نزيهاً وقوانين عادلة ولكن عندنا القاضي إلا من رحم ربي. يدافع عن تمييز أبناءه وسعي لتقسيمات الأراضي والشقق وغيرها
والقوانين تسن في كثير من الأوقات مبطنة بالظلم والتخلف
التعليم شكل بلا مضمون
الصحة شكل بلا مضمون
ستجدنا نعيش بمبادئ ليس لها علاقة بمبادئ الناس في دنيا الناس
والحل هو في إرجاع المعاني والمبادئ إلي حقيقتها أي تخليصها مما علق بها من خلال التمصير الذي أضرها وأضرنا